مدفيديف: تحويل روسيا إلى جمهورية برلمانية سيكون «مميتا»

تعديلات برلمانية تنذر بعودة بوتين للكرملين

TT

أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، ان تحويل روسيا الى جمهورية برلمانية سيكون «مميتا». ونقلت وكالات الانباء الروسية هذا التصريح امس، عشية توجه البرلمان الروسي (الدوما) الى اقرار تعديل دستوري.

واعتبر الرئيس الروسي ان نصا جديدا حول محاسبة البرلمان للحكومة «لن يجعل روسيا جمهورية برلمانية». واضاف: «ينبغي الا تكون روسيا جمهورية برلمانية، هذا الامر بالنسبة الينا سيكون مميتا».

وسيصوت البرلمان الروسي اليوم في قراءتين ثانية وثالثة، على سلسلة تعديلات دستورية، تشتمل على تمديد الولاية الرئاسية من أربعة إلى ستة اعوام وولاية البرلمان من أربعة الى خمسة أعوام، فضلا عن نص يجبر الحكومة على المثول امام البرلمان. واثارت هذه الاصلاحات تكهنات حول عودة محتملة للرئيس السابق فلاديمير بوتين الى الكرملين، بعد أن أصبح رئيساً للوزراء في مايو (أيار) الماضي. وما زال بوتين يتمتع بنفوذ واسع في البلاد، ويرغب في العودة الى الرئاسة، ولكن بصلاحيات اضافية. ونفى مدفيديف أية دوافع سياسية لتمديد ولاية الرئاسة، قائلاً انه كان يفكر في هذه التعديلات منذ سنوات. وقال مدفيديف في لقاء مع صحافيين روس: «هذا المقترح (لتمديد ولاية الرئيس) ليس اعتباطياً ولا مفاجئاً»، مضيفاً: «بدأت التفكير في ذلك قبل حوالي 5 سنوات، بالطبع من دون التوقع بأنني سأطبقه بنفسي». وتابع: «سيتماشى هذا المقترح مع تطوير مجتمعنا ودولتنا.. في الوقت الراهن ذلك سيقوي من يتمتع بالسلطة». وتشهد روسيا تغييرات سياسية داخلية، لتقوية منصب الرئيس في وقت تزيد من نفوذها في اوروبا الشرقية. وقد اصطدمت روسيا اخيراً بعدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة اخيراً، على رأسها جورجيا واوكرانيا. وعبر وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف امس في انقرة، عن قلق بلاده من «نية القيادة الجورجية تعزيز قدراتها العسكرية»، محذرا تبليسي من تداعيات تبني سياسة مماثلة. وقال في تصريح صحافي الى جانب نظيره التركي وجدي غونول، ان «نية القيادة الجورجية تعزيز قدراتها العسكرية تثير قلق روسيا». ونبه سرديوكوف الذي يقوم بزيارة لتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي، الى ان مواصلة هذه السياسة «يمكن ان يخلف تداعيات اكثر اهمية من تلك التي حصلت في اغسطس (اب)». ولا تزال العلاقات بين روسيا وجورجيا بالغة التوتر، اثر نزاع عسكري بين البلدين الصيف الماضي.

كذلك، اعرب الوزير الروسي عن قلق بلاده حيال مشروع الدرع الاميركي المضادة للصواريخ في اوروبا. وعلق ان «هذه الخطوة تجبر روسيا على اتخاذ مبادرات مماثلة». ويقضي المشروع الاميركي بنصب رادار في جمهورية تشيكيا بحلول عام 2013، اضافة الى عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا، للتصدي لهجمات محتملة بصواريخ بالستية بعيدة المدى.