فيدل كاسترو لا يتوقع تغييرا يذكر تحت قيادة أوباما

الاتحاد الأوروبي يدعو أوباما إلى «العمل معا وليس ضد بعضنا»

TT

من دون ذكر الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما بالاسم، شكك الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، في امكانية حدوث تغيير يذكر في السياسة الاميركية تحت قيادة رئيس جديد.

وفي عمود نشر على الانترنت كتب كاسترو اول من أمس، أن «كثيرين يحلمون أنه بتغيير بسيط في قيادة الامبراطورية، فإنها ستكون أكثر تسامحا وأقل ميلا للقتال. أفكار الشخص الذي سيتولى القيادة ليست معروفة بعد«.

إلا أنه أضاف «سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن النوايا الطيبة لشخص مثقف، يمكن أن تغير ما أحدثته قرون من المصالح والأنانية. التاريخ الانساني يوضح عكس ذلك» كما نقلت وكالة رويترز.

وعزز أوباما الذي انتخب في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، ويتولى مهام منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، كأول رئيس أسود للولايات المتحدة الآمال بتحسن العلاقات الاميركية الكوبية، بقوله انه سيجري محادثات مع الحكومة الكوبية، ويخفف الحظر التجاري الأميركي المفروض منذ 46 عاما ضد كوبا.

وقبل الانتخابات أشاد كاسترو بأوباما قائلا، انه شخص مثقف وانساني في الأعمدة التي أصبحت الشكل الاساسي لاتصاله بالناس، منذ أن أجريت له جراحة في الامعاء بسبب مرض لم يعلن عنه في يوليو (تموز) عام 2006.

ومنذ فوز أوباما لم يعلق هو أو شقيقه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو على انتخاب أوباما الذي سيحل محل الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش.

وانتقد كاسترو من جهة اخرى تصريحات «بعض القادة» الذين قالوا انهم يريدون «تسهيل المرحلة الانتقالية في كوبا». وتساءل «الانتقال الى ماذا؟ الى الرأسمالية، النظام الوحيد الذي يؤمنون به ايمانا عميقا؟» وذكر بكل «تضحيات» الشعب الكوبي «دفاعا عن القضية الثورية» كما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد اضطر فيدل كاسترو بطل الثورة الكوبية في 1959 الذي تحدى في جزيرته عشرة رؤساء اميركيين، الى التنحي عن الحكم في فبراير الماضي لأسباب صحية، لكن نفوذه ما زال كبيرا لدى شقيقه راوول الذي خلفه.

من جانب آخر، يعتزم الاتحاد الاوروبي تقديم عرض الى الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما بـ«العمل معا وليس ضد بعضنا البعض» و«الاضطلاع معا بمسؤوليات» في مجال السياسة الخارجية، بحسب ما جاء في وثيقة تعدها فرنسا وذكرتها الصحف الالمانية امس.

وتشير «وثيقة التأمل في شراكة اطلسية» بحسب ما جاء في مقال تنشره اسبوعية «دير شبيغل» غدا الى ان «النظام العالمي تغير. الاوروبيون يريدون ان يلعبوا فيه دورهم الكامل الى جانب الاميركيين».

وتضيف الوثيقة التي وضعتها فرنسا بصفتها رئيسة الاتحاد الاوروبي حاليا «علينا ان نعمل معا وليس ضد بعضنا البعض. الاميركيون والاوروبيون يمكنهم وعليهم ان يعملوا بشكل متكامل ويضطلعوا بمسؤوليات مشتركة».

وافادت وزارة الخارجية الفرنسية ان الاتحاد الاوروبي سيقدم عرضه رسميا لباراك اوباما بعد توليه مهام الرئاسة رسميا.

واوضحت «دير شبيغل» ان هذا العرض يتمحور حول اربعة ملفات ذات اولوية وهي اصلاح الامم المتحدة ومجموعة الثماني، والنزاع في الشرق الاوسط، والنزاع في افغانستان وباكستان، والعلاقات مع روسيا.

وتؤكد الوثيقة بصدد النقطة الرابعة ان «عزل روسيا ليس حلا»، موصية بان يسعى الاوروبيون بالتعاون مع الاميركيين الى تكثيف الحوار مع سورية و«الالتزام مجددا في العراق بصورة فورية».

وتبدي اوروبا بصورة عامة بحسب نص الوثيقة الفرنسي استعدادها للانخراط بشكل اكبر في العمليات العسكرية الدولية، مؤكدة ان «المصاعب» القانونية او الفنية التي تعترض هذا النوع من العمليات «يجب الا تشكل ذريعة لعدم القيام بأي شيء».