مفتي جبل لبنان يستغرب الهجوم على السعودية: حوار الأديان يرفض ربط الإسلام بالإرهاب

TT

استغرب مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «الهجوم على المملكة العربية السعودية وعلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز، وهو يقوم بأنبل عمل حضاري حيث يدعو الى محاورة الاخرين دفاعا عن الاسلام والمسلمين ورفضا لربط الاسلام بالارهاب». وقال امس: «ان هذا المؤتمر العالمي ليس صلحا مع اسرائيل ولا تطبيعا معها، بل هو موقف شجاع يقول فيه للغرب المتعصب ان التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين اتباع الاديان والثقافات قاد الى التعصب والانغلاق وغياب العدالة».

واضاف: «لقد سارعت المملكة العربية السعودية الى عقد عدة مؤتمرات اولها في مكة المكرمة وثانيها في مدريد وثالثها في الامم المتحدة، من اجل ان يرفع الظلم عن هذه الامة، بعدما استمر الغرب في كيل الاتهامات لها وتشويه صورة الاسلام، واستباح دماء المسلمين في كل مكان». وتابع: «لقد تناسى هؤلاء (مهاجمو السعودية) ان هناك دولة عربية مجاورة (سورية) ابدت استعدادها للجلوس مع الصهاينة والصلح معهم، وطالبت بان يكون ذلك برعاية اميركية». وافاد الجوزو: «هناك خلط غريب بين الامور. فالحوار العالمي بين الاديان في الامم المتحدة يشارك فيه من هم اشد خطرا من اسرائيل. نحن لا نريد التراشق بالتهم. يكفينا ان الرئيس (اللبناني ميشال) سليمان شارك باسم لبنان في هذا المؤتمر ولم ير فيه ما يراه الاخرون. بل تحدث عن لبنان الذي يعتبر مثالا للحوار بين الاديان، ليؤكد ان لبنان بلد ديمقراطي ومنفتح على جميع الاديان. ولم يأبه لوجود (شيمعون) بيريس او غيره في الامم المتحدة لانه يعلم ان الامم المتحدة ليست جامعة الدول العربية، بل هي منظمة يشارك فيها اعداء العرب واصدقاؤهم. وليس من حقنا ان نحتج على ذلك». وختم قائلا: «حبذا لو نكف عن المزايدات الرخيصة كي يحترمنا الاخرون ولا نتهم بقلة الوفاء لمن يحسنون الينا».

وكان نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قد قال امس: «نحن مع حوار الأديان لكننا لسنا مع التطبيع مع إسرائيل». وأضاف في كلمة ألقاها أمس في بيروت: «منذ أيام انعقد مؤتمر لحوار الأديان وأثار لغطا في العالم حول جدوى مثل هذه المؤتمرات. ليكن واضحا، نحن مع حوار الأديان عندما يكون حوارا للتلاقي والتفاهم والعودة إلى الأصول والعقائد التي تربطنا بالله تعالى وتخدم الإنسان، لكننا لسنا مع واجهة حوار يتسلل من خلالها مؤتمر يريد شرعنة وجود إسرائيل والتطبيع معها... نعم نحن مع الحوار، لكننا لسنا مع التطبيع مع إسرائيل. نحن مع الحوار لكننا لسنا مع إعطاء فرصة لإسرائيل لتلقن الحاضرين دروسا في كيفية التعاطي بين المسلمين. ... لم يكن هذا مؤتمرا لحوار الأديان، بل كان مؤتمرا لعرض رؤية إسرائيل ولإيجاد خطوة متقدمة نحو التطبيع. وبالتالي هو جزء من فك العزلة عن العدو الإسرائيلي».