خاطفو ناقلة النفط السعودية يطلبون فدية قيمتها 25 مليون دولار.. ومهلة 10 أيام للتسليم

روسيا ترسل المزيد من السفن الحربية للمنطقة.. والنرويج تدرس تجنب أسطولها خليج عدن

TT

طالب القراصنة الصوماليون، الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية «سيريوس ستار» بفدية قيمتها 25 مليون دولار، في وقت يرسل فيه المجتمع الدولي مزيدا من السفن الحربية قبالة سواحل الصومال لحماية السفن التجارية المارة. وقال محمد سعيد وهو احد القراصنة في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، من على متن ناقلة النفط: «نطلب 25 مليون دولار من المالكين السعوديين لناقلة النفط. لا نريد ان تستمر المفاوضات الى ما لا نهاية لتسوية هذه المسألة». واضاف ان «السعوديين لديهم عشرة ايام»، لتلبية هذا الطلب «والا سنقوم بتحرك قد يكون كارثيا».

وفي ضوء استمرار الهجمات، اعلنت روسيا، التي سبق ان ارسلت سفينة حربية الى المنطقة امس، انها سترسل مزيدا من القطع العسكرية. وقال الاميرال فلاديمير فيستوتسكي، كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الروسية، «بعد (السفينة) انتريبيد، ستتوجه سفن حربية اخرى الى المنطقة». واضاف «هذا الامر ضروري بسبب الوضع الذي تدهور في جوار القرن الافريقي وفي خليج عدن، حيث يكثف القراصنة الصوماليون تحركاتهم». في المقابل، اعتبرت واشنطن، التي تنشر قوة بحرية كبيرة في المحيط الهندي، ان المقاربة العسكرية غير ملائمة. وقال جيف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية: «تستطيع كل القوات البحرية في العالم نشر كل سفنها في تلك المنطقة، لكن هذا الامر لن يحل المشكلة البتة»، مقترحا ان تبذل الشركات البحرية جهودا اكبر لحماية سفنها. ويثير تفاقم أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال قلقا متزايدا لدى مسؤولي ميناء مومباسا الكيني، خشية أن يؤدي الى ارتفاع أسعار البضائع ويردع بعض المستوردين عن جلب شحنات الى المنطقة. من جهته، قال الأمير سعود الفيصل في لندن أمس «إن موقفنا واضح، وهو اطلاق سراح هذه الناقلة، وهذا العمل عمل أجرامي كبير، حيث أن خطف ناقلة في عرض البحر عملية قرصنة، وهذا لا يمكن قبوله، وستعمل المملكة كل ما في وسعها للمساعدة في حماية المنطقة». وبين أن هناك قانونا دوليا لحماية الملاحة، وأن دول المنطقة ستبادر من أجل تأمين ذلك.

إلى ذلك قال جيمس موليوا المدير الاداري لميناء مومباسا، في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز: «نحن قلقون للغاية. تلقينا تساؤلات ومخاوف من العاملين في مجال الشحن». ويخدم الميناء المزدحم الواقع على ساحل المحيط الهندي أكبر اقتصاد في منطقة شرق افريقيا، وهو مدخل حيوي لدول مثل أوغندا ورواندا وبوروندي والاجزاء الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يذكر ان اختطاف الناقلة السعودية وقع على بعد 450 عقدة بحرية جنوب شرق مومباسا، أي في منطقة بعيدة للغاية عن المنطقة التي اعتادت العصابات الصومالية العمل فيها، مما سبب صدمة لمسؤولي الملاحة بالمنطقة. وحذر موليوا من ارتفاع أسعار كل شيء من الوقود الى الغذاء، ما لم تتوقف الهجمات، وقال ان بعض شركات الشحن قد تبدأ في تجنب الميناء تماما. وتابع «ستتأثر كل البضائع. لن تخاطر سوى سفن قليلة للغاية بجلب البضائع الى هذه المنطقة». وكانت الحكومة الكينية قد أمرت قبل ثلاثة شهور طاقم العمل في الميناء بالعمل المتواصل لتخليص حاويات متراكمة في الميناء وانهاء تأخيرات أضرت بالتجارة المحلية.

