قراصنة الناقلة السعودية لـ«الشرق الأوسط»: 40 خاطفا سيطروا على الناقلة.. والمفاوضات تتم عبر دبي ولندن

أحد القراصنة المفاوضين: أساطيل «الناتو» لا تخيفنا.. وحبنا لـ«السعودية» يخفض الفدية

لقطة تلفزيونية تظهر قراصنة صوماليين على شاطئ مدينة إيل في شمال الصومال (رويترز)
TT

كشف أحد القراصنة المفاوضين الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية الضخمة «سيروس ستار» قبالة السواحل الصومالية، أن 40 خاطفا سيطروا على السفينة السعودية، وان المفاوضات ما زالت جارية بينهم وبين مالكي السفينة، موضحا ان «حب الخاطفين» للسعودية لانها بلد مسلم سيخفض الفدية، كاشفا ان القراصنة حصلوا على مساعدات من دول اخرى تمدهم بمعلومات حول طرق عبور السفن. وقال أحد القراصنة المفاوضين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، سمى نفسه «جامع آدم» (35 عاما)، كان يتحدث عبر مترجم من خلال هاتف محمول مربوط عبر الأقمار الاصطناعية، ان المفاوضات لا زالت جارية مع مالكي الناقلة السعودية. وتابع: «المفاوضات جارية وإن شاء الله أتوقع مفاوضات ميسرة»، موضحا انه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، لكنه توقع ان يحدث ذلك قريبا. وتابع: «لازم إحنا (القراصنة) نتشاور ونعرف معلومات عن المركب وتابع لمين». أوضح آدم أن تلك المفاوضات تتم عبر دبي (مقر الشركة المالكة) ولندن (يفهم من كلامه مقر شركة التأمين التي تتولى إدارة عملية التأمين على الناقلة مع شركات تأمين أخرى من بينها سعودية). وشدد آدم على أنهم كخاطفين يتسلمون الفديات التي تقدم لهم اموالا سائلة أو «كاش»، نافيا أن يكون لديهم أية حسابات في الخارج. وتابع: «لا يوجد لدينا حسابات في الخارج. واحنا أغلبنا ما نغادر البحر أصلاً»، مشيرا إلى أنهم يتقاسمون المبالغ التي يأخذونها كفدية لفك احتجاز السفن ويوزعون جزءا منه على الأسر الفقيرة في المنطقة التي شردت بعد الاجتياح الأثيوبي ـ حسب وصفه. وقال آدم ان عدد الخاطفين للناقلة السعودية يزيدون عن 40 شخصا صوماليا، فيما عدد الخاطفين على ظهر السفينة السعودية حاليا نحو 25 شخصا، موضحا أنهم أمس (أول من أمس) تم استبدال الطاقم الخاطف للناقلة السعودية. وحول وضع طاقم الناقلة السعودية، أشار آدم إلى أنهم سالمون وهم أحرار على ظهر السفينة يتحركون داخلها، مبينا أن طاقم الناقلة يتناولون طعامهم من المؤن الموجود داخل السفينة. وذكر آدام أن مطالب الخاطفين المالية، التي رفض ان يحددها، ليس مبالغا فيها، خاصة وأن الناقلة تابعة للسعودية التي وبحسب وصفه «يكنون لها كل التقدير ويحبونها بحكم أنها بلد إسلامي». وتابع «إحنا تحملنا مصاريف كثيرة علشان نخطفها 500 ألف دولار اندفعت كمعلومات، ومصاريف للناس الي تخطف السفن». وفيما لم يحدد آدم فترة زمنية كمهلة لإنهاء التفاوض مع الشركة المالكة، بين أنهم وخلال الفترة الماضية سلموا 10 سفن تابعة لدول آسيوية من بينها الصين واليابان دفع مالكوها فدية بين مليون و1.8 مليون دولار. موضحا: «بعضهم (دفع) مليونا ومليونا ونصف ومليونا وثمانمائة ألف.. ما في شي ثابت. هي مفاوضات». وكشف آدم عن أن القراصنة يستفيدون من معلومات تصلهم من شركاء لهم يساندونهم ويمدونهم بالمعلومات من دول أخرى. وتابع: «لنا دول تعطينا معلومات عن السفن في البحر، وإذا في سفن تجارية أو مبحرة في طريقنا»، موضحا ان تلك الدول المجاورة هي اليمن وإريتيريا وكينيا وجنوب أفريقيا. وحول كيفية تعقب السفن، قال: «عندنا رادارات نعرف مكان السفينة.. عندنا متعاونون في كينيا وسيريلانكا واليمن ودبي»، مشيرا الى ان هؤلاء المتعاونين لا دخل لهم بالاموال «هم يزودوننا بالمعلومات فقط». وأكد جامع آدم، أن شركاء القراصنة المتوزعين على أكثر من بلد عربي وأفريقي وآسيوي يرفعون من تكاليفهم التشغيلية في عملية الخطف الواحدة، موضحا أن تكلفة عملية الخطف قد تصل إلى نصف مليون دولار. وقلل آدم من مخاطر تعرض القراصنة للهجوم من قبل الأساطيل الحربية التابعة لكثير من الدول في المنطقة من بينها حلف الناتو والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، موضحا أن تلك الأساطيل الحربية قريبة منهم يشاهدونها.

وتابع متحدثا حول السفن الاميركية: «لا يقدرون مراقبة البحر كله هم عندهم أمورهم الخاصه بهم»، قائلا ان القراصنة والسفن الغربية المارة يتبادلون التحية متى ما كانوا قريبين من بعضهم البعض.