ميليباند يدعو اللبنانيين إلى عدم الخوف من الانفتاح البريطاني على سورية

دعا إلى التطبيق الكامل للقرار 1701 وأكد التزام بريطانيا تنفيذ هذا الأمر

وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، في جولة داخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اللبنانيين إلى «عدم الخوف» من الانفتاح البريطاني على سورية والحوار معها، مشدداً على أن «استقلال لبنان وسيادته أمور يجب الدفاع عنها». وأشار إلى «قرارات ايجابية سورية اتخذت». ورأى أن التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسورية هو «خطوة بروتوكولية. وهناك جوانب أخرى للعلاقات بين البلدين يجب العمل على إيجاد تغييرات بشأنها». وأفاد، رداً على سؤال، بان بريطانيا اعتبرت أن الجناح العسكري في «حزب الله» منظمة إرهابية. وأكد التزام بلاده التطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 داعياً إلى تطبيقه بالكامل.

وكان الوزير البريطاني واصل أمس لقاءاته في لبنان فزار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وأفاد بيان صادر عن القصر الجمهوري بأن اللقاء تناول «العلاقات بين البلدين ودعم بريطانيا لبنان في شتى المجالات، إضافة إلى جولة أفق تناولت التطورات في المنطقة ومصير مشاريع السلام المطروحة على أبواب سلسلة محطات أبرزها تسلم الإدارة الأميركية الجديدة والانتخابات الإسرائيلية والانتخابات الرئاسية في إيران وكذلك الانتخابات النيابية في لبنان بالنسبة إلى الشأن الداخلي اللبناني».

ونقل البيان عن الرئيس سليمان تأكيده على «سلسلة الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، سواء بالنسبة إلى مزارع شبعا وسائر الأراضي التي لا تزال إسرائيل تحتلها أو بالنسبة إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل حيث يتمسك لبنان بمرجعية مدريد وكذلك بالمبادرة العربية من دون أي تعديل، شرط التزام إسرائيل المسبق تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة».

وعقب اللقاء تحدث الوزير البريطاني إلى الصحافيين، فقال إن «بريطانيا ولبنان يعملان جنبا إلى جنب في قطاعات أمنية. ونحن ندعم الحوار الوطني الذي يقوده فخامته بقوة. كما أننا نقف إلى جانب لبنان في علاقاتنا الاقتصادية».

وذكر ميليباند انه بحث مع الرئيس سليمان «ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات النيابية المقبلة». وقال: «إن العالم بأسره سوف يتابع احترام جميع الأطراف المسيرة الديمقراطية. ومن المؤكد أن السياسة، وليس العنف، هي التي يجب أن تشكل الأساس في أي قرار يتناول مستقبل لبنان. نحن نعلم أن القرار 1701 يجب ان يطبق كاملا. وإنني اكرر التزام المملكة المتحدة التطبيق الكامل لهذا القرار. إن لبنان يجب أن يكون بلدا فخورا بذاته، مستقلا وسيد نفسه، وهو كذلك».

وردا على سؤال حول الموقف البريطاني من مزارع شبعا وضرورة حل هذه المسألة بما يساهم في تأمين السلام، قال: «لقد ناقشت هذا الأمر مع فخامة الرئيس بشكل مباشر. وبخصوص هذه المسألة، وفي ما يتعلق بنا، فإننا لا نعمل على تجميد أي أمر. وليس من مهام المجتمع الدولي أن يجمد أي أمر. بل عليه أن يشجع على إجراء محادثات ثنائية أو متعددة. وفي الواقع، أن قضية مزارع شبعا ليست بحاجة إلى حل خاص إذا ما تم التوصل إلى حل عادل. ولكن ليس من شأننا أن نعرقل أي محادثات. إن المبعوث الجديد للأمم المتحدة مايكل وليامز معروف من المملكة المتحدة. وقد كان مبعوثا خاصا للشرق الأوسط من قبل رئيس الوزراء. وهو دبلوماسي عريق ورجل مستقل. وأنا أتوقع أن يقوم بعمل جيد للغاية نظرا إلى سعة اطلاعه. وهو سيدعم تطبيق قرارات مجلس الأمن. وفي ما يتعلق بموقفنا، فإننا نرى انه كلما تقدم الحوار، تعزز الاتجاه نحو التوصل إلى حلول».

وردا على سؤال حول قلق بعض الأطراف في لبنان من الانفتاح البريطاني على سورية، خصوصاً بعد تصريحه عن محادثاته الجيدة مع الرئيس السوري، قال ميليباند: «لا اعتقد أن البعض يجب أن يخشى من الحوار، خصوصا عندما يجري على أسس صريحة ومنفتحة وجادة. ... لقد اتخذت سورية قرارات ايجابية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، مثل قرار إقامة علاقات دبلوماسية وإجراء تبادل للسفراء بين بيروت ودمشق. وهو قرار ايجابي نحو الأمام. ويجب الاعتراف به على هذا الأساس. ولكن، بالمقابل، فان من يعرف ابسط الأمور عن المنطقة، يدرك أن تبادل السفراء هو خطوة. وهناك جوانب أخرى للعلاقات بين سورية ولبنان يجب التنبه إليها والعمل على إحداث تغيير بشأنها. وإنني اكرر ما قلته من أن السياسة، وليس العنف، تشكل الأساس الذي من خلاله يتم التوصل إلى حل للمشاكل في لبنان». وأضاف: «إن استقلال لبنان وسيادته وديمقراطيته هي من أعظم مصادر القوة له. ويجب أن يتم الدفاع عنها ليس من قبل اللبنانيين فحسب، بل أيضا من قبل المجتمع الدولي».

وزار ميليباند رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. وذكر أن مباحثاتهما تناولت «الاقتصاد اللبناني الذي لم يتأثر بالمشاكل الاقتصادية العالمية. وتحدثنا عن الحاجة الحيوية للاستقرار التي يجب أن تكون مؤمنة في الانتخابات النيابية المقبلة. وركزنا على ضرورة أن تكون ديمقراطية وان يكون استقلال وسيادة لبنان محميين خلال هذه الانتخابات». وأكد أن «المملكة المتحدة ملتزمة ومصممة على دعم قرارات مجلس الأمن».

وردا على سؤال حول اعتبار الحكومة البريطانية «حزب الله» منظمة إرهابية، أوضح أن بريطانيا «اعتبرت أن الجناح العسكري في الحزب هو منظمة إرهابية». وحول رؤية سورية للعلاقات الثنائية مع لبنان، أشار إلى «أن السياسيين في سورية يصفون خطوة تبادل السفراء بين البلدين بالمسار الصحيح»، معتبراً «أن ذلك صحيح من الناحية البروتوكولية، لكن الأهم يجب أن يكون في احترام الأراضي بين البلدين».