القبض على القائد المفترض للجناح العسكري لمنظمة إيتا السرية في ضربة «حاسمة»

فرنسا وإسبانيا تشيدان بالتعاون الأمني بينهما

رجل شرطة يسير بسلاحه في القرية حيث تمكنت الشرطة الفرنسية من القاء القبض على القيادي في ايتا (أ ف ب)
TT

أنزلت قوات الأمن الفرنسية فجر أمس ضربة قاسية بمنظمة إيتا الإسبانية التي تدعو الى استقلال بلاد الباسك عن مدريد وذلك عبر القبض على من يعتبر قائد جناحها العسكري السري. وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القوات الأمنية في رسالة الى وزيرة الداخلية ميشال أليو ماري فيما اعتبرها رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو «عملية حاسمة» في الحرب على منظمة إيتا التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية منظمة إرهابية. وجاءت هذه العملية في ساعات الفجر الأولى عندما قامت قوات مشتركة من الشرطة والدرك ووحدات محاربة الإرهاب بتطويق حي في منتجع جبلي في مدينة كوتيريه الواقعة في جبال البيرينيه الفاصلة بين إسبانيا وفرنسا. وقامت قوة باقتحام منزل في الحي ألقت بنتيجته القبض على ميغيل دو غاريكويتز روبينا الملقب بـ«تشيروكي» البالغ من العمر 35 عاما والذي يعتبر القائد العسكري لمنظمة إيتا التي تقاتل الحكومة المركزية الإسبانية منذ عشرات السنوات. وبحسب وزيرة الداخلية الفرنسية فإن تشيروكي الذي أوقف مع امرأة يعتقد أنها رفيقته، كان موضع مراقبة دائمة منذ فترة لكن لم يلق القبض عليه إلا بعد التأكد من هويته. وعثر في المكان على أسلحة وأوراق ثبوتية مزورة وكومبيوتر محمول تتوقع المصادر الأمنية أن يوفر معلومات مهمة عن المنظمة بالنظر لشخصية صاحبه. وأفادت معلومات أمنية أن «هفوة» ارتكبها تشيروكي سرعت في وقوعه بقبضة الشرطة إذ أنه كان يتنقل في سيارة مسجلة في باريس العاصمة. غير أن لوحة السيارة كانت تحمل حرفين أبجديين بدل ثلاثة أحرف ما لفت انتباه رجال الأمن الذين أخضعوه للمراقبة. واعتبر ساركوزي أن القبض على تشيروكي يظهر «عزم» قوات الأمن على ملاحقة أفراد «المنظمة الإرهابية» كما يعكس «التعاون الممتاز» بين فرنسا وإسبانيا في هذا المجال. وحتى الثمانينات، كانت إسبانيا تتهم فرنسا ب»إيواء» الإرهابيين الذين يقومون بعملياتهم على الأراضي الإسبانية ويجتازون بعدها الحدود للاختباء على الأراضي الفرنسية حيث تسكن اقلية باسكية. ووصف بيان صادر عن رئاسة الجمهورية الفرنسية تشيروكي بأنه «رئيس الجهاز العسكري لمنظمة إيتا الإرهابية» محملا إياه مسؤولية قتل رجلي أمن إسبانيين في فرنسا في الأول من العام الماضي. أما ثاباتيرو فقد أكد أن تشيروكي «كان يقود العمليات (العسكرية) منذ بعض الوقت» كما وصفه بأنه «أهم قائد ميداني في السنوات الأخيرة» بحيث أن توقيفه «ينزل ضربة مؤلمة» بمنظمة إيتا. وجاء في بيان صادر أمس عن وزارة الداخلية الفرنسية أن تشيروكي مسؤول عن مقتل رجلي امن اسبانيين كانا متنكرين بزي مدني في الأول من ديسمبر من العام الماضي في عملية شارك فيها ثلاثة من أفراد ايتا أحدهم تشيروكي. وألقت الشرطة الفرنسية لاحقا القبض على اثنين من أفراد المجموعة على الأراضي الفرنسية. وقالت وزارة الداخلية الإسبانية إن الموقوفين اللذين سلمتهما فرنسا الى إسبانيا حملا المسؤولية المباشرة للجريمة لتشيروكي.

وكشفت وزيرة الداخلية للصحافة أمس ان قرار القبض على تشيروكي اتخذ مساء الأحد ونفذ ليل الأحد/الاثنين بعد التأكد تماما من هويته. وأشادت أليو ماري بالتعاون القائم بين أجهزة الأمن في فرنسا وإسبانيا في «محاربة الإرهاب الباسكي». ويوم الأربعاء الماضي، القت قوات الأمن القبض على عضوين من أيتا جنوب غرب فرنسا. ويعتبر تشيروكي من صقور الخط المتشدد في المنظمة السرية ويشتبه بانه نسف عملية الحوار التي بدأت في 2007 مع الحكومة الاشتراكية الاسبانية من خلال اصداره امرا بتنفيذ اعتداء كبير في مطار مدريد في 30 ديسمبر 2006. وكان ذلك الاعتداء الذي نفذ بالرغم من «وقف اطلاق دائم» لايتا، وبدون انذار مسبق، حمل الحكومة الاشتراكية برئاسة خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو على وضع حد لمساعيه المثيرة للجدل الى ايجاد حل لـ«النزاع الباسكي» عبر التفاوض. الى ذلك، علم من مصدر حكومي اسباني ان رئيس الحكومة الاسبانية والرئيس الفرنسي سيعقدان قريبا «قمة ثنائية استثنائية حول الارهاب» بعد اعتقال الزعيم العسكري المفترض لحركة ايتا. وقال المصدر ان خوسيه لويس ثاباتيرو ونيكولا ساركوزي اتفقا امس في اتصال هاتفي على عقد هذه القمة في تاريخ لم يتم تحديده حتى الان. وستعقد هذه القمة على هامش قمم ثنائية عادية تنظم سنويا بين البلدين و«ستتركز على سياسات مكافحة الارهاب وعلى الاجراءات الهادفة لتحسينها»، بحسب المصدر ذاته.