الجزائر توقع اتفاقاً نووياً مع الأرجنتين.. بانتظار مسعى مماثل مع 3 دول أخرى

وزير الطاقة خليل: الاتفاق موجه لتطوير البحث في الميدان النووي المدني

الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دو كيرشنر تلقي نظرة على العاصمة الجزائرية من موقع «مقام الشهيد» في أعالي المدينة، في ختام زيارتها للجزائر، أمس (ا.ب)
TT

وقعت الجزائر أمس على اتفاق نووي مع الأرجنتين، يعد الثالث في نوعه تعقده الجزائر في ظرف سنة. ووقع الاتفاق، إضافة إلى اتفاقين آخرين أحدهما يتعلق بالمجال الصحي، والثاني بالمجال الثقافي، في ختام زيارة الدولة التي أدتها الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دو كيرشنر إلى الجزائر. وجرت مراسم التوقيع بالعاصمة، وبحضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيرته الأرجنتينية. ووقع الاتفاق المتعلق بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل عن الجانب الجزائري ووزير التخطيط الفيدرالي للاستثمار والخدمات جوليو ديفيدو عن الطرف الأرجنتيني. ولم يتم تسريب أية معلومة للصحافة بشأن مضمون الاتفاق، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن الأمر يتعلق برعاية فنية طلبتها الجزائر في إطار مشروع تهيئة مفاعليها النوويين «نور» و«سلام» اللذين لا تتجاوز طاقتهما مجتمعين 5 ميغاوات. واستبعدت المصادر أن يكون الاتفاق مع الأرجنتين يندرج ضمن مساعي الجزائر لبناء مفاعل نووي ثالث، كان شكيب خليل كشف عنها العام الماضي. وقال خليل للصحافة أمس، إن الاتفاق النووي «موجه لتجديد وتعزيز العلاقات الثنائية في مجال تطوير البحث العلمي في الميدان النووي المدني»، مشيراً إلى أن هذا النوع من التعاون يعود إلى عام 1980، وقد توج، حسبه، ببناء المفاعل النووي «نور» بالعاصمة. وأضاف خليل «منذ ذلك التاريخ تعزز التعاون بشكل أكبر، لاسيما في مجالات جديدة لم يطبق فيها بعد النووي المدني». وأعلن عن عزم الجزائر إبرام اتفاقات مماثلة في المستقبل، مع الصين وروسيا وجنوب أفريقيا. وتم التوقيع على اتفاق تعاون وتبادل الأخبار بين «وكالة الأنباء الجزائرية» والوكالة الرسمية في الأرجنتين (تيلام)، إضافة إلى اتفاق تعاون في مجال الصحة العمومية والعلوم الطبية.

أما عن البروتوكول الإضافي، فيتعلق بالتبادل الثقافي ووقعه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ووزير الخارجية والتجارة الأرجنتيني جورجي أنريكي. ويأتي الاتفاق النووي مع الأرجنتين، بعد خمسة أشهر من التوقيع على اتفاق في نفس الميدان مع فرنسا، ويهدف لتكوين موظفي ومستخدمي «مركز البحوث حول الطاقة النووية» بالعاصمة. وتم ذلك بمناسبة زيارة الوزير الأول فرانسوا فيون للجزائر. وتردد في الأوساط العلمية المحلية بعد الزيارة، أن شركة «أريفا» الفرنسية المتخصصة في المجال النووي ستزود الجزائر مفاعلات نووية، وان الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، يدخل في إطار الوثيقة ـ الإطار حول الشراكة بين البلدين التي تحدد مجالات التعاون الثنائي بين 2007/2011.

كذلك كانت الجزائر قد أبرمت العام الماضي اتفاقاً مماثلاً مع الولايات المتحدة. وكشف الوزير خليل حينها عن رغبة الجزائر في بناء مفاعل نووي ثالث. وقال إنها تسعى إلى تطوير قدراتها في انتاج الكهرباء النووية مع شركاء يريدون الاستثمار في الميدان، ويبدون استعدادا لتأهيل منشآتها النووية.

وكان الوزير يقصد حسب مصادر من وزارة الطاقة، تطوير قدرات المفاعلين «نور» بالعاصمة و«سلام» بولاية الجلفة. وأبدى خليل رغبة في أن تتكفل المخابر الأميركية بتمويل برامج نووية جزائرية موجهة للأغراض السلمية، وتعهد بأن يفتح مجال مراقبتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية.