الشرطة في الخليل تصطدم ببعض مسلحي العائلات وتؤكد أن الكل متساوون أمام القانون

مدير الشرطة: هل مطلوب منا أن نفتح صدورنا للنار

مبنى في الخليل أثارت ملكيته جدلا بعد ادعاء مستوطنين أنهم اشتروه من فلسطيني العام الماضي، ما أدى الى اشتباكات عنيفة في المدينة، وأمرت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس المستوطنين بإخلائه خلال 3 أيام (أ.ب)
TT

أمام قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، أكثر من مهمة، لفرض هيبة القانون. فالحملة الأمنية المستمرة تطال كل ما تراه السلطة، مخالفا للقانون، مسلحين من حماس، أو ينقلون الأموال لها، وتجار مخدرات، ولصوصا، وعصابات مسلحة، وسائقي سيارات غير قانونية ومتهربين من الضرائب.

الا ان السلطة تواجه في الخليل، جنوب الضفة الغربية، بعض المسلحين الذين لا ينتمون لتنظيمات فلسطينية، أو عصابات أو ما شابه، وإنما لعائلات كبيرة لها حضورها القديم في مدينة طالما حكمتها هذه العائلات بقوة العشيرة. وقد شهدت العلاقة مؤخرا، بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وعائلة الجعبري، في الخليل، توترا، بسبب ما اعتبرته أوساط في العائلة، استخداما «مفرطا للقوة» بغير مناسبة. وكانت حادثة سير وقعت بين شرطي وأحد أفراد عائلة الجعبري الأحد الماضي، تحولت الى خلاف كبير وتراشق بالكلمات والأيدي، انتهى بإطلاق الرصاص.

وقالت عائلة الجعبري، في بيان وزع على وسائل الأعلام، ثم عاد مسؤولون في العائلة ونفوه، إن «الاعتداء يدل على المدى الذي وصلت إليه السلطة في ضرب أبناء الشعب في سابقة خطيرة».

وتعتبر عائلات الخليل، الأقوى في الضفة الغربية، وما زالت تحتكم الى القانون العشائري. واتهم عريف الجعبري، وهو محافظ سابق برتبة وزير، الشرطة الفلسطينية بالإقدام على «عمل شائن» باستخدام القوة المفرطة بدون سبب يستدعي ذلك. وقال الجعبري لـ«الشرق الأوسط»: «الحادث بسيط، شاب عمل حادث سير، واشتبك لغويا مع شرطي، كان مستفزا في حديثه، واستدعى لاحقا عددا كبيرا من الشرطة والقضية مش مستاهلة ولا تستحق كل هذا الاستنفار». وقال الجعبري «أطلقوا النار بشكل غير حكيم وغير سليم»، وأضاف «الموضوع كبير والتصرف شائن، هناك مصابون بالرصاص وناموا بالمستشفى. هذا الامر لا يترك، ونحن سنوصل الحقيقة الى الرئيس». وبحسب الجعبري، فانه قدم لقيادة الأجهزة الأمنية النصح وقال «انا نصحتهم وقلت لهم يجب ان يكون هناك حكمة ولازم تكسبوا الناس مش تستعدوهم». ونفى الجعبري علمه بالبيان الذي وزع على وسائل الإعلام باسم العائلة. وقال ان هناك من يريد تصفية حساباته مع السلطة مستغلا هذا الإشكال. وانتقد الجعبري اداء السلطة في الخليل. وقال ان كثيرا من الشكاوى وصلته كمسؤول في السلطة. وأضاف «تستخدم السلطة مقنعين مثلا من اجل مشكلة صغيرة، هناك استياء وشكاوى عديدة». وهو ما أكدته مصادر فلسطينية اخرى في المدينة، قائلة «ان السلطة تستخدم مقنعين حتى لا تنكشف هويتهم ويصبحوا هدفا للعائلات».

ولا ينفي سكان الخليل ان تطورا امنيا كبيرا قد طرأ على المناطق التي تسيطر عليها السلطة. فهي نجحت في الحد من ظواهر السرقات والسطو المسلح واعتقلت مطلوبين للقضاء وتجار مخدرات، وأنهت ما كان يعرف بالخاوات في المدينة. وقال العقيد رمضان عوض مدير شرطة محافظة الخليل، ان الشرطة تعمل على إلقاء القبض على الأشخاص الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة وتعمل على تطبيق القانون على الجميع بغض النظر عن عائلته أو انتمائه السياسي، مؤكدا ان الكل سواسية أمام القانون. ونفى مدير شرطة الخليل أن تكون قواته تستخدم أي أقنعة أثناء عملها، وقال «أنا أتحدى أن يريني احد أي صورة لأي مقنع»، وأضاف «لسنا ميليشيات وإنما سلطة قانون، وليس لدينا ما نخشاه أبدا، المليشيات هناك في غزة، وليس لدينا، ونحن لا نحتبئ وراء قناع».

وأكد عوض أن الشرطة تحتفظ بعلاقات جيدة ووطيدة مع كل العائلات بما فيها عائلة الجعبري. وحول الحادثة قال عوض «أطلقت النار تجاهنا وكان يجب ان نرد على مصادر النيران، نحن نرد على النار والعنف، ولسنا المسيح، هل مطلوب منا أن نفتح صدورنا للنار».