ارتفاع الجرائم العنصرية في الولايات المتحدة بعد الانتخابات

أميركيون من أصول أفريقية يشتكون من تهديدات عقب انتخاب أوباما

TT

شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً لعدد الجرائم العنصرية في مناطق عدة، من كاليفورنيا الى مين، منذ انتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة. فبينما كانت ردود الفعل الاولى المسجلة على انتخاب اوباما ليصبح اول رئيس اميركي من جذور افريفية ايجابية، سجلت السلطات الاميركية خلال الايام الماضية عدداً من حلالات العنف العنصري أو التهديدات العنصرية.

ونقلت وكالة «اسوشيتد بريس» عن مارك بوتوك، مدير «مشروع الامن» في «مركز الفقر الجنوبي القانوني» الذي يراقب جرائم العنصرية، قوله ان «المئات» من الحوادث سجلت منذ الانتخابات. وإحدى هذه الحالات كانت في مدينة سنيلفيل في ولاية جورجيا، حيث قالت دينين ميلنر ان طفلاً في مدرسة ابنتها، وعمرها 9 سنوات، قال لها «امل ان يغتال اوباما». وفي تلك الليلة، تعرضت حديقة منزل شقيقة زوجها للتخريب واقتلع مجهولون علامات مؤيدة لاوباما. وعبرت ميلنر، وهي من اصول افريقية، عن اختلاط مشاعر الخوف والغضب بسبب هذه الاعمال، قائلة: «لا يمكن لي القول بأن كل البيض في سنيلفيل شريرون وانهم كلهم يكرهون اوباما». ولكنها اضافت: «ولكن بالتأكيد، هذه الحوادث تجعلك تنظر بنظرة جديدة للذين تعيش معهم وتتساءل عما يمكنهم القيام به وطريقة تفكيرهم». ويعتقد بوتوك، وهو ابيض، ان هناك «شريحة كبيرة من البيض في البلاد يشعرون بأنهم يخسرون كل ما يعرفونه وان البلد الذي بناه اجدادهم سرق منهم». وعبر غرانت غريفي، وهو ابيض عمره 46 عاما من جورجيا، عن هذه المشاعر، قائلاً: «أعتقد ان بلدنا خرب منذ عقود وانتخاب اوباما تعبير عن ذلك». وبعد يوم من الانتخابات التي اعتبرت رمزاً للتغيير الايجابي للبلاد وتخطي العنصرية، قالت الطالبة من اصول افريقية باربرا تيلور من بلدة ماريتا في جورجيا انها سمعت عبارات كراهية ضد اوباما من طلاب بيض، بينما اوقف المدرسون نقاشات حول فوز اوباما. وهذه الحالة ليست مختصرة على جورجيا، فقد سجلت «مجلس العلاقات الاميركية ـ الاسلامية» عدداً من الحالات، ابرزها الاعتداء على شاب مسلم من اصول افريقية ليلة الانتخابات. وقال المجلس في بيان تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منه ان شرطة نيويورك القت القبض على شابين أبيضين ووجهت لهما تهم الضرب بغرض عنصري بعد ان هاجما علي كامارا، وهو من اصول ليبيرية عمره 17 عاماً. وقال «كامارا كان يسير الى منزله حيث اعترض اربعة شباب بيض طريقه ونادوا «اوباما» قبل ان ينهالوا عليه بالضرب. وقد اشاد المجلس باعتقال الشابين وطلبوا باحالة القضية الى المكتب الفدرالي للتحقيقات «اف بي أي» ضمن التحقيق في القضايا العنصرية.

وتقول السلطات الاميركية ان اوباما تعرض لاكبر عدد من التهديدات بالقتل من أي رئيس منتخب في السابق. وقد اعترف 4 طلاب في جامة نورث كارولاينا بكتابة عبارات مناهضة لاوباما في نفق خصص لحرية التعبير، احداها تطالب باطلاق النار على رأسه. وفي ولاية ايدوهو، سجل مسؤول محلي احتجاجه بعد ان سمع مجموعة من طلاب الابتدائية، يتراوح عمرهم من 7 و9 سنوات، ينادون «اغتالوا اوباما». وفي بيتسبرا، قال رجل اسود انه وجد رسالة مهينة على سيارته، تقول: «بعد ان صوت لاوباما، كن حذراً لما سيحصل لمنزلك».