مسؤول بوكالة الطاقة لـ«الشرق الأوسط»: تقرير سورية خلال 48 ساعة.. وقضايا فنية تحتاج لإيضاحات

البرادعي في دبي: آثار اليورانيوم في مفاعل الكبر ليست لها أدلة حاسمة

TT

قال مسؤول بارز بوكالة الطاقة الذرية، إن تقرير وكالة الطاقة الذرية حول سورية سيصدر خلال اليومين المقبلين على الاكثر، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: أن هناك «مشاكل فنية تحتاج الى تفسير وتعاون من الجانب السوري. وتابع: «تقرير الوكالة حول سورية يمكن ان يصدر غدا (اليوم الثلاثاء) او الاربعاء.. لكن الاحتمال الأكبر أن يتم توزيعه الاربعاء». وأوضح المسؤول ان التقرير سري سيوزع فقط على أعضاء مجلس أمناء وكالة الطاقة الذرية، غير أنه لم يستبعد ان يقوم مدير وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي بالادلاء ببيان عام بعد توزيع التقرير. ورفض المسؤول، الذي لا يستطيع الكشف عن هويته، الخوض في تفاصيل ما إذا كانت وكالة الطاقة قد قدمت طلبات رسمية الى كل من سورية وإسرائيل للتعاون مع وكالة الطاقة الذرية في تحقيقاتها حول مفاعل الكبر السوري، الذي قصفته اسرائيل في 6 سبتمبر (آيلول) من العام الماضي، غير أنه لم يستبعد ايضا ان يناشد البرادعي الدولة المعنية بأن تتعاون مع تحقيقات وكالة الطاقة، بدلا من ان تقدم الوكالة طلبا رسميا بطلب التعاون من الدول المعنية. وأوضح المسؤول الغربي ان التقرير المرتقب سيركز على الجوانب الفنية للملف السوري، مشيرا الى أن هناك قضايا فنية تحتاج الى ايضاحات والى تعاون من قبل دمشق. الى ذلك، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تسريبات من مسؤولين بوكالة الطاقة حول العثور على اثار يورانيوم في موقع الكبر السوري، غير أنه قال في مؤتمر صحافي في دبي امس ان العثور على اثار يورانيوم في الموقع ليس دليلا كافيا على وجود نشاط نووي. وقال البرادعي، الذي كان في دبي لإلقاء محاضرة حول الحوار الدولي، ان مصدر اليورانيوم ليس محددا مئة في المئة، وبالتالي لا يمكن الخروج بنتائج نهائية حول الانشطة النووية السورية. وتابع في مؤتمر صحافي امس: «لن نستطيع الوصول الى نتائج نهائية بدون ان يكون لدينا معلومات لها مصداقية. هناك يورانيوم، لكن هذا لا يعني انه كان هناك مفاعل»، موضحا أن تقرير الوكالة لن يكون حاسما في نتائجه، وان هناك حاجة الى اجراء المزيد من التحقيقات. وتابع: «التقرير سوف يقول ان هناك الكثير من العمل مازال ينبغي انجازه.. لن تكون هناك نتائج نهائية حول ما إذا كان هناك مفاعل ام لا». وطالب البرادعي سورية واسرائيل بالتعاون في عملية التفتيش التي تقوم بها الوكالة التابعة للامم المتحدة في ما يخص البرنامج النووي السري الذي يزعم عن سورية تنفذه. وتابع: «نحن نحتاج تعاونا من سورية. نحن نحتاج تعاونا من اسرائيل. احب ان ارى مزيدا من الشفافية من جانب السوريين». وكان مسؤولون بوكالة الطاقة الذرية قد ابلغوا وكالة «اسوشييتدبرس» الاميركية نهاية الشهر الماضي، أن عينات التربة التي جمعت من موقع الكبر أظهرت آثار يورانيوم معالج، غير أنهم شددوا على الحاجة الى المزيد من التحقيقات قبل الوصول الى اي استنتاجات نهائية. الا ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال، إن التسريبات حول اثار اليورانيوم في موقع الكبر دوافعها سياسية. غير أنه اعترف ضمنا بوجود اثار يورانيوم في الموقع السوري، عندما قال إن اثار اليورانيوم يمكن أن تكون نجمت عن القصف الاسرائيلي للموقع. وقالت مصادر على دراية بالملف السوري ان وكالة الطاقة الذرية تجد صعوبة كبيرة في التحقيقات بسبب توقف عمليات التفتيش. وكان الاعلان عن وجود اثار يورانيوم في الموقع السوري مصدرا للجدل في اوساط الخبراء النوويين، إذ ان الصور التي اخذت لموقع الكبر عبر الاقمار الصناعية لم تظهر موقعا نوويا بالمعنى المتعارف عليه. ففي تقرير للمعهد العلمي للأمن الدولي قال الخبيران النوويان ديفيد اولبرايت، الذي كان احد المفتشين النووين في العراق، وبول برامان: إن موقع الكبر لا يشبه المواقع النووية قيد الانشاء لا من جهة طوله ولا المساحة، ولا امدادات الطاقة اللازمة لتشغيله. كما لفت الخبيران الى غياب «نظام تبريد المياه» الضروري في أي مفاعل نووي، وعدم وجود نظام مواصلات حول الموقع، وغياب الاجراءات الامنية حول المفاعل، مشيرين الى عدم وجود عوازل او حوائط حول المبنى او أي منازل قريبة من المكان. وكانت مصادر الاستخبارات الاميركية قد ذكرت في 24 ابريل (نيسان) الماضي ان مفاعل الكبر قد بدأ انشاؤه عام 2001، موضحة أنه يشبه المفاعلات الكورية الشمالية، وان طاقته تبلغ من 20 الى 25 ميجاوات، كما اشارت الى انه عندما يبدأ المفاعل في العمل، فإنه سيكون قادرا على انتاج ما يكفي من البلوتونيوم لإنتاج سلاح نووي بعد عامين من تشغيله. ووسط تكتيم من سورية واسرائيل واميركا ووكالة الطاقة الذرية على خلفيات القصف، ومدى تطور المفاعل، قالت مصادر استخباراتية اميركية ان اسرائيل قصفته لمنع سورية في المضي قدما في بناء مفاعل نووي، فيما ترفض اسرائيل حتى الان الاعتراف بالقصف. وقالت سورية عقب تدمير الموقع انه لم يكن موقعا عسكريا على وشك التشغيل لتطوير انشطة نووية سرية، بل كان موقعا مهجورا، واتهمت الاستخبارات الاميركية بفبركة الموضوع.