أوباما يستقيل من مجلس الشيوخ برسالة شكر ويعلن تعيينات جديدة لإدارته

الرئيس المنتخب يلتقي ماكين اليوم.. وكيسنجر يشجع اختيار هيلاري وزيرة للخارجية

TT

استقال الرئيس المنتخب الاميركي، باراك اوباما، من مجلس الشيوخ رسمياً امس، قائلاً في رسالة لسكان ولاية الينوي التي مثلها لأقل من 4 سنوات في مجلس الشيوخ، إنه يحمل ديناً لهم بسبب دعمهم له. وقال اوباما «اليوم أنهى رحلة لأبدأ اخرى»، موضحاً في الرسالة التي نشرتها كبرى صحف الولاية، انه استقال من منصبه من اجل التفرغ كلياً للانتقال الى البيت الابيض، قبل ان يضيف: «لكنني لن انسى ابداً وسأبقى ممتناً، لرجال ونساء هذه الولاية العظيمة والذين جعلوا حياتي في الخدمة العامة ممكنة». واستقالة اوباما تعني انه لن يشارك في نقاشات الكونغرس هذا الاسبوع حول الاقتصاد وقطاع صناعة السيارات، والذي يعاني من الازمة المالية. وبعد استقالته من منصبه رسمياً، يلتقي أوباما اليوم مع خصمه السابق، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة جون ماكين. وقال فريق اوباما انه سيلتقي بماكين من اجل معرفة سبل التعاون بينهما مستقبلاً، خاصة أن ماكين عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ. وسيتم اللقاء في شيكاغو، وسيكون الاول بين الرجلين منذ الانتخابات الاميركية في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ولفت أوباما في رسالته الى أن أحد الشخصيات السياسية الأميركية التي يمجدها، الرئيس السابق ابراهام لينكولن، ايضاً ترك الينوي من اجل التوجه الى البيت الابيض. وقال اوباما: «رجل عظيم تحدث الى بلد عانى من انقسامات اكبر، ابراهام لينكولن». وقال لولايته «اني مدين بكل شيء لهذا المكان ولطيبة هؤلاء الناس، اليوم اشعر بالشعور نفسه». وعلى رود بلاجويفيتش، حاكم الينوي الذي ينتمي الى الحزب الديمقراطي، مهمة تعيين من سيحل محل أوباما في عضوية مجلس الشيوخ. وضمن جهوده للاستعداد لتولي مهام الرئيس في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، اعلن اوباما امس عن تعيينات جديدة لفريقه في البيت الابيض. وأعلن ان رئيس فريق موظفيه في مجلس الشيوخ، بيت روس، سيكون مستشاراً له، بينما عين نائبين لرئيس موظفي البيت الابيض رام ايمانويل. يذكر ان روس من اكثر الديمقراطيين معرفة بأعمال واشنطن وكواليسها وقضى 30 عاماً يعمل موظفاً لكبار الاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس. وعين اوباما مني ساتفين، وهي دبلوماسية سابقة عملت في البيت الابيض في ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وعضو في «مجلس العلاقات الخاجية الاميركية» نائبة لايمانويل، بالاضافة الى جيم مسينا الذي عمل في السابق مساعداً لسناتورات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. يذكر ان ساتفين كانت من بين الموظفين الذين تم استجوابهم في فضيحة مونيكا لوينسكي، اذ ساهمت في جهود لتعيين لوينسكي في الامم المتحدة لإبعادها عن البيت الابيض بسبب علاقتها بكلينتون، بينما كان مسينا مديراً للموظفين في الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب. وقال اوباما في بيان امس: «هؤلاء الاشخاص اضافات مهمة لفريق لديه الخبرة والقابلية على مساعدة وطننا لتخطي التحديات في وطننا وحول العالم». وبينما اعلن اوباما عن عدد من التعيينات في فريقه بالبيت الابيض، لم يعلن بعد عن اية تعيينات وزارية. واتسعت التقارير حول امكانية تعيين منافسته السابقة لترشيح الحزب الديمقراطي لسباق البيت الابيض هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية. واشاد وزير الخارجية الاميركي السابق في ادارتين جمهوريتين هنري كيسنجر بمثل هذا الاختيار، قائلاً امس إنها تحمل الخبرة المناسبة لهذا المنصب. وأشاد بامكانية اختيار اوباما لها، معتبراً «تعيين شخصية قوية بقاعدة شعبية مستقلة لمنصب وزير يحتاج الى الكثير من الشجاعة». واضاف أنه اذا وافقت كلينتون على هذا المنصب، سيكون الحدث «رمزاً لاسلوب جديد» للادارة. وجاءت تصريحات كيسنجر على هامش مشاركته في اجتماع «منتدى الاقتصاد العالمي» في الهند امس. وقال ثاني اكثر سناتور جمهوري نفوذاً في مجلس الشيوخ الاميركي، امس، ان اختيار كلينتون لهذا المنصب سيكون موفقاً، موضحاً «تبدو لي أنها تتمتع بالخبرة المناسبة، ولها الشخصية لذلك». واضاف: «اعتقد ان العالم سيرحب بها». ويقول مسؤولون ديمقراطيون ان كلينتون التقت اوباما، الاسبوع الماضي، لإجراء مقابلة حول هذا المنصب. من جهة اخرى، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» اول من امس تقريراً حول تعيين عدد من اصحاب العلاقات الوثيقة بالمصالح الخاصة في فريقه الانتقالي الذي يتضمن 150 عضواً. وكان من بين وعود اوباما الانتخابية القضاء على نفوذ جماعات الضغط في البيت الابيض، ففرض قواعد تحظر على المسؤولين خلال الفترة الانتقالية التعامل مع أي قضية سياسية كانوا يناصرونها خلال الاشهر الـ12 الماضية. وتم تبديل مهام عضو واحد في الاقل من العاملين بفريق اوباما حتى الآن. فقد اوضحت رسالة للجنة الاتصالات الفيدرالية ان هنري ريفيرا، الذي كان من المتوقع ان يعمل على سياسة أوباما الاعلامية، قد عمل لصالحه خلال العام الماضي. ولهذا السبب، نقل ريفيرا للعمل على سياسات العلوم والكتنولوجيا والفنون في فريق اوباما الانتقالي.