إنجاز علمي دولي بارز: زرع أول قصبة هوائية «شخصية» في العالم

بروفسور بريطاني لـ«الشرق الأوسط»: تدارسنا كل الوسائل العلمية لزراعة القصبات

TT

في عملية فريدة من نوعها نجح فريق من الأطباء الإسبان بالتعاون مع باحثين في إيطاليا وبريطانيا في زراعة قصبة هوائية تم إنضاج خلاياها وإنماء أنسجتها مختبريا، كي تتوافق مع جسم امرأة مريضة.

ونجح جراحون إسبان في زرع جزء من قصبة هوائية جديدة محل قصبة متضررة كانت توجد قرب رئة المريضة كلوديا كاستيلو الكولومبية الأصل. وكان العلماء قد حصلوا على قصبة من متبرع متوف، تم تنقيتها من كل خلاياه باستخدام مواد كيميائية وإنزيمات. ثم استخدمت القصبة كهيكل لبناء أنسجة جديدة بعد أن وضعت عليها خلايا أخذت من المرأة المريضة. وقد استخلص من المريضة نوعان من الخلايا: الأول، خلايا مبطنة للقصبة الهوائية، والثاني، خلايا جذعية بالغة، وهي خلايا غير ناضجة تتحول الى خلايا وأنسجة متخصصة تشكلت على شكل هيكل القصبة المتبرع بها.

وبهذه الطريقة لم تعد المريضة بحاجة لاستخدام أدوية خفض مناعة الجسم، بسبب رفضه للعضو الجديد. وبعد مرور خمسة اشهر على العملية قال العلماء إن المرأة، وهي من كولومبيا ويبلغ عمرها 30 عاما، وأم لولد وبنت، تظل في صحة جيدة. وقال البروفسور مارتن بريتشيل، الباحث في جامعة بريستول البريطانية والذي شارك في البحث، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن الباحثين في الدول الثلاث تمكنوا من التوصل الى هذا الإنجاز العلمي «بعد أن تدارسوا مختلف الطرق للتوصل الى وسيلة محددة لزراعة عضو بشري سليم ومناسب».

ويتخصص فريق البروفسور بريتشل في القصبات الهوائية وخلاياها ووسائل زراعتها. وقد اختير مختبره لإنضاج الخلايا الجذعية قبل وضعها على الهيكل المتبرع به داخل مفاعل بيولوجي في ميلان. ولدى سؤاله عن أبرز مراحل هذا الإنجاز العلمي قال البروفيسور البريطاني إنه يعتبر «المفاعل البيولوجي في ميلان، أبرز مراحل عملية إنماء العضو البشري الجديد، إذ أنه صمم خصيصا لهذا الغرض».

وقال بريتشل إن الباحثين في الدول الأوروبية الثلاث نجحوا في مهمتهم من دون أي دعم مادي، وبفضل جهودهم المشتركة. ولكن ورغم الإعلان عن السلامة التامة لعملية الزرع، ما هي المخاطر المترتبة على العملية؟ أجاب بريتشل لـ«الشرق الأوسط»: «إن كل الاختبارات التي أجريت على المريضة تدل على عدم رفض جسمها حتى الآن للعضو المزروع».

ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة «لانسيت» الطبية البريطانية. وصرح البروفسور باولو ماشياريني، الذي أجرى العملية في يونيو (حزيران) الماضي في مستشفى برشلونة أنه كان متخوفا جدا لأنه كان يجري العمليات على الحيوانات فقط، ولكن «وما أن تم الحصول على قصبة من متبرع، حتى غدا الأمر مدهشا». وتحيا السيدة كاستيلو اليوم حياة طيبة بعد أن كانت تعاني من ضيق التنفس الحاد لدى بذل أي مجهود. وتجدر الإشارة الى أن العلماء الأميركيون كانوا قد نجحوا في زرع أنسجة لمثانة «شخصية» صنعت داخل المختبرات.