قرار «بي بي سي» البث المباشر على الإنترنت يثير جدلا في بريطانيا

يضيف صعوبة في تعقب المتخلفين عن دفع ضريبة التلفزيون.. وضغطا على شبكة الهواتف

TT

ابتداء من الأسبوع المقبل، تباشر هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بث كافة برامجها عبر موقعها الالكتروني على الانترنت، في خطوة تثير الكثير من الجدل في بريطانيا، خصوصا فيما يتعلق بمستقبل ضريبة «رخصة التلفزيون» التي يتوجب على المواطنين دفعها. ولمن ليس لديه الخلفية، ففي بريطانيا يتوجب على كل من يريد امتلاك جهاز تلفزيون في منزله دفع ضريبة تسمى «رخصة التلفزيون» (تزيد عن الـ100 جنيه إسترليني سنويا)، وإلا التعرض للملاحقة القانونية ودفع المخالفات. وتستخدم هذه الأموال من أجل تمويل هيئة الإذاعة البريطانية، التي لا تقبل أي دخل إعلاني (سوى على قناتها التلفزيونية الدولية «بي بي سي ورلد»)، وذلك لضمان استقلاليتها عن أي تأثير تجاري، وضمان عملها دائما لمصلحة العموم. لكن بث البرامج مباشرة عبر الإنترنت يعني أن تعقب المتخلفين عن دفع الضريبة يصبح أكثر صعوبة، خصوصا وأن لا نية لإلغاء «رخصة التلفزيون» عن من يرغبون بمتابعة برامج «بي بي سي» عبر شاشات الكومبيوتر بدلا من تملك أجهزة التلفزيون. والصعوبة تكمن في كيفية اثبات مشاهدة الشخص للبث التلفزيوني عبر الكومبيوتر، دون التعرض لخصوصيته عبر مراجعة تاريخ تصفحه وما شابه. الأمر الآخر متعلق بشبكة الهاتف التي يتصل كثيرون عبرها حتى الآن بشبكة الانترنت، فالأمر يثير تساؤلا حول مدى قدرة هذه الشبكة على تحمل الكم الهائل من الضغط الذي سيتسبب هذا التحول الجديد في بث «بي.بي.سي». من جهتها نقلت صحيفة »تايمز» اللندنية عن متحدث باسم هيئة الاذاعة البريطانية قوله بأنه الهيئة لا تعتقد بأن هذه الخطوة ستكون كافية لدفع البريطانيين إلى الاستغناء عن اجهزة التلفزيون الخاصة بهم، وانما المراد منها هو منح دافعي الضريبة المزيد من الحرية والخيار لمشاهدة البرامج. ويدفع نحو 25.3 مليون منزل «رخصة التلفزيون» سنويا، الامر الذي يدر على «بي بي سي» نحو 3.73 مليار جنيه استرليني، في حين يقدر عدد المخالفين بـ1 من بين كل عشرين.

من جهة ثانية يعد لافتا «التوسع» الذي حصل في دائرة المطالبين بدفع ضريبة التلفزيون، حيث ذكر جهاز «تي.في لايسنسينغ» الحكومي المكلف تحصيل هذه الضريبة في بيان بأن الضريبة مستوجبة بغض النظر عن الجهاز الذي تستخدمه، سواء كان «تلفزيون، جهاز كومبيوتر مكتبي، كومبيوتر محمول، جوال... وبغض النظر عن الطريقة التي تلتقط عبرها البث سواء كان ذلك بالصحون اللاقطة او الكيبل او الانترنت او أي طريقة أخرى». الجدير بالذكر انه في شهر ديسمبر من العام الماضي، أطلقت «بي بي سي» مشغلها الالكتروني المعروف باسم «آي بلاير» عبر موقعها الانترنتي، وهو يمكن المشاهدين من مشاهدة حلقات من برامجهم المفضلة بعد بثها على التلفزيون، وتقدر الهيئة عدد الذين شاهدوا برامجا عبر «آي بلاير» منذ تلك الفترة بـ250 مليون شخص.