السلطة الفلسطينية تقرر نشر إعلانات في الصحف الإسرائيلية حول المبادرة العربية

عبد ربه لـ«الشرق الاوسط»: القرار لمواجهة التضليل الإسرائيلي

TT

أكد ياسر عبد ربه، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن السلطة الفلسطينية ستقوم بنشر إعلانات حول المبادرة العربية للسلام في الصحف الإسرائيلية، بهدف اقناع الرأي العام الإسرائيلي بقبولها. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، أكد عبد ربه أن الذي دفع السلطة الفلسطينية لاتخاذ هذا القرار هو «التضليل الذي يمارسه الساسة الإسرائيليون الذين يعارضون المبادرة، حيث يعرضونها بشكل يدفع الجمهور الإسرائيلي للنفور منها».

وأشار عبد ربه الى أن الساسة الإسرائيليين، الذين يؤيدون المبادرة، «يساهمون بقدر غير قليل من التضليل، حيث أنهم يدعون أن المبادرة العربية تضمن أن تقوم الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل أن يتم انجاز اتفاق تسوية شامل للصراع». وحول توقيت نشر هذه الإعلانات، قال عبد ربه إنه مع قرب إجراء الانتخابات الإسرائيلية فإن الإسرائيليين «يبدون اهتماما كبيرا بالقضايا السياسية، وبالتالي فإن هناك فرصة بأن يهتم الإسرائيليون بالاطلاع على ما تتضمنه الإعلانات التي سننشرها في الصحف الإسرائيلية، خلال هذه الفترة». ونفى عبد ربه أن يكون الهدف من نشر هذه الإعلانات في هذا الوقت بالتحديد، التأثير على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، مؤكداً أن موقف السلطة واضح في هذا الشأن، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، مضيفا «ما نود أن نقوله للإسرائيليين هو أن المبادرة العربية تتضمن عنصرا أساسيا، وهو إعطاء أولوية للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وقيام دولة فلسطين وحل قضية اللاجئين وفق قرار مجلس الأمن 194، وبعد ذلك يمكن أن تقوم علاقات طبيعية بين إسرائيل وبقية الدول العربية». وشدد عبد ربه على أن الذي دفع السلطة الفلسطينية على القيام بهذه الخطوة هو رغبتها في دفع عملية التسوية بعد انتخاب المرشح الديمقراطي باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، مشيرا الى أن هناك أساسا للاعتقاد بأن الإدارة الأميركية ستولي موضوع التسوية في الشرق الاوسط اهمية أكبر من الإدارة الحالية. واعرب عبد ربه عن قلق السلطة الفلسطينية من إمكانية فوز اليمين الإسرائيلي في الانتخابات القادمة، كما تتوقع استطلاعات الرأي العام، مستدركاً أنه من السابق لأوانه توقع شكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتحالفات داخلها. وأضاف أن اعلانات مماثلة سيتم نشرها في الصحف الأوروبية والأميركية، «بسبب عدم معرفة الكثير في الغرب بمضامين هذه المبادرة».

من ناحيته، انتقد الباحث والكاتب الفلسطيني هاني المصري بشدة قرار نشر الاعلانات في الصحف الإسرائيلية، معتبراً أن «المشكلة لا تكمن في نقص المعلومات حول المبادرة العربية، بل في عدم توفر أي استعداد لدى إسرائيل للوفاء بمتطلبات التسوية مع العالم العربي». وقال المصري لـ«الشرق الاوسط»، إنه يتوجب على السلطة الفلسطينية أن تغير من أسلوب تعاملها مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بحيث تقوم القيادة الفلسطينية بإبلاغ كل من تل ابيب وواشنطن بأنها ستوقف المفاوضات حتى توافق اسرائيل على المبادرة العربية، وتوقف عدوانها المتواصل على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبر المصري أن «الاستنتاج الذي يتوجب أن تصل اليه السلطة الفلسطينية هو أنه بدون ممارسة قدر من المقاومة ضد الاحتلال فإن اسرائيل لا يمكنها أن تغير من مواقفها الرافضة لعملية التسوية». وتساءل المصري «كيف يمكن لإسرائيل ان تغير تعاطيها معنا في حال واصلنا المفاوضات الثنائية في السر والعلن، من دون ممارسة قدر من المقاومة، استخدام المقاومة ضد الاحتلال مهم جداً لإقناع صناع القرار في إسرائيل بأن هناك ما يخسرونه في حال ظلوا يتبنون المواقف الرافضة للتسوية». وأوضح المصري أن قرار السلطة الفلسطينية يدلل على أنه «لا يوجد لديها بديل آخر غير مثل هذه الخطوة عديمة الجدوى».