مدفيديف يعلق «آمالا كبيرة» على الرئيس الأميركي المنتخب

الرئيس الروسي يقول إنه يريد علاقات مع واشنطن شبيهة بالشراكة مع بكين

TT

أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، رغبته في فتح صفحة جديدة مع واشنطن بانتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة، قائلاً انه يعلق «آمالاً كبيرة» على الادارة الاميركية الجديدة. ودعا مدفيديف الى اقامة علاقات جيدة مع واشنطن بمستوى العلاقات القائمة مع بكين، في موقف شكل تحولا تاما عن موقف موسكو الحالي تجاه واشنطن. وقال مدفيديف خلال مؤتمر لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن اول من أمس، ان روسيا لديها «شراكة استراتيجية» مع الصين، وتود اقامة علاقة مماثلة مع الولايات المتحدة. ووصف مدفيديف، امام المنظمة المستقلة المتخصصة في دراسات العلاقات الدولية، الشراكة الاستراتيجية مع بكين بأنها تشكل «حواراً ممتازاً وشاملاً ووديا»، مضيفاً «بالطبع، اريد اقامة علاقات من النوع نفسه مع الولايات المتحدة». ويذكر أن هذا كان الظهور الاول لمدفيديف في واشنطن، منذ توليه منصب الرئيس في مايو (أيار) الماضي.

ومد مدفيديف يده الى الرئيس المنتخب اوباما، مثنيا على «خيار الشعب الاميركي» الذي «تعتبره روسيا خيار التغيير». وقال مدفيديف: «اننا نرحب بانتخاب باراك اوباما، ونتمنى ان تتبعه اشارات تسير في اتجاه تسوية المشكلات التي تراكمت في علاقاتنا (الروسية ـ الاميركية) في السنوات الاخيرة»، في اشارة الى الخلافات الكثيرة في وجهات النظر القائمة بين ادارة الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش والكرملين. وبينما اقر الرئيس الروسي بأن الانتخابات هي «شأن داخلي»، اضاف ان «الولايات المتحدة دولة بالغة النفوذ»، و«ندرك اهمية الآليات الداخلية وتأثيرها على العالم». وقال مدفيديف الذي بدا هادئا ولم تفارقه الابتسامة لدى إلقائه كلمته «اعتقد ان العلاقات الاميركية ـ الروسية تفتقر حاليا الى الثقة الضرورية لهذه العلاقات، لذلك اعلق آمالا كبيرة على وصول الادارة الجديدة». وما يزيد من اهمية موقف مدفيديف، انه عرضه في حضور وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت، التي حضرت قمة مجموعة العشرين الى جانب مدفيديف، بصفتها موفدة عن اوباما للقمة.

وكانت موسكو تميزت وعن الاجماع العالمي على الترحيب بانتخاب اوباما في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اذ رد مدفيديف على فوزه بحملة انتقادات للولايات المتحدة في اول خطاب الى الأمة، القاه في الخامس نوفمبر، فحمل واشنطن مسؤولية الحرب في جورجيا والازمة المالية العالمية. وأعلن مدفيديف في تلك المناسبة نشر صواريخ في منطقة كالينينغراد الروسية الواقعة بين بولندا وليتوانيا للتصدي لمشروع نشر عناصر من الدرع الاميركي المضاد للصواريخ في بولندا والجمهورية التشيكية.

وعلق اول من أمس على موضوع الدرع الصاروخي الاميركي، فوصف هذه القضية بأنها «أليمة»، مؤكداً في الوقت نفسه: «نبقى منفتحين على الحوار». وقال «لن نبادر الى التحرك ردا على الدرع الصاروخي الاوروبي»، مضيفا «الا اذا تواصل هذا البرنامج بطريقة لا يمكننا قبولها». وتابع: «يبدو لي من المستحسن اقامة درع شامل تشارك فيها روسيا الاتحادية، بدل نشر اجزاء غير متجانسة لا ترضي أحدا، ولا تأتي سوى بالاستفزاز».

وأعلنت اولبرايت من جهتها «اعتقد اننا نعتبر جميعا ان العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، هي علاقات تعتبر الصداقة والتفاهم فيها اساسيين».