النائب طعمة لـ«الشرق الأوسط»: المصالحات مستمرة وتحالفات جنبلاط مع «14 آذار» ستكون في كل الدوائر

دافع عن مشاركة لبنان في «حوار الأديان» وانتقد المتهجمين على الدور السعودي

TT

أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمة طعمة أن تحالفات النائب وليد جنبلاط «ستكون مع قوى 14اذار في كل الدوائر الانتخابية»، داعيا الى الفصل بين هذه التحالفات والمصالحات التي شدد على استمرارها وتطويرها وتثميرها. لكنه رأى «أن التحالف الانتخابي حق طبيعي مكتسب لأي طرف سياسي وإن كان من المبكر الخوض في التحالفات وسواها لأن الاوضاع في لبنان عودتنا دوماً على المفاجآت».

واعتبر طعمة في حوار مع «الشرق الاوسط» أن مؤتمر حوار الاديان في نيويورك «شكل علامة فارقة في تلاقي الشعوب وتآلفها من خلال الدور المحوري للمملكة العربية السعودية عبر الرعاية الخاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بحيث جاء هذا الحدث ليطغى على ما عداه في ظل ما يعانيه العالم من صراعات ومشاكل سياسية وأمنية ومالية ووسط صراع طائفي في بعض الدول. ومن هنا جاء المؤتمر في خضم هذه التحولات والأحداث ليعبر عن المشاعر القلبية الصادقة التي تكنها المملكة لكل الطوائف والأديان الامر الذي ترجم في كلمة خادم الحرمين الشريفين التي كانت شاملة ووافية وعبرت بكل عفوية ومصداقية وموضوعية عن الدور الذي تضطلع به السعودية في هذه المرحلة بالذات لجمع الشعوب وتلاقي الأديان على الخير والمحبة والتسامح لأن الأديان جميعها تجسد هذه الثوابت والمبادئ».

ودافع طعمة عن مشاركة لبنان من خلال الرئيس ميشال سليمان، مستغربا الحملات ضدها. ورأى أنها «كانت في توقيتها الصحيح وتضمنت أكثر من دلالة ومعطى بحيث لبنان من الأديان ووطن التلاقي بين الطوائف والمذاهب كافةً وكونه رائداً في حوار الحضارات والتعددية، وهذا التنوع الطائفي في لبنان إنما تماهى مع الاهداف السامية التي انعقد تحت رايتها مؤتمر حوار الاديان، تالياً ان الحضور اللبناني يؤكد أن صيغة التعايش الفريدة التي حملها معه الرئيس سليمان الى المتحاورين انما هي فعل ايمان من خلال عودة اللحمة ما بين اللبنانيين»، ولفت الى أن النتائج الايجابية التي عاد بها رئيس الجمهورية من جدة «تترجم على الارض عبر مواصلة المملكة دعمها السياسي والاقتصادي والمالي للبنان». ورأى «أن السعودية استطاعت لم الشمل وإعادة بناء جسور الثقة وترسيخ التواصل والتلاقي بين الاديان قاطبة، وذلك عمل جبار باعتقادي له تداعياته الايجابية على أكثر من مستوى، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد تحولات إقليمية ودولية». ورأى ان الانتقادات التي توجه الى المملكة من البعض في في لبنان «في غير محلها ولا تمت الى الحقائق بصلة، في وقت ان بعض الحملات الصادرة من قوى سياسية معينة في لبنان، هي أيضاً لا تعبر عن حقيقة المشاعر الصادقة التي يكنها اللبنانيون للمملكة، وإلى العلاقة التاريخية ما بين لبنان والسعودية الراسخة والثابتة مهما حاول البعض القيام به من إساءة وحملات مغرضة».

وعن المصالحات لا سيما على خط رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إضافةً الى التحالفات الانتخابية لجنبلاط، يقول طعمة إن المصالحات هي من «الأولويات ولا بد أن تستمر. وقد قطعنا مرحلة متقدمة على هذا الصعيد، والخطوات التي أنجزت يجب تطويرها وتثميرها. والنائب جنبلاط كان قبل تسوية الدوحة وبعدها ممن دعوا الى تصويب الخطاب السياسي بعيداً عن التشنج. كذلك كانت له خطوات متقدمة على صعيد الحوار والخطاب العقلاني لابقاء الساحة اللبنانية بمنأى عن التوترات والمشكلات الأمنية، لذا أرى أن هذه المصالحات ضرورة ملحة وستتواصل في الفترة المقبلة وبالتالي يجب فصلها عن التحالفات الانتخابية، إذ أكد رئيس اللقاء الديمقراطي أن تحالفه سيكون ضمن فريق 14 آذار وهذا أمر محسوم في كل الدوائر، لكن ذلك لا يمنع من استمرار اللقاءات والحوارات مع حركة أمل وحزب الله. وثمة لقاءات دورية تنسيقية تجري بين قيادتي الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل على كل المستويات الطلابية والجامعية وقطعت شوطاً متقدماً في سياق الحوار والتلاقي بينهما. من هنا المطلوب أن تكون الانتخابات ديمقراطية وفي ظل أجواء هادئة وأن يبقى الخطاب السياسي بعيداً عن التشنجات ولغة التصعيد، في حين أن التحالف الانتخابي حق طبيعي مكتسب لأي طرف سياسي وإن كان من المبكر الخوض في التحالفات وسواها لأن الاوضاع في لبنان عودتنا دوماً على المفاجآت». وخلص منوهاً بالاجراءات الاقتصادية والمالية العملية والعلمية التي اتخذها حاكم مصرف لبنان والمعنيون، «مما يبقي الاوضاع الاقتصادية والمالية ممسوكة من خلال التدابير الآيلة لبقاء لبنان بمنأى عن أي هزة مالية في ظل هذا الانهيار الاقتصادي العالمي».