خبراء أميركيون لـ«الشرق الأوسط»: لابد من شرطة لحماية السفن على غرار شرطة حماية الطائرات

لم يستبعدوا أن تستفيد جماعات إرهابية من عمليات القرصنة

قراصنة صوماليون يمثلون امام محكمة كينية في مدينة مومباسا الساحلية (رويترز)
TT

رفض مسؤولون وخبراء اميركيون، الربط بين عمليات القرصنة الحالية في خليج عدن، وسواحل المحيط الهندي وبين نشاطات جماعات اصولية، تسعى للخروج من الضائقة المالية التي تعاني منها، بسبب تجفيف منابع الجماعات الأصولية، غير أنهم لم يستبعدوا في الوقت ذاته، ان تستفيد منظمات ارهابية من عمليات القرصنة. ويأتي ذلك فيما قال جون كيلدوف نائب رئيس مؤسسة «اف ام غلوبال» الاستثمارية في نيويورك لـ«الشرق الأوسط» ان الوضع الراهن يستلزم تفكيرا دوليا في توفير حماية للسفن في البحر، على غرار الحماية التي تحصل عليها الطائرات في السماء، أي ان تكون هناك قوة مسلحة قادرة على التصدي لأى هجوم. كما أوضح ان استمرار حوادث خطف السفن، سيرفع اسعار التأمين على نقل النفط وغيره من المنتجات والبضائع. وايضا، سيرفع تكاليف الشحن لأن بعض السفن الذاهبة الى اوروبا والاميركتين، من الخليج أو من جنوب آسيا، ستتحاشي باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس، وستستعمل طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا. وشدد على أن بعض السفن ربما تضطر لاستئجار أو استخدام شرطة مثل شرطة الطائرات. واضاف: «ربما لابد من برنامج «نيفال مارشال»، مثل «اير مارشال»، وهو البرنامج الذي تضاعفت ميزانيته بعد هجوم 11 سبتمبر (ايلول) بهدف منع خطف الارهابيين للطائرات. وأكد كيلدوف اهمية اتخاذ قرارات دولية، سواء سياسية أو اقتصادية، لمواجهة ما يحدث بالقرب من ساحل الصومال. وقال انه يفضل عدم الحديث عن الجوانب السياسية، لكنه يرى، كاقتصادي، ان استمرار مثل هذه القرصنة سيؤثر على اسواق المحاصيل والمنتجات، وعلى حركة النقل البحري العالمي. واضاف: «كل ما اريد ان اقول، هو ان لابد من تنسيق دولي لمواجهة هذه المشكلة».

من ناحيته، قال مايكل جاكوبسون، خبير مواجهة الارهاب والاستخبارات في «معهد واشنطن للشرق الأدني»، لـ«الشرق الأوسط»: انه لا يعرف صلة مباشرة بين ارهابيين وبين اختطاف ناقلة النفط السعودية، موضحا أنه يعرف ان منظمات ارهابية صارت تعتمد على اعمال اجرامية بسبب تضييق مصادر تمولهم. وكان جاكوبسون قد اشترك مؤخرا في تأليف كتاب: «درب المال: البحث عن والحصول على، ومتابعة، وتجميد اموال الارهابيين». وأوضح جاكوبسون ان العمليات الاجرامية الدولية لا تقتصر على الارهابيين، لأن هناك عصابات مخدرات، ومقامرة تعمل على مستوى العالم. واضاف ان المؤكد هو ان خطف السفن قرب الصومال له صلة بانهيار الصومال كدولة، وان ذلك، بالتالي، له صلة بالنشاطات الارهابية هناك.

وكان ناثان كريستنسين المتحدث باسم الاسطول الخامس الاميركي، قد رفض ان يؤيد معلومات ربطت بين منظمات ارهابية معروفة وعمليات القرصنة في المنطقة. وقال: «جماعات القرصنة التي اعرفها، تعمل حسب ترتيبات اقتصادية مدعومة. ولم اعرف صلة لها بمنظمة «القاعدة» أو أي منظمة ارهابية أخرى». من ناحيته، قال الادميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية، ان قطع الاسطول الاميركي في منطقة خليج عدن قلصت، خلال الشهور الماضية، من عمليات القرصنة الناجحة، لكن عدد العمليات نفسه ظل يزيد. وسئل الادميرال: «كيف يقدر عدد قليل من الأفراد لا يملكون أسلحة متطورة على خطف واحدة من أكبر السفن في التاريخ؟» وأجاب: «عددهم صغير، لكنهم مسلحون، ومنظمون. وبمجرد ان يقدروا على التسلق الى سطح سفينة، ومفاجئة ملاحين مدنيين، واعتقالهم، تصير مواجهتهم صعبة، وذلك لأنهم يحتجزون الملاحين». واضاف الادميرال: «يعتمد حل المشكلة على عوامل وطنية، بالنسبة لمكان مغادرة السفينة، ومكان رسوها، ومكان علمها المسجلة بموجبه. حسب تجارب الماضي، تدفع دولا كثيرة رشى للقراصنة لاطلاق سراح الرهائن والسفن». وحسب احصائيات مكتب الملاحة الدولية، ومنذ بداية السنة، خطفت أو هوجمت تسعون سفينة في منطقة خليج عدن وساحل الصومال. وأكد المكتب ان سفنا هندية وبريطانية اشتبكت مع بعض القراصنة. وأن سفينة فرنسية تحمل قوات كوماندوز، نجحت في اطلاق سراح فرنسيين كان قراصنة قد خطفوهم.