تكلفة التأمين على السفن التي تمر عبر خليج عدن ارتفعت بمعدل 20%

خبراء: اختطاف ناقلة النفط السعودية سيرفع أسعار التأمين بشكل قياسي

TT

فجرت عملية اختطاف ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار» موجة من التساؤلات حول المدى الذي يمكن ان تصل اليه أسعار التأمين على السفن العالية بالفعل، وذلك وسط مخاوف من أن تصل اسعار التأمين الى معدلات قياسية غير مسبوقة. وقال عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج لدراسات الاسترايجية ان تكلفة التامين على السفن التي تمر عبر خليج عدن قبالة السواحل الصومالية قد ارتفعت 20 % منذ الصيف الماضي ما ادى الى ارتفاع تكلفة المرور عبر قناة السويس بحيث أصبحت تكلفة تشغيل السفينة التي تحول مسارها الى رأس الرجاء الصالح تزيد على ثلاثين ألف دولار يوميا.

وقال عبد العزيز صقر لـ«الشرق الأوسط» ان اسعار التأمين مرشحة للارتفاع بشدة خاصة ان قرار مجلس الامن فيما يتعلق بمكافحة اعمال القرصنة عند السواحل الصوالية ينتهي في 2 ديسمبر لذلك ستتجه اسعار التأمين الى الارتفاع بانتظار صدور قرار جديد من مجلس الامن يعطي القوات البحرية الدولية سلطة مكافحة القرصنة بحكم انها موكلة فقط بمكافحة الارهاب. ولفت عبد العزيز الى ان هناك بعض شركات التأمين اصبحت ترفض في هذه المرحلة التأمين على السفن التي تمر في منطقة خليج عدن قبالة السواحل الصومالية بانتظار ان تقوم بتقييم المخاطر التي تلف تلك المنطقة بشكل ادق. وكانت ثلاث من أكبر الدول المصدرة للنفط في الخليج وهي السعودية وإيران والكويت قد اكدت امس أنها لا تعتزم تغيير مسار الأساطيل التي تملكها بسبب هجمات القراصنة الصوماليين، فيما تدرس شركات الشحن البحري العالمية التي تسير نحو 90 في المائة من السلع العالمية تجنب المرور بخليج عدن وقناة السويس لتفادي أي هجوم من قبل القراصنة ليكون الممر البديل شبه الوحيد هو رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا الذي ـ ووفقا لخبراء ـ يضيف ثلاثة اسابيع او اكثر الى الرحلة العادية مما يزيد من تكلفة السلع. كما أنه ليس آمنا 100% اذ ان الناقلة السعودية اختطفت بالقرب منه. ويرى المحل المالي ايمن عبد النور أن تكلفة المرور عبر رأس الرجاء الصالح هي اكثر من تكلفة التأمين على البضائع نفسها بالرغم من الارتفاع القياسي لاسعار التامين في الاشهر الماضية"، مضيفا ان «ارتفاع اسعار التأمين لن يرجع بالفائدة بالضرورة على شركات التأمين التي تعاني في الاصل جراء الازمة المالية، خصوصا ان وقوع ضرر ما على احدى السفن سيكلف الشركة التي تقوم بالتأمين أضعاف ارباحها». ووفقا لعبد النور فان اعمال القرصنة ستضر بالتجارة في المنطقة وستضعف المنافسة والربحية في مرافئ الرسو حيث ان التنافس سيكون على «سنتات وتحديدا في ظل الازمة المالية العالمية». ويضيف المحلل المالي ايمن عبد النور ان عمليات القرصنة في خليج عدن ارتفعت بشكل واضح منذ الصيف الماضي مدعومة بغياب اجراءات دولية صارمة، مع تطور اداء القراصنة بسبب الأموال التي باتت متوفرة لديهم، متوقعا ان تشهد الاشهر القادمة ارتفاعا كبيرا في اسعار التأمين البحري في تلك المنطقة، لكنه لفت الى ان هذا الارتفاع سيكون مرحليا بانتظار اجراءات دولية. وأضاف عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للدراسات أن «اجمالي عمليات القرصنة بلغ 263 عملية منها 80 حالة لها علاقة بالمشتقات النفظية ومن بين هذه العمليات11 في المائة تمت في خليج عدن فيما سجلت سواحل الصومال 31 %.

ولم يتضح ما اذا كان سماسرة التأمين سيرفعون الأسعار بدرجة أكبر بعد عملية اختطاف الناقلة السعودية لكن بعض خبراء صناعة التأمين ذكروا أنه من المرجح أن تواصل أقساط التأمين الإضافية الارتفاع الامر الذي قد يزيد من اسعار السلع.