الرئيس الإسرائيلي.. ورئيس الاستخبارات: 2009 سيكون عام السلام

بيريس قال في لندن: جاهزون للسلام مع الفلسطينيين * يادلين: الأزمة الاقتصادية ستلجم إيران.. والأسد جاهز للسلام

TT

قال الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس إن هناك «فرصة جيدة» للتوصل الى اتفاق سلام في الشرق الأوسط العام المقبل مع وصول باراك أوباما الى البيت الأبيض. فيما توقع رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، الميجر جنرال عاموس يادلين، ان عام 2009 سيكون عام السلام، مشيرا الى ان الرئيس السوري بشار الأسد جاهز للسلام وان الأزمة الاقتصادية ستلجم إيران.

وقال بيريس في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في مستهل زيارة رسمية الى بريطانيا تستمر ثلاثة أيام «أعتقد أن ثمة فرصة جيدة بالتوصل الى سلام شامل في الشرق الأوسط بعد اتمام مفاوضاتنا مع الفلسطينيين». وقال «لقد أحرزنا تقدما. الأمر لم يتم بعد لكن ثمة فرصة جيدة بان نبرم اتفاقا في السنة المقبلة». وقال «لا حاجة لدفع اسرائيل لتحقيق السلام. اسرائيل تقوم بذلك من تلقاء نفسها وبإرادتها. اننا مستعدون لتقديم الأرض، لكننا نريد التأكد من الحصول على السلام. لسنا مستعدين لاعطاء ارض لقاء تلقي صواريخ» متهما مجددا حركة حماس بـ«عدم خدمة القضية الفلسطينية، بل خدمة قضية مناهضة للفلسطينيين».

وسئل بيريس عن ايران فأبدى استعداده للتحدث الى الإيرانيين وفق ما يوصي به الرئيس الاميركي المنتخب، باراك أوباما، لكنه شدد على ان «المفاوضات يجب ان يكون لها هدف»، معتبرا ان ايران لديها طموحات «لا تقتصر على النووي، بل تطمح الى اقامة امبراطورية» في الشرق الأوسط.

من جهته قال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، الميجر جنرال، عاموس يادلين، ان هناك فرصة لوقف البرنامج النووي الايراني بطرق سلمية خلال العام القادم، اثر انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، وطالت ايران. وبخلاف ما تتبناه السياسة الخارجية الإسرائيلية، فان يادلين، يرى انه من الايجابي بدء حوار أميركي محتمل مع ايران لوقف برنامجها النووي.

وقال يدلين «الحوار مع ايران مع الإصرار على معايير واضحة ومحددة لوقف البرنامج النووي الايراني ليس سلبيا بالضرورة». وأكد يادلين أنه قد حان الوقت لممارسة الضغط على إيران. وبحسبه فإن إيران باتت حساسة أمام المجتمع الدولي، وإنها ستبذل جهدها من أجل عدم وضعها في موقع العراق وكوريا الشمالية. وأضاف «انا لست قلقا من الحوار الأميركي، انه ليس تصالحا، مع إيران، لأنه في حال نجاحه سوف يؤدي إلى وقف البرنامج النووي، وفي حال فشله سوف يؤدي إلى إدراك أهمية فرض المزيد من العقوبات عليها».

وكان الرئيس الاميركي المنتخب، قد أبدا استعدادا لإجراء محادثات مع ايران، وهو ما أثار مخاوف في إسرائيل من تراجع الضغوط الغربية عليها لوقف عمليات تخصيب اليوروانيوم.

وقال يادلين في محاضرة علنية القاها في جامعة تل ابيب الاثنين، وبث الراديو الإسرائيلي مقتطفات منها امس: «إن إيران تواصل سعيها للحصول على القنبلة النووية من خلال استغلال التراخي الدولي، وهي تتقدم بحذر شديد من أجل عدم إثارة غضب العالم خطوة خطوة قبل ان تصبح على بعد قفزة من الانقضاض على القنبلة النووية. وفي المقابل فإن أوباما سيكون بمثابة الوسيط العادل في العالم، في حين سوف تلجم الأزمة الاقتصادية العالمية السلوك الإيراني».

ويرى يادلين ان الأزمة الاقتصادية العالمية لها تأثيرها الكبير على إيران. وقال «إن الإيرانيين كانوا فرحين بسقوط مصرف «ليمان براذرز»، إلا أنهم سرعان ما اكتشفوا أن الأزمة تدق أبواب إيران وتؤدي إلى هبوط أسعار النفط». وبحسبه فإنه سيكون على إيران أن تواجه في العام القادم تضخما ماليا كبيرا وبطالة فاحشة بدون أرباح نفطية.

وقال يادلين «إن هناك احتمالا ضئيلا بنشوب حرب ضد إسرائيل في العام 2009، الا نه قال ان هناك احتمالات كبيرة بحصول تصعيد جراء اشتباكات موضعية قد تؤدي إلى رد إسرائيلي. ويتضح من حديث يادلين انه مع انتخاب أوباما فان فرصة اندلاع حروب أصبحت اقل. وقال ان انتهاء عهد بوش قد قوبل بتنفس الصعداء في الشرق الأوسط، وبأمل حذر في التغيير. وأضاف أنه «ليس صدفة أن سورية كان من بين أوائل المهنئين بانتخاب أوباما». وقال يادلين، إن تقديراته تشير إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد، «جاهز للسلام«، وعلى استعداد للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، في حال حصل على مطالبه، والتي تتمثل في انسحاب إسرائيل من الجولان إلى خطوط الرابع من حزيران 1967. وبحسبه فإن سورية سوف تحافظ على علاقاتها مع إيران، الا انه سيطالها بعض الفتور في حال التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل.