مقتل أحد قياديي «القاعدة» بغارة صاروخية أميركية في الشريط القبلي

إسلام أباد: مسلحان يقتلان قائد القوات الخاصة المتقاعد

مواطنون باكستانيون يعاينون المنزل الذي تم تدميره بصاروخ أميركي في الشريط القبلي (أ.ف.ب)
TT

ذكر مسؤول أمني بارز امس أن أحد كبار مسؤولي «القاعدة» من اصل عربي قتل مع خمسة مسلحين آخرين من اصول تركمانية في ما يشتبه بانه غارة صاروخية اميركية، جرت ليلة اول من امس، شمال غربي باكستان. وقالت مصادر امنية ان مسؤول «القاعدة» الذي قتل يدعى عبد الله عزام السعودي، وان مسؤولي الاستخبارات الاميركية اكدوا انه صلة الوصل الرئيسية بين كبار قادة «القاعدة» وشبكات طالبان في المنطقة الحدودية في باكستان. وصرح مسؤول امني بارز في اسلام اباد لوكالة الصحافة الفرنسية ان السعودي كان «ينسق بين القاعدة وقادة طالبان على هذا الجانب من الحدود. كما انه ضالع في تجنيد وتدريب المقاتلين». وقتل في الغارة الصاروخية التي شنتها طائرة تجسس اميركية بدون طيار ستة اشخاص لتكون اول ضربة صاروخية اميركية خارج مناطق القبائل الوعرة التي اصبحت ملجأ آمنا للمسلحين المرتبطين بطالبان و«القاعدة»، حسب مسؤول امني باكستاني بارز. واستهدف الهجوم منزلا في منطقة بانو الشمالية الغربية على حدود منطقة القبائل. وذكر مسؤولون ان سبعة اشخاص في الاقل أصيبوا. وصرح مسؤول امني بارز ان «الضربة التي جرت اثناء الليل دمرت منزل احد رجال القبائل ويدعى ساخي محمد في منطقة بانو». واضاف ان «سبعة قتلوا من بينهم اجنبيان اثنان». ويطلق المسؤولون الباكستانيون وصف «اجانب» على مسلحي «القاعدة». واكد علام شيراني رئيس شرطة بانو وقوع الهجوم إلا انه لم يكشف تفاصيل عن الضحايا. وهذا ثاني مسؤول بارز في «القاعدة» يقتل في الهجمات الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة أخيرا على مناطق القبائل الوعرة المحاذية لأفغانستان في باكستان. وقتل ابو جهاد المصري الذي تصفه الولايات المتحدة بانه مسؤول الدعاية في «القاعدة» في هجوم صاروخي في باكستان فجر الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وكان المصري الذي يعتقد ان اسمه خليل الحكايمة بين عدد من المتمردين الذين قتلوا عندما سقط صاروخان اطلقتهما طائرة استطلاع اميركية بدون طيار على منطقة شمال وزيرستان القبلية المحاذية لافغانستان التي تعتبر مركزا لـ«القاعدة» وطالبان، حسب مسؤولين امنيين. وقتل خمسة من مسلحي طالبان عندما قصفت المدفعية الباكستانية مخابئهم خلال الليل في منطقة قبلية مضطربة بالقرب من الحدود الافغانية، حسب ما صرح محمد جميل، مسؤول الادارة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية. ووقعت الاشتباكات في مناطق مامون وناواغاي في منطقة باجور القبائلية حيث شن الجيش الباكستاني عملية ضد مقاتلي طالبان والمسلحين المرتبطين بـ«القاعدة» في اغسطس (آب) الماضي. وصرح جميل ان «القوات اطلقت قذائف المدفعية على مخابئ المسلحين وتحصيناتهم تحت الارض ليلة اول من امس، مما ادى الى مقتل خمسة متمردين واصابة ثلاثة اخرين». وقالت اسلام اباد ان عمليتهم في باجور تدحض الانتقادات الاميركية والافغانية بان باكستان لا تبذل جهدا كافيا لوقف المسلحين من عبور الحدود الباكستانية الى افغانستان لمهاجمة القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي. وكثفت واشنطن من هجماتها الصاروخية على المنطقة منذ مارس (آذار) الماضي عندما تولت حكومة مدنية الحكم في البلاد بدلا من الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف الذي حول البلاد الى حليف مقرب من الولايات المتحدة في «الحرب على الارهاب». وشنت طائرات اميركية بدون طيار تابعة لجهاز الاستخبارات الاميركي (سي اي ايه) سلسلة من الهجمات أخيرا ضد مخابئ «القاعدة» وطالبان رغم التحذيرات الباكستانية من ان هذه الهجمات تمثل انتهاكا للقانون الدولي ويمكن ان تؤجج مشاعر الاستياء تجاه الولايات المتحدة في ثاني اكبر دولة اسلامية في العالم. وفي اسلام اباد، قالت الشرطة الباكستانية إن مسلحين يركبان دراجة نارية قتلا بالرصاص القائد السابق للقوات الخاصة في الجيش الباكستاني وسائقه على مشارف العاصمة اسلام اباد امس. وتدهور الامن بشكل لافت للنظر في باكستان خلال الاشهر القليلة الماضية مع مهاجمة الجيش لمعاقل «القاعدة» وطالبان شمال غربي باكستان. ورد المتشددون بشن هجمات على قوات الامن. وكان الميجر جنرال عامر فيصل علوي قائد القوات الخاصة الذي تقاعد منذ عامين في طريقه الى اسلام اباد حين أمطرت سيارته بالرصاص. وقال ثاقب سلطان، ضابط الشرطة الكبير، ان متشددين اسلاميين لهم صلة بـ«القاعدة» وطالبان يستهدفون كبار قادة الجيش ومسؤولي الامن، لكن لم يتضح ما اذا كان الدافع وراء قتل علوي جنائيا او له صلة بالمتشددين. وأضاف سلطان: «من السابق لأوانه استخلاص اي نتائج». وأخذ عنف المتشددين في باكستان يتصاعد في شهر يوليو (تموز) الماضي منذ ان اقتحمت قوات الكوماندوس التابعة للجيش مسجدا في اسلام اباد، مما أثار كراهية الاسلاميين للجيش الذي كان في ذلك الوقت تحت قيادة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الذي كان أيضا من قبل قائدا للقوات الخاصة في الجيش. وقتل خلال موجة من التفجيرات الانتحارية مئات واستهدف المتشددون قوات الامن. وتراجع العنف منذ تولي حكومة ائتلافية جديدة السلطة بعد الانتخابات التي جرت في فبراير (شباط) الماضي وبدأت محادثات مع متشددين لكنه تصاعد مرة اخرى بعد ان علق بيت الله محسود، وهو من كبار زعماء المتشددين المحادثات في يونيو حزيران الماضي. وقتل مهاجمان انتحاريان ما لا يقل عن 59 شخصا في هجوم على المجمع الرئيسي للصناعات الحربية في باكستان في اغسطس الماضي. واعلن متحدث باسم طالبان بعد ذلك المسؤولية، ووصف المجمع بأنه مصنع للقتل، وقال انه ينتج السلاح الذي يستخدم ضد المتشددين. كما قتل مهاجم انتحاري 55 شخصا في الاقل في هجوم على فندق «ماريوت» في اسلام اباد في سبتمبر (ايلول) الماضي.