إيران تعلن افتتاح رابع قاعدة بحرية على الخليج.. ولا تمانع بوساطة تركيا مع أميركا

مؤتمر في طهران لبحث نتائج فوز أوباما.. والرئيس اللبناني يزورها 24 الحالي

TT

أعلنت إيران افتتاح قاعدة بحرية جديدة على الخليج العربي، موضحة أن تلك القاعدة هي القاعدة الرابعة التي تفتتحها على ساحل الخليج وصولا الى مضيق هرمز. وجاء الاعلان الإيراني بعد أسبوع قالت فيه إيران إنها جربت نوعا جديدا من صواريخ ارض ـ أرض قادرة على الوصول الى اسرائيل. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، أمس، إن الحرس الثوري الإيراني افتتح القاعدة البحرية الجديدة في الخليج، مشيرة الى أن تلك القاعدة هي الرابعة التي يفتتحها الحرس الثوري الإيراني منذ أن تولى مسؤولية القوات البحرية الإيرانية بعد قرار صدر عن المرشد الاعلى لإيران آية الله على خامنئي في سبتمبر (أيلول) الماضي بنقل مسؤولية قواعد وأمن الخليج من القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش النظامي الى قوات البحرية التابعة للحرس الثوري، وذلك في خطوة تشير الى تعزيز قبضة قوات الحرس الثوري على مفاصل جوهرية في الهيكل العسكري والسياسي والاقتصادي الإيراني، إذ باتت قوات الحرس الثوري مسيطرة على أهم العمليات الحساسة العسكرية والاستخباراتية في إيران، وإعطاؤها مسؤولية أمن الخليج يشير الى رغبة آية الله خامنئي في تعزيز سيطرتها. وأثار القرار آنذاك قلقا، إذ ان كل المواجهات التي تمت في الخليج بين زوارق إيرانية وزوارق غربية او خليجية تمت مع زوارق تتبع للحرس الثوري الإيراني. وقال مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: إن الفرق بين قوات البحرية التابعة للجيش النظامي وقوات البحرية التابعة للحرس الثوري، هو ان قوات الحرس الثوري أكثر عدوانية، ولديها القدرة على القيام بعمليات لا تقوم بها عادة القوات النظامية مثل الخطف وتفخيخ السفن. وكان كبار قيادات الحرس الثوري قد حذروا مرارا من ان إيران لن ترد بطريقة تقليدية على أي هجوم ضدها، مشيرة بشكل خاص الى أنها ستستهدف القواعد العسكرية الاميركية في الخليج، كما هدد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وهو الممر الذي تمر منه 40 % من امدادات النفط العالمي. وفيما قالت إيران أن القاعدة الجديدة هى جزء من ميناء اسلووه على الخليج، وتبعد 300 كيلومتر من سواحل جزيرة كيش الايرانية وميناء «دياير»، أوضحت مسؤولة بالاسطول الخامس الاميركي انه لا علم للأسطول الخامس في الخليج بالقاعدة الجديدة، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الى أن البحرية الاميركية تعرف فقط بإقامة قاعدة بحرية ايرانية في منطقة «جسك» الشهر الماضي. وكانت إيران قد أعلنت الشهر الماضي افتتاح قاعدة بحرية جديدة في خليج عمان على الجانب الشرقي من مضيق هرمز، موضحة أن القاعدة تقع عند ميناء منطقة «جسك»، التي هي بمثابة عنق مضيق هرمز. ونقل ساعتها راديو ايران الرسمي عن القائد بالبحرية الإيرانية الادميرال حبيب الله سياري إن افتتاح القاعدة البحرية هدفه «خلق خط دفاعي جديد»، وان القاعدة الجديدة تمكن إيران، إذا اقتضت الضرورة، من «منع دخول أي عدو للخليج الفارسي». ولدى ايران بالاضافة الى الجيش النظامي التقليدي، قوات الحرس الثوري التي ينظر اليها على انها حامية لنظام ولاية الفقيه، إذ أسسها قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني لحماية النظام الاسلامي بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979. وقوات الحرس الثوري لها قيادة منفصلة وتتبعها قوات جوية وبحرية وبرية خاصة بها. ويتم نشر هذه القوات في المناطق الحدودية الحساسة وتتولى حراسة المؤسسات الرئيسة وتشمل ترساناتها صواريخ شهاب ـ 3 التي اشارت تقارير الى انها يمكنها ان تصل الى اهداف في اسرائيل. كما ان الحرس الثوري يتولى حصريا مسؤولية البرنامج النووي الإيراني. ويعتبر المرشد الاعلى لإيران مسؤولا مباشرا عن قوات الحرس الثوري للثورة الاسلامية (سباه باسداران انقلاب اسلامي). ومن أهم وحدات قوات الحرس الثوري القوات الجوية والبحرية والمشاة ووحدة الاستخبارات. ايضا يتبع للحرس الثوري فيلق القدس الذي يقوم بعمليات خارج حدود إيران، وعدد عناصره غير معروف على وجه الدقة، غير أنه يعتقد انه يبلغ نحو 50 ألف عنصر. وبالرغم من ان قوات الحرس الثوري يبلغ عددها نحو 125 ألفا، اي اقل بنحو 200 الف من القوات النظامية الإيرانية، إلا ان تسليحها وتدريبها وإعدادها افضل. ويبلغ عدد عناصر القوات البرية والجوية التابعة للحرس 100 الف جندي وضابط، فيما يبلغ عدد عناصر القوات البحرية 20 الفا. وكان مصدرا إيرانيا قد قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحرس الثوري بات القوة الاساسية في إيران اليوم، موضحا: «صعود الحرس الثوري تم تدريجيا، حتى بات مسيطرا على كل القرار السياسي والعسكري لإيران. لا يجب أن ننسى ان احمدي نجاد هو أول رئيس لايران يأتي من قلب الحرس الثوري. هذا مؤشر على القوة الكبيرة للحرس الآن».

