كرزاي يتعهد بأمن الملا عمر إذا أراد التفاوض

قال إن طالبان عليها أن تثبت أنها تريد السلام

TT

اكد الرئيس الافغاني حميد كرزاي امس انه سيبذل قصارى جهده لحماية الملا عمر، زعيم حركة طالبان، مقابل السلام. وقال كرزاي في مؤتمر صحافي، «اذا علمت ان الملا عمر يريد التفاوض من اجل السلام فانني بوصفي رئيسا لافغانستان سأبذل قصارى جهدي لحمايته».

وتابع قائلا: عندما أقول اني اريد الحماية للملا عمر فان امام المجتمع الدولي خيارين.. إما ان يتخلص منه او يغادر البلاد اذا رفض. لكن كرزاي قال ان هناك شوطا لا بد من قطعه قبل منح ضمان أمني للملا عمر، وهو ان تثبت طالبان انها تريد السلام. وقال لسنا في تلك المرحلة الان. الان يتعين ان اسمع من قيادة طالبان انها مستعدة لاحلال السلام في افغانستان. يتعين ان تثبت ذلك بنفسها. ويقود الملا عمر، الهارب منذ 2001، حركة طالبان المتشددة التي حكمت افغانستان من 1996 حتى نهاية 2001 وطبقت فيها الشريعة الاسلامية تطبيقا صارما. وعرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في اعتقال الملا عمر. وقال كرزاي: «لكننا لم نصل الى هذه المرحلة، وذلك لانني لم اسمع قادة طالبان يعلنون رغبتهم في اعادة السلام الى افغانستان. وعليهم ان يثبتوا حسن نيتهم». ويؤيد كرزاي منذ سنوات فكرة اجراء مفاوضات مع حركة طالبان، التي بدأت تمردا مسلحا منذ ان طردها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة في نهاية عام 2001. ولكن طالبان تشترط قبل اجراء اي مفاوضات انسحاب القوات الاجنبية التي يصل حجمها الى حوالي 70 الف رجل من البلاد.

من جهته قال محمد صديق تشكري، وزير الاعلام الافغاني الاسبق، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، حيث يقيم في كابل، ان هذا العرض المقدم من كرزاي الى الملا عمر هو الثاني من نوعه، لانه عرض غصن السلام من قبل على زعيم طالبان، وكذلك على حكمتيار المطلوب اميركيا هو الاخر. واوضح انه على قناعة بأن كرزاي يدرك الان ان التغيير قادم لا محالة، وانه ضعيف داخل بلاده، وانه غير مقبول من القوات الاممية. واشار الى ان الرئيس الاميركي المنتخب عند زيارته افغانستان قبل ستة شهور، قال ان حكومة كابل من افشل الحكومات في العالم، والتغيير قادم في افغانستان، كما هو ايضا قادم داخل اميركا. واعتبر تشكري ان الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد ستة أشهر ستحمل معها رياح التغيير داخل افغانستان، مشيرا الى ان الاجتماعات المنوطة بالحملات الانتخابية بدأت مبكرا. ومع اتساع تمرد طالبان بعد سبع سنوات من الاطاحة بالمتشددين الاسلاميين من السلطة، تخضع امكانية اجراء محادثات مع قادة اكثر اعتدالا بطالبان للدراسة بصورة متزايدة بين افغانستان وبين حلفائها. وتقول الحكومة الافغانية انها مستعدة للتحدث مع اي احد يعترف بدستورها. واتخذت على استحياء خطوة تجاه المحادثات في سبتمبر (ايلول) عندما التقت مجموعة من المسؤولين الافغان بمسؤولي طالبان في السعودية لاجراء محادثات بشأن كيفية انهاء الصراع.

لكن طالبان رفضت اي اقتراح باجراء محادثات مع وجود قوات اجنبية في البلاد. وتصاعد العنف في افغانستان خلال العامين الاخيرين مما اثار الشكوك بشأن مستقبل البلاد وحكومتها المدعومة من الغرب. ويخوض نحو 70 الفا من القوات الاجنبية نصفهم تقريبا اميركيون قتالا ضد طالبان، التي يتسع نفوذها وهجماتها في المناطق الريفية في الجنوب والشرق والغرب.