ماكين يلتحق بـ17 سيناتورا حلموا بالرئاسة

فوز متأخر للمرشح الجمهوري السابق للرئاسة في ميسوري

TT

عاد الكونغرس الاميركي الى اعماله الاعتيادية بعد حملة انتخابية شغلت الساسة والاعلام والجمهور على حد سواء. وبينما كان الحزب الديمقراطي يحتفل بالمقاعد الجديدة التي كسبها في الانتخابات التشريعية التي رافقت الانتخابات الرئاسية، كان سيناتور جمهوري يمشي بمفرده، من دون مرافقة حماية أو حشد من الاعلاميين على الرغم من انه كان جزءاً اساسياً من الحملة الانتخابية الرئاسية التي شغلت الولايات المتحدة لحوالي عامين. فعاد ماكين الى مقر مجلس الشيوخ صباح اول من امس من دون انتباه كبير، مع مناداة شخص او اخر «مرحباً بك من جديد»، ليجيب ماكين بصوت خافت «شكراً، سررت لرؤيتكم». ولكن لفتت وكالة «اسوشيتد بريس» الى ان رفيق درب قديم، خاض تجارب مماثلة لماكين من المشاركة في حرب فيتنام الى الحلم بالوصول الى البيت الابيض، هو الذي رحب به. فنادى السيناتور الديمقراطي جون كيري على ماكين من بعيد والتحق به ليتحدثا بود وهدوء، رغم ان كيري كان من اكثر المنتقدين لحملة ماكين الرئاسية. وكان كيري قد امتدح علاقة الصداقة القوية التي تجمعه بماكين سابقاً، قائلاً انها من «مسرات العمل في مجلس الشيوخ»، لكن حملة الرئاسة الانتخابية ادت الى تنافر بينهما يبدو انه انتهى.

ولكن الحديث بينهما، والتجارب المشتركة، تشير الى التقارب بين السيناتورين اللذين يعزمان العمل سوياً في مجلس الشيوخ، خاصة ان ماكين اعتاد على التعاون مع الحزبين من اجل التوصل الى حلول تعلى على المنافسة السياسية. وبينما يعتبر ماكين العضو الاقدم من الجمهوريين في لجنة مجلس الشيوخ للقوات المسلحة، سيرأس كيري لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ بعد انتقال الرئيس السابق جوسف بايدن الى منصب نائب الرئيس. وماكين وكيري من بين 18 سيناتوراً سعوا بطريقة او اخرى للانتقال من التشريع الى السلطة التنفيذية والوصول الى الرئاسة. وهذه مجموعة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، خسروا فرصة رئاسة البلاد ولكن يتمتعون بمكانة مرموقة بين 100 سيناتور اميركي، لديهم مساعدون خصوصيون ووزن سياسي يحميهم عادة مدى الحياة، الا في حين تؤدي ازمة سياسية الى خسارة مقاعدهم، مثل السيناتور الجمهوري المخضرم تيد ستفينز الذي خسر مقعده امام المرشح الديمقراطيل ولاية الاسكا بسبب الاشتباه في تورطه بقضية فساد. وعلى الرغم من ان ماكين اعلن امس انه لا يعتزم خوض انتخابات الرئاسة المقبلة، الا انه يستعد لمعركة انتخابية جديدة في عام 2010، هذه المرة للابقاء على مقعده في مجلس الشيوخ، وفي حال يكسب هذه المعركة الانتخابية، ستكون هذه الولاية السادسة له سيناتوراً عن ولاية اريزونا. وفي مفارقة غريبة، وتذكيراً بالحمل الذي كان قريباً للحقيقة لكن لم يتحقق في النهاية، اعلن امس عن فوز المرشح الجمهوري ماكين في انتخابات الرئاسة في ولاية ميسوري، آخر ولاية اميركية تنشر نتائج هذا الاقتراع. وقالت لورا ايغردال الناطقة باسم ميسوري لوكالة الصحافة الفرنسية ان نتائج هذه الولاية ستعلن رسميا في التاسع من الشهر المقبل ما لم يعترض عليها اوباما، وهو امر غير مرجح نظرا لفوزه بفارق كبير على ماكين. وتفقد ميسوري بذلك صفتها كولاية تشكل «مؤشرا». فمنذ 1904 حتى الانتخابات الاخيرة، باستثناء اقتراع 1956، فاز المرشح الذي انتخبته هذه الولاية في الاقتراع الرئاسي على المستوى الوطني.