صادق مجلس الدوما (النواب) الروسي امس في قرأة ثانية على تعديل دستوري يمدد مدة الولاية الرئاسية من اربع الى ست سنوات، مما يوسع من صلاحيات الرئيس المقبل. وبعد المناقشات، صادق 351 نائبا مقابل 57 على التعديل الذي سينطبق على الفائز بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2012 اذا لم تجر مبكرا. وكان النواب الشيوعيون، المجموعة الوحيدة التي صوتت ضد التعديلات التي تقوي من سلطة الرئيس. ويفترض ان يدرس مجلس «الدوما» في قراءة ثالثة واخيرة المشروع على ان يبت فيه مجلس الاتحاد (الشيوخ) نهائيا. واقترح الرئيس ديمتري مدفيديف في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) هذا التعديل الذي ينص ايضا على تمديد ولاية الدوما من اربع الى خمس سنوات.
واثارت التعديلات الدستورية تكهنات حول نوايا السلطة لا سيما فلاديمير بوتين، سلفه في الكرملين الذي تحول الى رئيس وزراء. ويتوقع ان يترشح بوتين الذي ما زال يحظى بشعبية ونفوذ كبيرين، لانتخابات رئاسية مبكرة قد يكون التعديل الدستوري حجتها. ونفى ناطق باسم بوتين وجود خطة لاجراء انتخابات رئاسة مبكرة، لكن التعديل يمهد السبيل أمام 12 عاما أخرى لفلاديمير بوتين في الكرملين. ولم يستبعد بوتين الذي يشغل منصب رئيس الوزراء حاليا فترة رئاسية أخرى. وأيد بوتين التعديل في وقت سابق من الاسبوع الحالي لكنه قال انه من «السابق لأوانه» الحديث عمن سيستفيد منه.
ومن المرتقب ان يلقي بوتين وهو ايضا رئيس حزب «روسيا الموحدة»، خطابا اليوم في مؤتمر حزبه في موسكو، من المرتقب ان يوضح خططه السياسية خلاله. وقد اعلن الحزب بأن الهدف من الاجتماع هو «تطوير استراتيجية للبلاد خلال الازمة الراهنة». ومن المتوقع ان ينتقد الحزب بعض السياسات الاقتصادية الراهنة، في محاولة لتسليط الضوء على قدرة بوتين على قيادة البلاد. وتراقب الســلطات الروسية عن كثب التطورات الاقتصــادية، خشية من تأثيرها على البلاد. وقد امر مكتب المدعي العام امس وسائل الاعلام بـ«العمل بمسؤولية» عند تغطية الازمة المالية، مطالبتها بـ«عدم نشر حالة الاضطراب». ولم يوضح المكتب ما يمكن ان يتعرض له الصحافيون في تغطية التطورات الاقتصادية ولكنه كان حازماً تجاه وسائل الاعلام وطريقة تغطيتها للحدث. واعتبرت الصحف الروسية ومواقع الكترونية الامر بأنه فرض جديد للرقابة على الاعلام، كما ان الصحيفة «كومرسانت» اليومية افادت بأن احد محرريها استدعيا بسبب تغطيته لاوضاع البنوك. ومن جهة اخرى، اعلن القاضي يفغيني زوبوف من المحكمة العسكرية في موسكو امس ان محاكمة المشتبه بمشاركتهم في قتل الصحافية الروسية آنا بوليتـكوفســكايا ستجري في جلسات مغلقة، متراجعا عن قراره الاثنين الماضي فتح الجلسات امام الجمهور. ودفع المتهمون امس امام المحكمة العسكرية في موسكو ببراءتهم.