مسلم ابن مهاجرين تركيين على رأس حزب الخضر الألماني لتلميع صورته قبل الانتخابات

مناصروه يشبهون نجاحه بصعود الرئيس الأميركي المنتخب

TT

اختار اعضاء حزب الخضر في المانيا جم اوزديمير وهو ابن مهاجرين تركيين ليصبح أحد زعيمي الحزب امس، ويكون أول شخص ينتمي لأقلية عرقية يدير حزبا رئيسيا في المانيا. ويعيش نحو 2.7 مليون شخص من اصل تركي في المانيا ينتمي معظمهم الى العمال الذين استضافتهم عندما هاجروا اليها في الستينات بحثا عن عمل وساعدوا على تحقيق معجزة الاقتصاد بعد الحرب، لكن الاتراك كافحوا للتكامل مع المجتمع الالماني حيث كان كثيرون منهم يعيشون في مجتمعات مغلقة لا يتحدثون فيها الالمانية كثيرا بينما كانت التقاليد التركية هي السائدة. وسعى المعجبون بأوزديمير الى الربط بينه وبين الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما، وأطلقوا صفحة على موقع فيس بوك على شبكة الانترنت تحت شعار «نعم يمكننا القيام بذلك». ووجد الخضر الذين ظهروا كحزب قومي عام 1980 ان برنامجهم بشأن البيئة تتبناه احزاب كبرى اخرى وكافحوا للتوفيق بين جذورهم السلمية مع الطلب المتزايد لارسال قوات المانية في مواقع ساخنة في العالم. وكان الحزب يبحث عن قيادة جديدة منذ ان انسحب أشهر سياسي من الاعضاء وهو وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر من الحياة السياسية بعد الانتخابات الاتحادية عام 2005. وهم يأملون في ان يتمكن اوزديمير الذي حصل على 79.2 في المائة من الاصوات في مؤتمر حزب الخضر الذي عقد في مدينة ايرفورت بشرق المانيا من ضخ حياة جديدة في الحزب وان يساعده في العودة الى السلطة في برلين. وتولى الخضر الحكم في ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الفترة بين 1998 و2005 حيث كان فيشر يتولى منصب نائب المستشار غيرهارد شرودر.

وندد اوزديمير الذي كان يتحدث امام نحو 800 مندوب من الحزب بحكومة المستشارة انجيلا ميركل ووصفها بأنها «ائتلاف خانق». وتعهد بمنح الخضر صورة افضل قبل الانتخابات الاتحادية القادمة عام 2009، كما افاد تقرير لوكالة رويترز. والرجل المولود في سوابه (جنوب غربي المانيا) يصف المقارنة بينه وبين أوباما بأنها «سخيفة نوعا ما». لكنه يعتبر ان حزبه قد يستفيد من طريقة فوز اوباما في الانتخابات الاميركية، باللجوء الى وسائل اعلامية جديدة على غرار «فيسبوك» او «يوتيوب» لتحفيز مناصريه بصورة افضل. وقبل هذا المنصب، كان اوزديمير اول الماني تركي الاصل ينتخب نائبا في البرلمان عام 1994 بعد عامين على حصوله على الجنسية الالمانية، وهو الان نائب في البرلمان الاوروبي. ويقدم اوزديمير نفسه على انه ينتمي الى التوجه «الواقعي» في الحزب، ويؤكد الحرص على «تحديد اهداف يمكن تحقيقها». ويعتبر ان اصوله التركية لا تلعب اي دور في السياسة كما افاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وصرح أخيرا الى صحيفة «تاغس تسايتونغ» انه يدرك «بالطبع مسؤوليتي وتطلع عدد كبير من الناس إليَّ. لكن المهم هو ما يقوله المرء وما يفعله، لا اصله». من جهتها، صرحت روث «آن الاوان في بلد يشكل وجهة للمهاجرين ان يتم انتخاب مواطن من سوابه يحمل اسما مثل جام اوزديمير على راس حزب الماني»، فيما كتبت صحيفة «بيلد» «للمرة الاولى، يترأس مسلم حزبا».