وفي تطور آخر لافت، قالت ايران أمس انها لن تعرقل أي محاولة تركية للوساطة بينها وبين الادارة الاميركية الجديدة للرئيس المنتخب باراك أوباما، لكنها حذرت من ان خلافاتها مع واشنطن عميقة الجذور. وفي الاسبوع الماضي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ابدى استعداده للتوسط بين طهران وواشنطن اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ ثلاثة عقود ويدور بينهما خلاف حاليا حول برنامج طهران النووي. وسئل المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي امس عن تصريحات اردوغان فأجاب «نعتقد ان هذه التصريحات.. نابعة من نوايا تركيا الطيبة وعلاقات حسن الجوار المتنامية بين ايران وتركيا.. لذا فاننا لن نضع اي عراقيل بكل تأكيد.. لكن واقع الأمر ان القضايا والمشاكل بين ايران والولايات المتحدة أعمق من المشاكل السياسية العادية بين اي بلدين». وتابع: «بعد حوالي 30 عاما.. من الثورة لا يزال اداء الاميركيين نحونا سلبيا. طرح السيد أوباما شعارات وينبغي ان نرى الآن إذا كان التغيير في التوجه جادا أم لا». ويأتي الحديث عن الوساطة التركية بين اميركا وإيران فيما أعلن في طهران امس ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان سيزور ايران في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) على ما اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية. وقال قشقاوي للصحافيين «ينتظر ان يزور ميشال سليمان ايران في الرابع من شهر آذار (الايراني)» من دون ان يعطي تفاصيل اضافية حول الزيارة. والرابع من آذار يصادف الرابع والعشرين من نوفمبر. يأتي ذلك، فيما ذكرت شبكة «برس تي.ف» الإخبارية الإيرانية في موقعها على الانترنت، امس، أنه من المقرر أن تعقد طهران مؤتمرا لبحث فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية وتأثير ذلك على العلاقات بين طهران وواشنطن. وذكر التقرير أن المندوب الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة محمد جواد ظريف الذي يعتبر خبيرا فى الشؤون الأميركية سيكون أحد المتحدثين البارزين في المؤتمر.