وسط ضجة اعلامية وفي ظل ما يشبه التعتيم من جانب وسائل الاعلام الروسية بدأت امس الجلسة الاولى لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال الصحافية انا بوليتكوفسكايا الاوكرانية الاصل والاميركية الجنسية والمولد. وكانت بوليتكوفسكايا قد لقيت مصرعها في ظروف غامضة في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) 2006 اي في ذكرى ميلاد الرئيس السابق فلاديمير بوتين وهو ما جعل القضية يكتنفها الكثير من الغموض في ظل تطاير الشائعات حول ما قيل بشأن مصلحة بوتين في تصفيتها الى جانب التركيز على احتمالات تورط الرئيس الشيشاني رمضان قادروف في تدبير عملية الاغتيال. وكانت بوليتكوفسكايا قد عمدت في مقالاتها التي واظبت على نشرها منذ بداية الحرب الشيشانية الثانية في عام 1999 الى فضح كل الممارسات اللانسانية من جانب القوات الفيدرالية مشيرة باصبع الاتهام ايضا الى الرئيس الشيشاني قادروف الذي اتهمته بارتكاب الكثير من التجاوزات والجرائم ومنها اختطاف عدد من مواطنى الشيشان. وعلى الرغم من اعلان الكرملين عن حشد كل القوى اللازمة لسرعة القبض على الجناة ما جعل النيابة العامة تعلن بدورها عن اعتقال عشرة من المتهمين، فقد عجزت الاجهزة الامنية عن توجيه الاتهام لمعظمهم وإن اشارت المصادر الرسمية الى ان خيوط الاتهام تفضي الى اعضاء احدى مجموعات الجريمة المنظمة الذين جرى اعتقالهم ومنهم سيرجي حاج قربانوف وجبرائيل محمودوف وشقيقه ابراهيم وكلهم شيشانيو الاصل الى جانب عدد من العاملين السابقين في الاجهزة الامنية والقوات الخاصة وهم الذين مثلوا امام المحاكمة امس.
وكانت كارينا موسكالينكو المعروفة بتبنيها الدفاع عن كل قضايا انتهاك حقوق الانسان وهي محامية ابناء بوليتكوفسكايا قد طالبت بعلانية المحاكمة وسماع شهادة الرئيس الشيشاني قادروف باعتبار ان النيابة العامة لم تستمع الى شهادته رغم تكرار طلبها بهذا الشأن، في الوقت الذي طالب فيه ابناء بوليتكوفسكايا بتعويض مادي ومعنوي قدره عشرة ملايين روبل اي ما يقرب من 400 الف دولار. وقالت موسكالينكو ان التحقيقات لم تصل الى شيء حول مدبري الحادث واصحاب المصلحة المباشرة في تصفية بوليتكوفسكايا. ومن المقرر اليوم اعلان اسماء المحلفين الذين سوف يشاركون في النظر في هذه القضية.