الطيران من بغداد .. كابوس يبدأ في مكتب الحجز وينتهي على متن الطائرة

عمليات تفتيش وصولا إلى المطار .. وأرتال أميركية تغلق الطريق.. وخلط بين الرحلات

TT

بغداد ـ رويترز: يجد كثيرون في العراق السفر جوا مسببا للقلق، ومحاولة المرء أن يشق طريقه بين الجنود الاميركيين المسلحين والذين يبدو عليهم التوتر ويغلقون طريق المطار ما هي إلا واحدة من مصادر ازعاج كثيرة.

وكانت لوحة المعلومات المعطوبة بمطار بغداد الدولي تعرض معلومات عن رحلات لا وجود لها لوجهات مستبعدة بينها مكسيكو سيتي وموسكو ووارسو وهلسنكي، معظمها أدرجها موظفون بالمطار على سبيل المزاح الى أن تمت ازالتها الاسبوع الماضي.

ومن حجز التذاكر الى ركوب طائرتك يكون الطيران من بغداد عادة أشبه بكابوس. لكن وكلاء سفر يقولون انه مع انخفاض وتيرة العنف في العراق يطلق عدد متزايد من شركات الطيران رحلات الى البلاد، كما يطالب المزيد من العراقيين برحلات الى الخارج.

وقال مهدي داوود من شركة الحجاز للسياحة الذي قدر الى جانب وكلاء سفر اخرين أن مبيعات التذاكر ارتفعت بما بين 15 و35 في المائة في الاشهر الستة الماضية «في العام الماضي لم تكن الشركة مفتوحة لأن الوضع الامني كان سيئا. الان أصبح جيدا وأستطيع توظيف ستة أشخاص».

وفي الشهر الماضي دشنت الخطوط الجوية التركية رحلات بين بغداد واسطنبول تضاف الى الرحلات التي بدأ تسييرها بالفعل من بغداد الى بيروت والقاهرة ودمشق وعمان وطهران ودبي. وقال حسين باسم وهو وكيل سفر: ان الطلب من العراقيين على السفر الى الخارج لايزال ثابتا لكن مزيدا من شركات الطيران تضيف رحلات مما يعزز المبيعات وأضاف «نحن منشغلون دائما. لدينا طلب كبير لكن لم تكن هناك طائرات». لكن شراء تذكرة ليس بالامر اليسير. فلا يوجد بيع على شبكة الانترنت كما أن الاستعلام عن الحجز والاماكن المتاحة يجري كيفما اتفق ويعتمد على استخدام دفاتر ورقية. وتواريخ عودة بعض الرحلات مقامرة حيث لا يمكن ترتيب رحلة العودة الا في الخارج. ويقول خالد وليد الذي يأمل في السفر الى روسيا البيضاء «ليس من السهل حجز تذكرة. استغرقني هذا أربعة أيام. لا يوجد نظام على الاطلاق انه أمر مريع. لدي الكثير من الاسئلة». ولسوء حظ وليد الذي يسافر الى الخارج للمرة الاولى، من المستبعد أن تنتهي المصاعب عند هذا الحد. ففي زيارة الى المطار مؤخرا أغلقت قافلة للجيش الاميركي الطريق وسلط جندي يطل من برج مدفعا نظره على العربات المليئة بالعراقيين الحريصين على اللحاق برحلاتهم. وفي نهاية المطاف ابتعدت السيارات عن الطريق لتفادي القافلة. وحتى قبل دخول المطار تجري عمليتا تفتيش يبدأ بعدهما الارتباك الحقيقي. ويتم تجاهل مواعيد الرحلات المكتوبة في التذاكر كما أن نقص شاشات المعلومات يجبر الركاب على بذل مجهود حتى يسمعوا الاعلانات التي تذاع بصوت منخفض او الاعتماد على الشائعات عن المواعيد والبوابات. ويتدافع الركاب من بوابة الى أخرى ملوحين بتذاكرهم حيث جرى الخلط بين الرحلة رقم واحد والرحلة رقم اثنين الى دبي. وعبر سنوات من الحرب والعقوبات لم يسافر الكثير من العراقيين الى الخارج قط. وبالنسبة لبعض الذين يسافرون الان تعتبر الرحلة محاولة يائسة للحصول على اللجوء السياسي او وضع اللاجئ في الخارج مما يزيد التوتر.

وصاح بعض ركاب رحلة الى اسطنبول فيما صارع الكثير من الركاب بعضهم بعضا تقريبا ليضمن كل واحد منهم مكانا له على الطائرة قائلين «استحوا... هل نحن همج.. انكم تفسدون صورة العراقيين». وقال ابو علي وهو أحد الركاب «ثقة الناس لم تتكون بعد... أرى هذا ينعكس في جميع المجالات بالعراق. الناس يعتقدون أنهم لن يحصلوا على حقوقهم الا اذا تشاجروا».

وعلى متن الطائرة يتم تجاهل رقم المقعد المدون بالتذكرة عادة ويندفع أفراد الأسر او مجموعات من النساء بسرعة للجلوس الى جانب بعضهم بعضا. ويتناقض مشهد النساء المحجبات مع الاعداد الكبيرة من المتعاقدين من رجال الأمن الغربيين مفتولي العضلات الذين تحمل أذرعتهم وشوما والذين يتواجدون في معظم الرحلات. ويحاول بعض العراقيين تجنب الجلوس بالقرب منهم وكثيرا ما يتهمون بالعمل خارج نطاق القانون وقتل الابرياء.