المستوطنون يستعدون لمعركة كبرى في الخليل.. ويرفضون تنفيذ أمر قضائي بإخلاء أحد المباني

كتبوا شعارات مهينة للرسول وهاجموا عرباً وجنوداً إسرائيليين

مواجهة بين مستوطنين اسرائيليين ورجال الشرطة حول عملية اخلاء منزل فلسطيني في مدينة الخليل (أ ب إ)
TT

يستعد المستوطنون في الخليل، جنوب الضفة الغربية، لمواجهات عنيفة مع الشرطة الاسرائيلية التي من المفترض انها ستنفذ امرا قضائيا لاخلاء منزل يستولي عليه المستوطنون اليهود منذ عامين. ومن المقرر، حسب خطة وضعها مستوطنو الخليل، ان يصل آلاف المستوطنين وعائلاتهم الى المدينة لمواجهة اخلاء منزل «الرجبي» الذي اصدرت المحكمة العليا الأحد امراً باخلائه خلال 3 ايام لكن المستوطنين لم ينفذوا القرار. ووصف مسؤولون كبار في المؤسسة الامنية الاسرائيلية عملية الاخلاء المتوقعه بالامتحان الكبير والحقيقي. واضافوا «اذا لم تنجح الشرطة والجيش في مهمة الاخلاء فسيكون للفشل تداعيات بعيدة المدى».

وصعد المستوطنون أخيرا من اعمال العنف ضد الشرطة الاسرائيلية والعرب على حد سواء. وكتب مستوطنون عبارات مهينة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على جدران مسجد بمدينة الخليل امس. ورسموا نجمة داود بجانب العبارات. وأقدم المستوطنون كذلك على تحطيم واقتلاع عشرات أشجار الزيتون. وألحقوا أضرارا كبيرة بعشرات سيارات ومنازل المواطنين، خلال سلسلة هجمات جديدة طالت العديد من الأحياء القريبة من بيت «الرجبي» الذي يفصل الحرم الابراهيمي ومستوطنة «كريات اربع». وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي، ان مستوطنين خربوا أيضا مقبرة بالقرب من المسجد الذي يقع قرب المبنى، وأصابوا جندياً عندما رشوه بمادة كيميائية، لمحاولته وقف تراشق بالحجارة بين مستوطنين وفلسطينيين. واكد المتحدث أن جنودا اسرائيليين يعملون على «ازالة الرسم من على الجدران واصلاح الاضرار» التي لحقت بالمسجد والمقبرة. وكان الجيش الاسرائيلي قد اعلن كافة الأحياء المحيطة بمستوطنة «كريات أربع» مناطق عسكرية مغلقة، ومنع الدخول إليها بما في ذلك صحفيون ومتضامنون أجانب. وأوعز وزير الأمن الداخلي آفي ديختر، الى الجهات الأمنية المختصة بتنفيذ قرار محكمة العدل العليا بإخلاء سكان المنزل المتنازع عليه في الخليل. واكد أن تطبيق القانون في اسرائيل ليس بمثابة توصية وانما مهمة. وجاءت اقوال ديختر خلال نقاش اجراه امس بمشاركة مفتش الشرطة العام وجهات عسكرية وأخرى من جهاز الأمن العام لتقييم الموقف في الخليل والاستعدادات الجارية لاخلاء المنزل. وسيعقد وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك جلسة مشاورات مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، وذلك استعدادا لإخلاء المبنى، مع الإشارة إلى أنه منح الجيش مدة تصل إلى 30 يوما لإخلاء المبنى. ويقول المستوطنون إنهم اشتروا المنزل من مالكه فايز الرجبي الذي نفى بشدة صحة ادعاءات المستوطنين. وقال محامي الرجبي سامر شحادة لـ«الشرق الأوسط» ان المنزل لم يتم بيعه، وان المستوطنين لا يملكون اي وثائق ويدَّعون انهم اشتروه من فلسطيني يسكن في عمان كان الرجبي ينوي بيعه المنزل ثم تراجع عن ذلك. ويقع المنزل بمنطقة استراتيجية بالنسبة للمستوطنين، ويعتبر الشارع الذي يوجد فيه المنزل ممراً للمصلين اليهود الذين يقصدون الحرم الإبراهيمي. ويخطط المستوطنون للاستيلاء على منازل أخرى بالشارع الذي يوصل مستوطنة «كريات أربع» بالحرم الإبراهيمي، من أجل ضمان التواصل بين المستوطنة والحي اليهودي وسط الخليل. واكد شحادة ان الشرطة الاسرائيلية ملزمة بتطبيق قرار المحكمة، وانها تدَّعي بأنها تنتظر الوقت المناسب للتطبيق حتى لا تثير مواجهات كبيرة. وبحسب شحادة، فانه سيتوجه للمحكمة العليا مرة اخرى بعد 3 اسبابيع اذا لم يتم تطبيق القرار ليرفع دعوى بـ«تحقير امر المحكمة». وكانت لجنة الداخلية في الكنيست الاسرائيلي قد ناقشت امر مبنى الرجبي واذا ما تمت صفقة فعلا او لا. وحضر شحادة الجلسة التي تبين فيها ان الرجبي لم يبع منزله للمستوطنين. وتعتبر الخليل بؤرة توتر شديد بين المستوطنين والفلسطينين بسبب 650 مستوطنا، يعيشون في جيوب محصنة تحرسها قوات اسرائيلية في قلب المدينة التي يعيش فيها 180 ألف فلسطيني. ويستولي المستوطنون على منازل فلسطينيين ويعتدون عليهم. وتحولت البلدة القديمة التي يسكنها المستوطنون الى مدينة اشباح محصنة عسكريا بعدما هجرها معظم الفلسطينيين.