الأحمد لـ«الشرق الاوسط»: مرحلة انتهت بعد إجهاض حماس للدور المصري.. والقادم لا نعلم عنه شيئاً

مصادر في حماس: مصر أضعف من أن تحقق مصالحة * 5 شروط لعودة الحركة لطاولة الحوار

TT

قالت مصادر رفيعة في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لـ«الشرق الأوسط» ان الحركة لا تريد لمصر ان تستمر في وساطتها للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني. وبحسب المصادر، فإن الحركة ترى أن مصر أضعفُ من ان تحقق اتفاق مصالحة، موضحة: «اذا كانت مصر فشلت في الضغط على عباس للافراج عن معتقلين سياسيين. واذا كانت فشلت في هذه الجزئية البسيطة، فكيف ستنجح في الملفات الاخرى الاكثر تعقيداً؟». وقال مصدر مسؤول في حماس، تحدث لـ«الشرق الأوسط» بشرط عدم الكشف عن هويته: «ليست لدينا اي مشكلة في نقل الملف الى دول قادرة، ولها دورها في الضغط على الاطراف وتحقيق المصالحة وهناك دول لها خبرة ونجحت». وأوضحت المصادر ان حماس ترغب في ان تتولى قطر ملف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني واضافت: «قطر نجحت في حل ملف اكثر تعقيداً، وهو الملف اللبناني». واكدت ان هناك ضغوطا كبيرة لتولي قطر الملف، وهناك قناعة لدى حماس بأن مصر فشلت في كل الملفات، ولم تنجح في ايٍّ من الملفات، لا في ملف الحوار ولا شليط.. لا في الملف الفلسطيني ولا الاسرائيلي. ومن غير الواضح ما اذا كان الملف سينتقل فعلا الى القطريين. واعتبر عزام الاحمد، رئيس كتلة فتح البرلمانية، ان مرحلة قد انتهت بإجهاض حماس لدور مصر. وقال «هذه مرحلة انتهت، وهناك مرحلة جديدة لا نعلم عنها شيئاً.. وحماس يجب ان تدان». كما نفى الاحمد ان تكون القاهرة أجرت ايَّ تعديل على الورقة المصرية للحوار. وجاء نفي الاحمد، بعدما قالت مصادر فلسطينية امس إن القاهرة أرسلت إلى حركتي فتح وحماس ملحقاً للورقة المصرية الخاصة بتحقيق المصالحة الوطنية، يتضمن العديد من الإيضاحات لبنود ما جاء في الورقة التي كان قد تم توزيعها على الفصائل من قبل. وأشارت المصادر في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية فلسطينية إلى أن «القيادة المصرية أجرت سلسلة اتصالات مع الدول العربية التي لها تأثير في الساحة الفلسطينية، وأطلعتها على الورقة المصرية التي تم توزيعها على الفصائل الفلسطينية». وذكرت أن مصر اتفقت مع هذه الدول على ضرورة إصدار ملحق للورقة المصرية يتم إرساله لفتح وحماس للاطلاع عليه، مشيرة إلى أن القاهرة «وجهت رسالة للحركتين بضرورة معالجة كافة القضايا التي تعترض طريق المصالحة الفلسطينية من خلال طاولة الحوار». وأوضحت المصادر أن مصر ودولا عربية تصر على إنهاء ملف الانقسام الداخلي الفلسطيني لما يشكل من خطر على القضية الفلسطينية برمتها، وكذلك لـ«توافر معلومات لديها بنية جهات خارجية التدخل في الساحة الفلسطينية والإبقاء على حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي لتعزيز مصالحها الذاتية». وقالت مصادر في السلطة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: ان مصر ادانت بشكل رسمي حركة حماس، وأرسلت رسالة بهذا الشأن الى عمرو موسى امين عام الجامعة العربية. وبحسب المصادر، فإن موسى لا يستطيع وحده الإدانة، وينتظر موقف وزراء الخارجية العربية في 26 من هذا الشهر. ولا تعتقد المصادر ان الدول العربية ستدين حماس لأن هذا يحتاج إلى إجماع، وهناك دول سترفض ادانة حماس. وتأتي هذه التطورات بعدما طالبت حماس بتنفيذ خمس نقاط من أجل إطلاق الحوار الوطني الفلسطيني الذي كان من المقرر إجراؤه الأسبوع الماضي في القاهرة. وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية محسوبة على الحركة، إن «رؤية الحركة لاستئناف الحوار تقوم على تنفيذ خمس نقاط رئيسية؛ أولها الإفراجُ عن جميع المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية». وأكد برهوم أن مطالب حماس تشمل كذلك السماح لوفدها بالضفة بالمشاركة في جلسات الحوار، «وأن تكون الترتيبات البروتوكولية لجلسات الحوار متكافئة» إلى جانب وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحضوره جلسات الحوار، إضافة إلى الاستجابة للتعديلات التي عرضتها حماس على الورقة المصرية. وقال إن حماس ترفض الذهابَ إلى الحوار في ظل استمرار حملات «الاعتقال السياسي بالضفة الغربية التي طالت أكثر من 600 من كوادرها». وكانت مصر قد أجلت إلى أجل غير مسمى الحوار الفلسطيني الذي كان مقرراً إطلاقه في العاشر من الشهر الجاري بعد أن قررت حماس وفصائل فلسطينية أخرى مقاطعته.