إعلان المبادرة العربية في الصحف الإسرائيلية لم يشتمل على العلم الإيراني

ليفني ترى أن إسرائيل لا يمكن أن تتبنى المبادرة كما هي

صورة عن الاعلان المنشور في صحف اسرائيلية للمبادرة العربية للسلام (أ ف ب)
TT

لم يتضح بعد الى اي حد ستنجح الاعلانات، التي نشرتها السلطة الفلسطينية في الصحف الاسرائيلية لشرح المبادرة العربية، في احداث تغيير في الرأي العام الاسرائيلي. الا انها على الاقل نجحت في تسليط الضوء على تفاصيل هذه المبادرة. وتباينت الاراء الاسرائيلية مبدئيا حول المبادرة. واعتبرها مواطنون اسرائيليون جيدة، لكنه لا يمكن تطبيقها على الارض، اذ لا يمكن الانسحاب من حدود 67، بينما رأى آخرون انها طالما ستصل في النهاية الى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، فانه يجب التفكير في تطبيقها. وقالت أميرة اورون الناطقة باسم الخارجية الاسرائيلية، ان نشر الاعلان امس في الصحف الاسرائيلية خطوة مهمة ويدلل على ديمقراطية اسرائيل. وقالت «مهم ان يفهم الاسرائيليون عن هذه المبارة ويقرأوها ويطلعوا عليها مباشرة، نحن دولة ديمقراطية ونريد لشعبنا ان يقرأ ويقف مباشرة على حقيقة هذه المبادرة وما هي الايجابيات او المشاكل فيها». واعتبرت اورون في حديث لـ«الشرق الاوسط»، ان الجامعة العربية هي المسؤولة عن النشر، وقالت «هذه ليست السلطة انما الجامعة العربية هي التي نشرت، هكذا يفهم من الاعلان، وهذا جيد بالنسبة لنا»، الا ان اورون قالت ان الحكومة الاسرائيلية لا يمكن لها ان تقبل المبادرة كما هي، وان للحكومة ملاحظات عليها. وتساءلت اورون، «هل يمكن لنا ان ننشر في الصحف العربية ملاحظاتنا مثلا؟ نحن نرحب بذلك».

وبخلاف ايغال بالمور الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية، الذي قال «نحن لا نفهم ماذا يريد الفلسطينيون خط انابوليس او خط المبادرة العربية»، قالت اورون انهما «مكملان ونحن ندعو العرب لدعم انابوليس».

واثار الاعلان اهتمام الشارع الاسرائيلي الذي شاهد اعلام دول عربية واسلامية لاول مرة تزين صفحات الصحف الاسرائيلية الرئيسة، كما نشرت السلطة اعلانات مماثلة في صحف فلسطينية محلية، الا انه لوحظ ان الاعلانات في الصحف الاسرائيلية لم تشمل اعلام 6 دول، ومن بينها ايران، كما هو في الصحف الفلسطينية. واتهمت مصادر فلسطينية الصحف الاسرائيلية بانها اسقطت هذه الاعلام، ونقلت عن صحافيين اسرائيليين قولهم، ان ذلك جاء لاسباب تقنية فقط لها علاقة بحجم الاعلان وانه اسقط العلم الايراني صدفة. وعلم ان عضو الكنيست العربي احمد الطيبي، الذي اشرف على اخراج الموضوع الى الصحف الاسرائيلية، كان مستاء ومنزعجا. الا ان مصادر في صحيفة «يديعوت احرنوت»، كبرى الصحف الاسرائيلية نفت لـ«الشرق الاوسط» ذلك، وأكدت انه ليس من صلاحيتها ان تغير في الاعلان وانه وصل اليها هكذا. وتم ايضا شطب عبارة «ان هذه المبادرة تبناها وزراء خارجية الدول الاسلامية في اجتماعهم بطهران في ايار 2003» ووضعت بدلا منها «مبادرة السلام العربية ـ اعلان بيروت 2002/2003».

وستجري الصحف الاسرائيلية استطلاعا للرأي خلال الايام المقبلة للوقوف على اي تغيير احدثته هذه الحملة. وقال الصحافي الاسرائيلي روني شكيد في حديث لـ«الشرق الاوسط»، ان «هذا الاعلان مهم لانه يحدث تغييرا في رأي الشارع الاسرائيلي، الاسرائيليون لا يعرفون شيئا عن المبادرة ولا يعرفون انها تنص على تطبيع كامل مثلا». وبحسب شكيد فان قادة اسرائيل يعرفون انه لا يمكن تحقيق سلام بدون ان يكون الشارع الاسرائيلي مهيئا له، وهذا احد اشكال تغيير الوعي.

وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية امس، ان المبادرة السعودية تنطوي على بشرى ايجابية، خاصة في ما يتعلق بتطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل. واشارت في الوقت نفسه الى ان اسرائيل لا تستطيع تبني المبادرة كما هي، علما بانها تشتمل على نفس الشروط العربية القديمة، وخاصة في ما يتعلق بقضايا رسم الحدود واورشليم القدس واللاجئين. ورأت الوزيرة ليفني ان على العالم العربي عدم الاكتفاء بطرح خطة السلام وانتظار قبول اسرائيل لها او رفضها، وانما عليه ان يخطو خطوة ايجابية تجاه اسرائيل.