بغداديون يشكون من «اختناق» مدينتهم بالجدران الكونكريتية وإن كانت ملونة

ينتظرون أن ينفذ المسؤولون العراقيون وعودهم برفعها.. والمعامل مستمرة بإنتاجها

TT

مع استمرار وضع الحواجز الكونكريتية أمام الأبنية وعلى الطرقات، تعمل أطراف على رفعها معلنة نواياها بتخليص بغداد من الحواجز وفتح الطرق، بينما وجد آخرون حلا وسطا؛ وذلك بالرسم على تلك الجدران وتلوينها بألوان زاهية وبراقة للتخفيف من وطأة الامتعاض الشديد الذي تسببه هذه الحواجز في نفوس المارة.

ويشبه ناظم محمد حسن، موظف، الجدران بالاعتقال المشروط او كما قال وهو يمر بموازاة الحواجز الكونكريتية aالتي سورت الشارع الرئيس لحي الجهاد، غرب بغداد، انها «فوضى الطرق والحواجز الكونكريتية هكذا يمكن تسمية ما يحدث الآن في بغداد».

اما مؤيد الزبيدي، الذي يعمل على مقربة من أكبر معمل لإنتاج الكتل الكونكريتية عند مدخل بغداد من جهتها الشرقية، فهو يحلم باليوم الذي سيتوقف فيه هذا المعمل الذي يكون منظره مخيفا وهو يصنع الآلاف من الكتل التي ستزرع في شوارع بغداد.

ويقول الزبيدي لـ«الشرق الاوسط»: «تجد في هذا المعمل كميات لا تعد ولا تحصى من الكتل وبأشكال مختلفة، فهناك القاطعة للطرقات وأخرى لإحاطة الأسواق وتكون متوسطة الحجم وأكبرها هي التي ترتفع على علو ستة أمتار، وعادة ما توضع على محيط الأبنية الحكومية والمواقع الاميركية، اما التي تستخدم داخل الوحدات العسكرية وفي السيطرات (نقاط التفتيش) فهي ايضا بأحجام وأنواع مختلفة».

وأضاف الزبيدي ان «جميع معامل انتاج الكتل مستمرة بالإنتاج وأنا أستغرب من تصريحات البعض عن وجود نوايا لرفعها فأين يذهب القديم الذي سيرفع ؟ وأين يذهب المنتج حاليا؟».

أحمد جليل، من أهالي بغداد، أكد أن فكرة الرسم على الجدران الكونكريتية يمكن القول عنها انها ساعدت في التخفيف من وطأة منظرها «البشع»، وقال لـ«الشرق الاوسط» ان «الجدران تسبب لنا الكثير من المشاكل، فأينما توجد يعني ذلك اما طريق مقطوع او بناية تبقى تدور حولها بحثا عن المنفذ الذي سيقودك للداخل»، مشيرا الى ان «ظاهرة السيارات المفخخة انتهت في بغداد تقريبا وان هناك فيالق كاملة من الحرس تنتشر في كافة الابنية الحكومية وحتى أمام الابنية الحزبية، فلماذا الاستمرار بغلق المناطق والطرق ؟».

فيما قال عامر المعموري، سائق سيارة اجرة (تاكسي)، لـ«الشرق الاوسط» ان «من يتنقل داخل بغداد يشعر بصعوبة ومرارة غلق الطرق، والذي يسبب الألم لأن أي حادثة سير في طريق رئيس يعني ذلك تعطيلك لساعات، فهذا الطريق ان أغلق لن تجد بديلا عنه وعليك التوقف في الزحام لساعات، كما ان هناك طرقا يمكن تسميتها بالمنقذة في حال أعيد فتحها وتختصر لنا الوقت والجهد في الوصول لمناطق نريدها مثل نفق ساحة النسور وطريق المنطقة الخضراء الذي يبدأ من الجسر المعلق ويوصلك لأي منطقة تريد من بغداد، وهو طريق سريع أغلق مع إغلاق المنطقة الخضراء وبقي مغلقا حتى الآن ناهيك عن طرق رئيسة اخرى». ووعد عشرات من المسؤولين العراقيين غير مرة برفع الحواجز الكونكريتية التي تخنق بغداد، لكن ايا من هذه الوعد لم تتحقق. من جهته، أكد المتحدث باسم خطة فرض القانون قاسم عطا وجود نية لدى قيادة عمليات بغداد لإعادة فتح الطرق الرئيسة داخل المنطقة الخضراء والمرتبطة بالمناطق المهمة في العاصمة. وقال اللواء عطا «ان التحسن الأمني الملحوظ في  بغداد أوجب إعادة فتح الطرق المغلقة بهدف تخفيف الزحام المروري في شوارع بغداد الرئيسة، مضيفا ان الشوارع التي سيتم اعادة فتحها هي شارع المسبح، والشارع امام مركز شرطة القدس في حي اور، وجسر الأئمة، ورفع الحواجز من أمام فندق بابل، ومن طريق قناة الجيش، اضافة الى إنشاء جسر على قناة الجيش يربط شارع الداخل بالقناة، وتابع «في جانب الكرخ سيتم فتح (الشارع من تقاطع دمشق ـ نفق الزوراء ـ باتجاه فندق الرشيد ـ تقاطع العلاوي والشارع المؤدي من ساحة النسور باتجاه حي القادسية، ونفق ساحة النسور لسيارات الصالون فقط، وشارع الزيتون، والشارع من ساحة جمال الى تقاطع جسر السنك».