كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً في عددها الصادر، أمس، النقاب عن أن محافل رسمية إسرائيلية تتهم في الغرف المغلقة قيادة الجيش الإسرائيلي بالتسبب في انهيار التهدئة التي توصلت اليها الفصائل الفلسطينية مع تل أبيب قبل حوالي 5 أشهر برعاية مصرية. وفي تقرير أعده الصحافي ناحوم برنيع، نوهت الصحيفة الى أنه على الرغم من مسارعة المحافل الرسمية الإسرائيلية في العلن لتحميل حركة حماس المسؤولية عن انهيار التهدئة، لكن بعض هذه المحافل تعتبر ان انهيار التهدئة ناجم عن «الحماسة الزائدة» التي أصيبت بها قيادة الجيش الاسرائيلي. من ناحية ثانية، انتقد ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي الدعوات التي أطلقها وزراء في الحكومة الإسرائيلية لشن حرب على قطاع غزة. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر امس الاثنين عن هؤلاء الضباط قولهم إن المستويات السياسية تحاول جر الجيش الى السجالات السياسية بين الأحزاب الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة: «أن ضباط الجيش الإسرائيلي عبروا عن دهشتهم بشأن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة إيهود أولمرت والتي أكد فيها أنه وجه أوامر لقائد الجيش جابي اشكنازي حيث طلب منه الإعداد لعملية ضد قطاع غزة». وتساءل هؤلاء عن طبيعة العملية العسكرية التي يريد أولمرت تنفيذها، قائلين «قد قدمنا خططاً عدة للحكومة بشأن غزة منذ فترة طويلة وأصبح الوزراء على اطلاع بها وعليهم اتخاذ قرار فيما يجب القيام به». وحذر كبار الضباط وفق الصحيفة «من سياسة الترويج للحرب التي تجري الآن في إسرائيل والتي رأوا أنها فقط تشجع حركة حماس لتصعيد الأوضاع». من ناحية ثانية، ذكر قطاع المعلومات في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن قوات الاحتلال نفذت خلال الشهر الماضي، 4019 انتهاكا ضد المواطنين في قطاع غزة والضفة الغربية. واستعرض تقرير رصد فيه القطاع المذكور تلك الانتهاكات خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تلك الانتهاكات التي طالت كافة مناحي حياة المواطن الفلسطيني، على النحو التالي، حيث نفذ الجيش الاسرائيلي 116 عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل 4 فلسطينيين وجرح 61 آخرين، الى جانب شن 729 عملية اقتحام وتوغل داخل المدن والبلدات والأحياء الفلسطينية، أسفرت عن اعتقال 276 فلسطينيا، الى جانب إقامة 846 حاجزا عسكريا ثابتا ومتنقلا. وأكد التقرير أن المستوطنين نفذوا خلال الشهر الماضي 73 اعتداء على المواطنين الفلسطينيين. في نفس الوقت نفذ الجيش 1651 عملية إغلاق شملت إغلاق قطاع غزة بالكامل جوا وبحرا وبرا، وفرض الأطواق الأمنية على كافة الأراضي الفلسطينية في كافة المناسبات الدينية اليهودية، وإغلاق الطرق المختلفة.