وزير داخلية الجزائر في الدوحة لعرض تجربة بلاده في محاربة الإرهاب

رئيسة الأرجنتين تزور الجزائر.. وإعداد لاتفاق نووي بين البلدين

الرئيس الجزائري بوتفليقة ونظيرته الأرجنتينية دو كيرشنر يجريان مباحثات في الجزائر أمس (ا.ب)
TT

بدأ وزير الداخلية الجزائري، نور الدين يزيد زهوني، أمس، زيارة إلى قطر بدعوة من الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وزير الدولة للشؤون الداخلية. وأبدت السلطات الجزائرية تكتماً حول مضمون الزيارة. وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن زرهوني «سيبحث مع المسؤولين القطريين المسائل ذات الاهتمام المشترك»، من دون تقديم تفاصيل. وقالت مصادر غير رسمية إن الوزير زرهوني، سيعرض التجربة الجزائرية في ميدان محاربة الإرهاب بالمدن، وتجربة مصالح الأمن المحلية في تدريب ضباط الشرطة العرب حول محاربة الجريمة المنظمة في المدن.

وجاءت زيارة زرهوني إلى الدوحة بعد الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أول من أمس إلى الجزائر في زيارة عمل تركز على العلاقات الثنائية والإقليمية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية. وقال الشيخ حمد للصحافيين اثر لقائه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان في استقباله لدى وصوله إن «هذه الزيارة للجزائر ستتيح تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تهم البلدين، اضافة الى تلك المتعلقة بالشرق الاوسط». واوضح ان العلاقات بين الجزائر وقطر «مهمة» و«صلبة». واكد المسؤول القطري ان الجزائر عضو «مهم» و«ناشط» داخل الجامعة العربية، تساهم في ايجاد حل للمسألة اللبنانية. وتابع: «نعول دائما على دور الجزائر في دعمها للدول العربية وجهودها لتسوية المشاكل التي تواجهها». ولم تحدد مدة زيارة رئيس الوزراء القطري ولا غايتها.

وحول شأن متصل، بدأت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دو كيرشنر، أمس زيارة إلى الجزائر تدوم يومين، ويغلب عليها الطابع الاقتصادي، إذ ينتظر أن يعقد وفد رجال الأعمال الأرجنتيني الذي رافقها، اتفاقات مع رؤساء شركات جزائرية. وكشفت سفيرة الأرجنتين لدى الجزائر ببيانا جونس في لقاء مع صحافيين أول من أمس، عن الإعداد لاتفاق ثنائي في الميدان النووي «يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية الموجهة للأغراض السلمية». وقالت إن التعاون بين البلدين في هذا المجال يدوم منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وأنه توَج ببناء مفاعل نووي يدعى «نور» (طاقته 2 ميغا) ويقع بمنطقة درارية بالعاصمة الجزائرية، حيث تولى خبراء أرجنتينيون توفير الرعاية الفنية للمشروع.

واستقبل الرئيس بوتفليقة، رئيسة الأرجنتين مباشرة بعد وصولها أمس، ثم أجرى معها مباحثات تناولت العلاقات الثنائية في شقيها السياسي والاقتصادي، ومكافحة الإرهاب بمنطقة المغرب العربي وملف نزاع الصحراء الغربية والصراع بمنطقة الشرق الأوسط، والأزمة المالية العالمية. وذكرت السفيرة الأرجنتينية أن الزيارة التي جاءت بدعوة من بوتفليقة، والتي ستشمل أيضاً مصر وليبيا، ستتوج بتوقيع اتفاق في قطاع الصحة، وإطلاق مباحثات لتفعيل التعاون في ميدان إنتاج الدواء. وأشارت إلى توقيع بروتوكول إضافي للاتفاق الثقافي الموقع عام 2003 بين الجزائر والأرجنتين.

وقال وزير خارجية الأرجنتين جورج تايانا، بعد جلسة عمل جمعته بسفراء الدول المعنية تمهيداً للزيارة، إن تنقل الرئيسة دو كيرشنير إلى شمال إفريقيا «يعكس اهتمام الأرجنتين بتعزيز علاقاتها مع دول الجنوب لأنها ستلعب دوراً مهماً في المبادلات التجارية والاقتصادية مستقبلا». وسينظم بمناسبة الزيارة مؤتمر اقتصادي اليوم بالعاصمة الجزائر، يبحث فرص التجارة والأعمال والاستثمار. وسيتم على هامشه إبرام اتفاقات بقطاعات الخدمات والزراعة والصناعات الغذائية. ويرافق الرئيسة دو كيرشنر وفد يضم 70 رجلَ أعمالٍ يمثلون صناعة السيارات وصناعات النسيج والصناعات الغذائية والصيدلانية. وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين 874 مليون دولار، العام الماضي، مقابل 638 مليون دولار في 2006، حسب إحصاءات رسمية. وقدرت صادرات الجزائر نحو الأرجنتين بـ95 مليون دولار عام 2007، وتتكون أساساً من مواد بترولية. أما واردات الأرجنتين فتتمثل في مواد زراعية. وارتفعت قيمتها من 452 مليون دولار عام 2005 إلى 622 مليون دولار العام الموالي. وفي مجال الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي، تعهدت شركة المحروقات الجزائرية (سوناطراك)، بإمداد شركة «إينارسا» الأرجنتينية بكميات من الغاز تلبية لحاجيات السوق الأرجنتينية. وتقدر هذه الكميات بـ140 ألف متر مكعب بدءاً من يوليو (تموز) 2008. وأبدت الجزائر رغبتها في بيع الأرجنتين مادة الفوسفاط. وتربط البلدين اتفاقات في مجال ترقية وحماية الاستثمارات، وفي مجال بحوث الفضاء. وتم أخيراً استكمال مشاريع اتفاقات في قطاعات الصيد البحري والمناجم والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.