رئيس مجلس الشيوخ الإسباني لـ«الشرق الأوسط»: لا طريق أمامنا الا الحوار

غارسيا شدد على الصداقة المتينة بين خادم الحرمين الشريفين وملك إسبانيا والتضامن لمواجهة التطرف

TT

أكد رئيس مجلس الشيوخ الاسباني فرانشيسكو خافيير روجو غارسيا التزام بلاده نهج الحوار والانفتاح على الحضارات والديانات الاخرى من اجل تقدم المجتمع الدولي باتجاه الاستقرار والازدهار. وقال غارسيا في حوار خاص لـ«الشرق الاوسط» على هامش اجتماع «ثقافة السلام» الذي عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين انه «لا طريق أمام العالم إلا الحوار»، مشدداً على اهمية التعليم من اجل تفعيل الحوار. وأضاف غارسيا ان الاجتماع يظهر اهمية ان «الحوار هو الطريق للتمهيد الى السلام بين الشعوب»، موضحاً ان الاجتماع «يظهر التزام الجميع بمبدأ الحوار والعمل على هذه الاسس، وهذه المبادرة تدعم المبادرات الاخرى التي صدرت سابقاً». وكانت اسبانيا قد اطلقت «حوار الحضارات» مع تركيا وتم اعتماد هذه الالية في الأمم المتحدة منذ سنتين. وأنهى اجتماع «ثقافة السلام» أعماله مساء الخميس الماضي حيث شاركت فيه 80 دولة للتأكيد على مبدأ الحوار والقيم المشتركة، والتنديد باستخدام الدين لتبرير اعمال قتل. وجاء هذا الاجتماع ليؤكد على أهمية جهود تفعيل الحوار بين الدول والأديان، والاشادة بمؤتمر مدريد لحوار الاديان برعاية خادم الحرمين الشريفين في يوليو (تموز) الماضي. وحول اجتماع مدريد وما انبثق عنه من تأكيد على القيم المشتركة بين الاديان والمعتقدات المختلفة، قال غارسيا: «تم عقد هذا الاجتماع واختيار مدريد بناءً على الصداقة المتينة بين خادمين الحرمين الشريفين وملك اسبانيا، ولم تتدخل الحكومة الاسبانية في عقده». واضاف: «بحكم هذه الصداقة، سنعمل سوياً لدفع المصالح المشتركة من أجل نشر ثقافة السلام ونبني على كل المبادرات البناءة». ويذكر ان اسبانيا لها «خطة وطنية» لدعم حوار الحضارات ضمن اعمال «تحالف الحضارات» الذي استضافت منتداه الاول في كانون الثاني (يناير) الماضي. واضاف: «نتمنى ان تتخذ دول اخرى خطوات مماثلة من اجل تكريس هذه الجهود واعطائها استراتيجية واضحة». وعبر غارسيا عن تفاؤله تجاه المستقبل، معتبراً ان وسائل الاعلام الحديثة تجعل الجيل الجديد اكثر انفتاحاً على الاخر وتقبلاً له. واضاف: «الشباب اكثر تقبلاً من الاجيال السابقة بسبب الانترنت والفضائيات التي قربت المسافات بين الناس»، موضحاً: «اصبحت لديهم فرص اكبر الان للتواصل من اي وقت مضى، وهذا من شأنه بناء جسور مهمة للمستقبل». وقال: «التعليم جزء اساسي من اية خطة لدعم الحوار، كي نعطي الشباب فرصة ليكونوا اكثر انفتاحاً وتواصلاً مع العالم». وتابع: «اسبانيا تعلق اهتماماً كبيراً لكل المبادرات التي تؤدي الى التفاهم بين الناس والثقافات والاديان»، موضحاً ان بلاده «تشارك الدول الاخرى قلقها من نمو عدم التسامح في كل اشكاله وفي هذا الجانب نحن ندعم جهود السعودية لتنمية التفاهم بين الاطراف المختلفة». وأشار غارسيا في خطابه امام الجمعية العامة الى انه «لا يوجد ديناً رسمياً للبلاد، كما انه يحفظ حرية كل الاديان والمعتقدات، والفصل بين الدين والدولة، ولكن ذلك لا يمنع تطور الحوار والتعاون بين الحكومة والاديان المختلفة بناءً على الاحترام المتبادل». وشرح غارسيا لـ«الشرق الاوسط»: «دستورنا يجعلنا دولة تفصل بين الدين والدولة ولكن نحن نحترم دين الجميع ونسعى للحفاظ على حقوق الناس بغض النظر عن دينهم وهذا مبدأ مهم بالنسبة لنا». ولفت غارسيا الى اهمية المنتدى الثاني لـ«تحالف الحضارات» الذي سيعقد في اسطنبول في ابريل (نيسان) الماضي لمتابعة جهود الحوار والتقريب من وجهات النظر. وطالب غارسيا اثناء مشاركته في الجمعية العامة بان تجدد الامم المتحدة دعمها لهذه الالية من اجل استمرارية العملية والحصول على نتائج بناءة منها. واعلن اول من امس ان الحكومة الاسبانية اهدت قاعة تم ترميمها اخيراً في مقر الامم المتحدة في جنيف لـ«تحالف الحضارات»، وسيكون اسمها «قاعة حقوق الانسان وتحالف الحضارات». وقد ساهم متبرعون اسبان، بينهم وزارة الثقافة ورجال العمال بترميم القاعة وتخصيصها لـ«تحالف الحضارات». ودعت مدريد عدد من الحكومات المشاركة في «تحالف الحضارات» للمشاركة في احتفال افتتاح القاعة بعد غد.