عباس في ذكرى إعلان الاستقلال: الفلسطينيون لن يتنازلوا عن شبر من الأرض

الرئيس الفلسطيني دعا إلى وحدة وطنية.. بعد أسبوع الشتائم بين حماس وفتح

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ان الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن شبر من ارضه، وان السلام لن يتحقق مع فرض الواقع الاستيطاني على الأرض. واكد في رسالة وجهها الى الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى العشرين لإعلان وثيقة الاستقلال الفلسطينية، من جانب واحد، انه «لا يمكن أن يتحقق السلام والأمن بحراب الاحتلال الغاشمة، فسياسة فرض الوقائع الاستيطانية بقوة السلاح لن تجدي نفعاً مع شعبنا الفلسطيني الذي لن يتنازل عن أي شبر من أرضه وقدسه الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين». وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد تلا إعلان وثيقة الاستقلال الفلسطينية التي كتبها الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش خلال اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988. وقال فيها عرفات «بسم الله وبسم الشعب، أعلن قيام دولة فلسطين فوق ارضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». وقال ابو مازن «إن مرور عقدين من الزمن على إعلان دولة فلسطين، لم ينل من سلامة الفكرة وصواب الطريق». وقال عباس «ليس أمام حكومة اسرائيل إن أرادت الأمن والسلام إلا الانسحاب الكامل والشامل من الارض الفلسطينية والعربية حتى خط الرابع من حزيران 1967، بما فيها القدس العربية». واوضح ابو مازن، الذي سيلتقي اولمرت اليوم ان هذه اللقاءات «مناسبة لنؤكد فيها على ثوابتنا ولنبدد أوهام الجانب الاسرائيلي حول القدس الشريف، وحول كل وجود استيطاني في أرضنا الفلسطينية ولنضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته».

ويدين الفلسطينيون أيَّ بناء اسرائيلي في الضفة الغربية او القدس الشرقية، ويعتبرونه غير قانوني ويتناقض مع الشرعية الدولية. وكانت الرئاسة الفلسطينية، قد أدانت أول من امس، مصادقة اسرائيل على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في مختلف أرجاء الضفة الغربية المحتلة، وفي القدس الشرقية. وقالت ان ذلك، يعني المصادقة فعلياً على قتل عملية السلام. وقال ابو مازن «إن مرور الوقت والعقود على احتلال أرضنا لن يجبرنا على التخلي أو التنازل عن شبر واحد من هذه الأرض الطيبة». وفي السياق، أمهلت المحكمة العليا الاسرائيلية، امس، مستوطنين، ثلاثة ايام لإخلاء مبنى كانوا يحتلونه طيلة التسعة عشر شهرا الماضية، في مدينة الخليل بالضفة الغربية وإلا سيواجهون الطرد.

وكان نحو 150 مستوطنا بعضهم مسلحون، انتقلوا الى المبنى الواقع قرب مناطق فلسطينية في مارس (اذار) عام 2007، قائلين إنهم اشتروه من مالكه الفلسطيني. وقال الفلسطيني للسلطات الإسرائيلية إنه وافق على بيع المنزل للمستوطنين عام 2004لكنه ردَّ ما دفعوه لاحقا وألغى الاتفاق. وتعتبر الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، بؤرة توتر شديد، بسبب وجود نحو 600 مستوطن، يعيشون في مناطق محصنة تحرسها قوات اسرائيلية في قلب المدينة التي يقطنها 180 الف فلسطيني.

وتحدث عباس في رسالته عن الأوضاع في قطاع غزة، وقال «انني بهذه المناسبة، أود ان ألفت نظرَ العالم والأسرة الدولية الى المأساة التي يعيشها أبناءُ شعبنا في قطاع غزة، وأدعوهم الى التدخل لوقف الحصار الظالم عن أهله». وجدد الرئيس الفلسطيني دعوته الى الوحدة الوطنية، بعد حرب الشتائم بينه وبين قادة حماس، وقال «إنني بهذه المناسبة، اجدد الدعوة الى الحفاظ على الوحدة الوطنية من اجل تعزيز نضالنا لاستعادة حقوقنا الوطنية الثابتة في تقرير المصير والعودة وتحرير كافة الاسرى واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».