بارزاني: ما برح في العراق الجديد من يقول إن ما لحق بالأكراد من ظلم قليل بحقهم

برهم صالح يطالب المثقفين الأكراد برفض المفاهيم «الانعزالية والقومية والشعاراتية»

أجواء حزينة رافقت وصول رفاة 150 من ضحايا النظام السابق عثر عليهم في مقبرة جماعية بالنجف الى أربيل أمس (رويترز)
TT

شدد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان، على أن الأوضاع الراهنة في العراق عموما، منوطة بالأوضاع في اقليم كردستان، وقال «اننا شركاء في العراق الجديد، وقد ضحينا بالكثير من دماء آبائنا الزكية، في سبيل تحرير العراق، ولا يمكن القبول بأي أمر يمس الاخوة الكردية ـ العربية أو يضر بالعلاقات التاريخية بينهما، من اجل بضعة اصوات انتخابية هنا أو هناك. وأضاف بارزاني في كلمة القاها ظهر أمس، خلال مراسم مهيبة اقيمت في اربيل، بمناسبة اعادة رفات 150 مواطنا كرديا من ضحايا عمليات الانفال، التي نفذتها قوات النظام السابق بحق القرويين الكرد عام 1988 «ان ما نراه اليوم يظهر بجلاء ليس الا قطرة من بحور المظالم، التي تعرض لها الشعب الكردي، وان هذه المراسم تمثل رسالة الى الذين ما برحوا ينتهجون أو يفكرون في تكرار حملات الانفال ضد الكرد أو ضربهم بالأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا بأن مصائرهم سوف لن تكون بأفضل من مصير صدام ونظامه، مثلما تشكل رسالة الى ابناء الشعب الكردي انفسهم لاستنباط الدروس منها».

من جهة اخرى، حذر نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح من وجود محاولات لتحويل الصراعات السياسية في العراق الى صراع عربي ـ كردي. واضاف ان دستور العراق هو الضمان الحقيقي لوحدة العراق لان هذا الدستور هو العقد السياسي الذي توافق عليه العراقيون واقروه في استفتاء عام.

وفي كلمة القاها في مهرجان «كلاويز» الثقافي في مدينة السليمانية أمس، اكد صالح على اهمية الالتزام بالدستور باعتباره مرجعا لحل الاشكالات السياسية في العراق الديمقراطي الفيدرالي، محذراً من «ان البعض يحاول تحويل الخلافات السياسية الى تناحر قومي عربي وكردي». وطالب المثقفين العرب والطيف الديمقراطي العراقي «بالتصدي للتوجهات التي تصور حقوق الكرد في العراق، وكأنها انتقاص من حقوق الاخرين». وفي الوقت نفسه، شدد على ضرورة تصدي المثقفين الكرد لـ«المفاهيم الانعزالية»، التي تؤدي بالنتيجة الى تقوقع السياسة الكردستانية وعزلها عن الاخرين. وطالب صالح المثقفين الكرد برفض المفاهيم القومية والشعاراتية التي لا تشكل خيارا عقلانيا لضمان الحقوق القومية للكرد في العراق. ودعا «الديمقراطيين الكرد والعرب الى تدشين تحالف الديمقراطيين في العراق»، من اجل بناء دولة عراقية جديدة مبنية على اسس التوافق والفيدرالية و«ردع المركزية المقيتة التي اودت بالعراق الى ما آل اليه في زمن (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين».