وفد أميركي يستطلع الأجواء الشعبية بعد فوز باراك أوباما يزور سورية ولبنان والأردن

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الوفد التقى ميشال عون في بيروت ومشعل في دمشق

الوفد الأميركي خلال زيارته للمعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية بدمشق («الشرق الأوسط»)
TT

يقوم وفد أميركي باستطلاع الأجواء الشعبية في منطقة الشرق الأوسط وانطباعات الشارع العربي وتوقعاته عن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما في المنطقة، إضافة إلى رصد فرص الحوار والسلام وحل مشاكل المنطقة. وشمل جولة الوفد الذي يضم مثقفين وسياسيين ويبلغ عدد أعضائه حوالي 15 شخصا دولا في المنطقة من بينها لبنان وسورية. وخلال زيارة الوفد لسورية الأسبوع الماضي التقى الوفد مع القنصل الأميركي بدمشق، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بالإضافة إلى زيارة للمعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية بدمشق، التابع للأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير. كما علمت «الشرق الأوسط» أن الوفد التقى ميشيل عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي، بالاضافة الى شخصيات شيعية لبنانية. وقال رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير في دمشق الدكتور نزار ميهوب لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد الأميركي أوضح أن زيارته لسورية تهدف إلى التعرف على التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية المقبلة على صعيد سياستها في منطقة الشرق الأوسط، والاطلاع على الرؤية السورية لسياسة الولايات المتحدة، مشير الى أن الوفد أوضح «أن المرحلة الراهنة تمثل مرحلة التحديات والفرص بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة داعياً دول المنطقة، وبالأخص سورية لعدم إضاعة فرص الحوار.

واستفسر أعضاء الوفد عن الرأي الشعبي لشروط السلام بين إسرائيل والعرب، والمرحلة التي وصلتها المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية غير المباشرة، إضافة إلى ظروف عملية الإنزال الأميركي في مدينة البوكمال، والرد السوري على العملية، ومسألة ضبط الحدود السورية العراقية وغير ذلك من القضايا التي تهم الإدارة الأميركية الجديدة.

وخلال لقائه الوفد، أكد ميهوب لاعضائه وجود «تفاؤل حذر» لدى الرأي العام السوري من سياسة أوباما في المنطقة، موضحاً أن الرئيس الأميركي «ليس الصانع الحقيقي لسياسة بلاده الخارجية»، مشيراً لأنها تُصنع من ثلاثة مستويات أحدها الممثل الحقيقي للمصالح الأميركية العليا (سواءً كانت شركات النفط والسلاح أم المواطن الأميركي)، أما المستوى الثاني فهو الوقائع والظروف الموجودة على الأرض، منوهاً أن المستوى الثالث هي المتغيرات المستجدة، ونوه د.ميهوب إلى أهمية الحوار الأميركي مع دمشق، لافتاً إلى التغير الحاصل في السياسة الأوروبية تجاه سورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ورأى ميهوب أن «انتخاب باراك أوباما جاء متماشياً مع وجود معطيات جديدة وحاجات متغيرة في المنطقة تطلبت وجود سياسة أميركية متغيرة على مختلف الصعد الداخلية والخارجية».

وفيما يتعلق بالمفاوضات السورية ـ الإسرائيلية غير المباشرة برعاية تركيا، أكد ميهوب على اليقين الشعبي السوري التام بوجود قناعة عسكرية وأمنية في إسرائيل بضرورة السلام مع سورية (خاصة بعد حرب تموز 2006)، إلا انه نوه إلى عدم وجود قرار ثابت لدى الإدارة السياسية في تل أبيب حول السلام مع دمشق، مشيراً إلى الفئات المتشددة في إسرائيل. وحول الإجراءات السورية لضبط الحدود مع العراق، أوضح السفير والوزير السوري السابق الدكتور عيسى درويش أن سورية كانت طلبت تفعيل عمل اللجنة الثلاثية التي تضمها مع الولايات المتحدة والعراق لضبط عمليات التسلل عبر الحدود، مشيراً الى ان واشنطن انسحبت من اللجنة المذكورة دون أن تطلب من سورية أي مساعدة في مسألة ضبط الحدود. كما رد درويش على تساؤلات الوفد حول الاعتداء على البوكمال موضحا للوفد الأميركي أن «ضحايا الغارة هم ثمانية عمال مدنيين سوريين»، مشيرا إلى أن «الحكومة العراقية لم تكن على علم مسبق بالغارة الأميركية»، لافتاً الى أن «وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، زار سورية للاعتذار من المسؤولين السوريين على الغارة وليتعهد لهم بألا يكون العراق منطلقاً لتنفيذ اعتداءات ضد دول الجوار».

وعن الرد السوري على الاعتداء الأميركي بإغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين، قال درويش أنه كان رداً معنوياً بمثابة رسالة للشعب الأميركي بأن «سورية استقبلتكم على أراضيها فيما ردت الإدارة الأميركية على ذلك بقتل مدنيين سوريين على أرضهم».

وعن المطلوب من سورية من الرئيس الأميركي المنتخب، قال درويش إن الشعب العربي ينتظر من أوباما أن يخلص لوعده بسحب القوات الأميركية من العراق وأن يُسمح للعراق بعيش بهدوء واستقلال وأن تحترم إرادة الشعب العراقي.

و محاورة سورية وإيقاف الضغط عليها وتعيين سفير أميركي بدمشق، لافتاً أن تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون كان أكد على دور سورية المحوري في المنطقة. وذكّر رئيس الوفد بما قاله وزير الخارجية السعودي الحالي الأمير سعود الفيصل، عند توقيع اتفاقية كامب ديفيد بأن السلام في الشرق الأوسط لن يكون دون البدء بالسلام مع سورية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» ان الوفد الاميركي كان برئاسة رئيس مجلس «المصلحة الوطنية الأميركية» يوجين بيرد، ويضم السفيرين السابقين إدوارد بيك وجاك ماتلوك وعدداً من الديبلوماسيين السابقين وأساتذة جامعيين وممثلين لعدد من الكنائس وشخصيات سياسية من بينها مارك اغناتيوس، وباربارا روفكار.