مصادر أفغانية: جولة ثالثة من المفاوضات بين كابل وطالبان في موسم الحج

ممثلون عن الملا عمر وشقيق كرزاي سيحضرون اللقاءَ

صبية أفغان يدرسون في مدرسة بمخيم للاجئين في منطقة شيخ مصري بمقاطعة نانغرهار شرق العاصمة كابل (أ.ب)
TT

في الوقت الذي رفضَ فيه أحدُ زعماءِ طالبان امس عرضاً طرحه الرئيس الافغاني حميد كرزاي بتوفير الامان لزعماء المقاتلين الراغبين في اجراء محادثات سلام، كشفت مصادر افغانية مطلعة في العاصمة كابل، عن حصول تقدم على صعيد التحضير لجولة ثالثة من المباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان المعارضة. وتحدثت عن احتمال أن تشهد الاجتماعات المقررة في موسم الحج، مشاركة مباشرة لممثل عن زعيم الحركة المسلحة، الاصولية الملا عمر. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الملا قيوم كرزاي، شقيق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، التقى بمسؤولين سعوديين في دبي للمساعدة على التحضير لجولة المفاوضات المقبلة التي ستعقد بمدينة مكة في موسم الحج، الشهر المقبل. وكشف الشيخ محمد صديق تشكري، وزير الاعلام الافغاني الاسبق لـ«الشرق الاوسط» «ان هناك جولة ثانية من المفاوضات بين وفدي كابل وحركة طالبان كانت قد جرت في دبي بعد جولة مكة التي عقدت نهاية شهر رمضان المبارك». وقال ان ممثلين عن الملا عمر حضروا الجولتين السابقتين؛ أبرزهم الملا محمد حسن رحماني عضو مجلس الشورى لحركة طالبان، والمستشار الخاص للملا عمر، وكذلك الملا برادر، القائد العسكري العام لطالبان، وهو من المقربين من الملا عمر». وقالت مصادر افغانية موثوقة أن قيوم كرزاي يعمل على إعداد لائحة بأسماء شخصيات لتقديمها إلى السلطات السعودية لدعوتها إلى طاولة المفاوضات، على أن تتضمن اللائحة اسم شخص سيمثل الملا عمر. ومن المتوقع أن تُعقد الجولة الجديدة مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك بالتزامن مع موسم الحج. وكانت السعودية، قد استضافت في الأسبوع الأخير من سبتمبر(أيلول) الماضي محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، التي أعلنت ابتعادها عن تنظيم «القاعدة» وفق ما أكدته مصادر مطلعة على المحادثات. وأوضح المصدر أن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، استضاف الاجتماع أيام عيد الفطر، وأن الوفد الأفغاني كان يتكون من 17 عضواً، بينما تشكل وفد حركة طالبان من 11 عضواً من العناصر المعتدلة؛ بينهم وزير خارجية طالبان الاسبق الملا وكيل متوكل، وسفير طالبان الاسبق في باكستان، الملا عبد السلام ضعيف، ومدير مكتب الملا عمر وابن خالته الملا محمد طيب آغا، وهو يتحدث العربية بطلاقة، والملا رحمة الله هاشمي سفير طالبان المتجول سابقاً، الذي يكمل تعليمه في الولايات المتحدة. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، إن المحادثات جرت تحت رعاية الملك عبد الله. وناشد الرئيس الافغاني حميد كرزاي الملك عبد الله التوسط، وعارضا الحماية للملا عمر، في حال موافقته على المشاركة في محادثات سلام، ومشيراً إلى أن القوات الدولية يمكنها أن تعودَ إلى أوطانها إذا لم توافق على ذلك. وقال كرزاي في تصريح للصحافيين: «إذا سمعت منه أنه مستعد للمجيء إلى أفغانستان أو للتفاوض من أجل السلام ولمصلحة الشعب الأفغاني، بحيث لا يقتل المزيدُ من أطفالنا، فإنني بصفتي رئيساً لأفغانستان، سأذهب إلى أبعد ما يمكنني لتوفير الحماية له». وأضاف: «إذا قلت إنني أريد الحماية من الملا عمر، فعندها سيكون أمام المجتمع الدولي خياران؛ إما أن يطيح بي أو يغادر في حال عدم موافقته.. وإذا ما تمت الإطاحة بي من أجل قضية سلام أفغانستان، وبالقوة من جانبهم، فإنني سأكون سعيداً». يذكر أن الملا عمر يأتي على رأس قائمة المطلوبين للقوات الأميركية منذ أن أطاحت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، نظام طالبان عام 2001. والملا عمر متهم بأنه استضاف زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن في أفغانستان، قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 وبعدها. وعرضت الحكومة الأميركية 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض على الملا عمر.