وبرز الدور الحيوي، الذي يلعبه ميناء مومباسا في المنطقة كلها، خلال أزمة ما بعد الانتخابات في كينيا في بداية العام الحالي، عندما عانت الدول التي لا تطل على بحار بجوار كينيا من نقص حاد في الامدادات الاساسية بسبب توقف العمل في أرصفة الميناء. وتمثل مدينة دار السلام العاصمة التجارية لتنزانيا أحد البدائل المتاحة أمام المستوردين الاقليميين وتقع على بعد 300 كيلومتر باتجاه الجنوب. لكن ميناء دار السلام يتعامل مع شحنات تزيد بنسبة 50 في المائة عن السعة التي صمم لاستيعابها، وتخطط حكومة تنزانيا لبناء موانئ جديدة للتعامل مع تزايد حركة السفن.

وقال القائم بأعمال رئيس شركة فرانتلاين النرويجية أحد أكبر ملاك ناقلات النفط في العالم، ان الشركة تدرس بالتأكيد توجيه اسطولها لتجنب خليج عدن وقناة السويس، بسبب عمليات القرصنة. وقال مارتن ينسن في اتصال هاتفي مع رويترز من سنغافورة، «لم نفعل ذلك بعد. لكننا بالتأكيد ندرس الامر. وهو محتمل». فيما اتصلت ايران امس بالسفينة الايرانية التي خطفها قراصنة الثلاثاء في مضيق عدن، وكانت تحمل علم هونغ كونغ، واكدت ان افراد طاقمها سالمون على ما افادت به وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقالت الوكالة ان خلية الازمة في شركة الجمهورية الايرانية للخطوط البحرية اعلنت في بيان انه «ظهر الخميس حصل اول اتصال مع ديلايت، منذ ان خطفها قراصنة، ولحسن الحظ كافة افراد الطاقم سالمون». واضاف البيان ان «خلية الازمة والمسؤولين سيبذلون كل ما هو ممكن للافراج عن السفينة وافراد طاقمها الخمسة والعشرين». وهاجم قراصنة الثلاثاء سفينة ديلايت التي تحمل 36 الف طن من القمح، عندما كانت متوجهة الى ميناء بندر عباس الايراني. وكانت ايران قد دفعت في اكتوبر (تشرين الاول) فدية لاستعادة سفينة تجارية ايرانية استولى عليها القراصنة في اغسطس (اب) قبالة سواحل الصومال.

واحتجز القراصنة يوم السبت الماضي الناقلة السعودية المحملة بمليوني برميل من النفط الخام، اي ما يوازي 300 الف طن. ورست السفينة التي تقدر قيمة حمولتها بمائة مليون دولار منذ الثلاثاء في ميناء هرارديري الصغير على بعد 300 كلم شمال مقديشو.

واعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، اول من امس ان مالكي ناقلة النفط السعودية الضخمة «سيريوس ستار» يفاوضون للافراج عنها. وقال الوزير السعودي «اعلم ان مالكي ناقلة النفط يفاوضون. نحن لا نحب التفاوض مع الارهابيين او مع خاطفي الرهائن. الا ان مالكي ناقلة النفط هم من يقرر في النهاية بشأن ما يحدث هناك».

وخطف «سيريوس ستار» البالغ طولها 330 مترا، هو اكبر عملية قرصنة جرت حتى الان قبالة سواحل الصومال. وافاد المكتب البحري الدولي بانه منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، هاجم القراصنة الصوماليون 94 سفينة. وتم احتجاز 38 سفينة، منها 17 لا تزال بين ايدي القراصنة مع افراد طواقهما البالغين 250 شخصا.

وارسلت دول عدة قطعا حربية بحرية قبالة سواحل الصومال للتصدي لهذه الظاهرة، لكن القراصنة يواصلون احتجاز السفن مطالبين بفديات.