أميركا تدعو الإمارات إلى مراقبة أنشطة البنوك الإيرانية في دبي.. عن كثب

السلطات الإيرانية تعترف بحجب أكثر من 5 ملايين موقع إلكتروني

TT

قال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والمخابرات المالية ان البنوك الايرانية مازالت تعمل في دبي على الرغم من العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة وان على السلطات متابعة هذه البنوك عن كثب. وقال ليفي ان الولايات المتحدة تجري مناقشات مع دولة الامارات العربية المتحدة تشمل قضايا مهمة بالنسبة لدبي اذا ما أرادت أن تصير مركزا ماليا موثوقا به.

وأضاف في تصريحات امس في ابوظبي «هناك تحد في الامارات العربية المتحدة وخصوصا بسبب العلاقات التجارية العميقة بين الامارات وايران». ودعت الولايات المتحدة والدول الغربية الى مزيد من اليقظة على المستوى الدولي ضد البنوك الايرانية، وقالت انها تحاول تجاوز العقوبات المفروضة بسبب خطط ايران النووية المتنازع عليها. وتعمل بنوك ايرانية مثل «بنك صادرات» و«بنك ملي» في الامارات العربية المتحدة. وأضاف ليفي «هذه البنوك تثير القلق وتستحق التدقيق معها بسبب سجل نشاطها». وقال ان السياسة الاميركية المتعلقة بالعقوبات ضد ايران من المرجح أن تستمر خلال فترة رئاسة باراك أوباما. وانتقد ليفي تعاون روسيا وقطر مع ايران في مشاريع تطور الغاز. وقال «اننا نتابع. ونعتقد أن الوقت غير ملائم لإقامة أعمال مع ايران. واتفقت ايران وروسيا وقطر، وهم أكبر منتجين للغاز في العالم، على تعزيز التعاون فيما بينهم في الشهر الماضي.

إلى ذلك وعلى صعيد آخر، قال مسؤول قضائي ايراني لصحيفة «كارغوزاران» المعتدلة أمس ان السلطات الايرانية حجبت اكثر من خمسة ملايين موقع على الانترنت اعتبرتها «لاأخلاقية ومخالفة لقواعد المجتمع». وقال عبد الصمد خرم ابادي مستشار مدعي عام ايران ان «اكثر من خمسة ملايين موقع حجبت.. ومضمون معظمها لا أخلاقي ومخالف لقواعد المجتمع». واضاف ان «الاعداء يستخدمون الانترنت لمهاجمة هويتنا الدينية».

وتجبر السلطات الايرانية منذ سنوات مزودي خدمة الانترنت على وضع برامج في انظمتهم لمنع الوصول الى المواقع الإباحية الاجنبية والى مواقع سياسية متمركزة في ايران والخارج.

وهذه البرامج التي تحدث يوميا وتعمل استنادا الى كلمات مفتاح او عناوين المواقع المحظورة، تطاول ايضا مواقع سليمة لكنها تحوي عبارات محظورة. ومن اشهر هذه المواقع المحجوبة موقع «يوتيوب» وموقعا «فيس بوك» و«اوركوت»، وهي مواقع تلقى رواجا كبيرا بين الشبان الايرانيين. ومن ابرز المواقع المحجوبة ايضا موقع لعبة «باربي» لاحتوائه على كلمة «فتاة» و«امرأة». كذلك حظر العديد من المواقع السياسية ولاسيما مواقع الحركات النسائية، وكذلك مواقع لمجموعات طلابية سواء معتدلة او إصلاحية.

وللالتفاف على هذا المنع يستخدم الايرانيون برامج تسمح لهم بالوصول الى المواقع المحظورة بشكل غير مباشر، فيما يقوم مبتكرو هذه المواقع بتغيير عناوينها باستمرار. وكان نائب وزير الاتصالات محمد خاجبور قد اكد ان ايران تضم 21 مليون مستخدم للانترنت من اصل سبعين مليون نسمة.

من جهتها نددت مجلة «الصبح الصادق» التابعة للحرس الثوري، قوات النخبة في النظام الايراني، في عددها الاخير بـ«الامبريالية الالكترونية» التي تستهدف «ثقافات دول العالم الثالث».

وانتقدت المجلة «دور الانترنت والقنوات التلفزيونية عبر الاقمار الصناعية والرسائل المكتوبة على الهواتف الجوالة في الثورات المخملية في صربيا واوكرانيا وجورجيا». كما اشارت الصحيفة بالاتهام الى مجموعة من وسائل الاعلام الاجنبية، بينها موقعا «ياهو» و«غوغل» وشبكتا «سي ان ان» و«بي بي سي» ووكالات انباء مثل «رويترز» و«أسوشييتد برس» و«يو بي اي» ووكالة فرانس برس و«دي بي ايه» معتبرة انها «ادوات دبلوماسية اعلامية».

واتهمت المجلة ايضا الاتحاد الاوروبي بالسعي «لتطوير (مواقع) الانترنت المعادية لإيران» ولاسيما من خلال دعم اصحاب المدونات الالكترونية المحظورة من النظام. وبموازاة الاقبال على الانترنت، يشاهد الايرانيون ايضا شبكات تلفزيونية فضائية وعلى الأخص الشبكات الاخبارية بالفارسية مثل «صوت اميركا» التي تمولها الولايات المتحدة. وتتخوف السلطات من اطلاق هيئة الاذاعة البريطانية قريبا شبكة تلفزيونية بالفارسية. وحذرت وزارة الثقافة في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الايرانيين من ان اي تعاون مع وسيلة الاعلام هذه سيعتبر بمثابة «عمل مضاد للامن القومي». وطلب رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني من النواب عدم اعطاء مقابلات لوسائل الاعلام التي تبث برامجها من الخارج بالفارسية. كما اعلن رئيس التلفزيون الرسمي الايراني اخيرا ان «30% من الايرانيين يشاهدون الشبكات الفضائية»، غير ان العدد الفعلي يقدر باكثر من ذلك بكثير.