رئيس الوزراء الفرنسي في زيارة رسمية للبنان تركز على التعاون الاقتصادي

فيون: تبادل السفراء مؤشر مهم على صدقية دمشق

رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة خلال استقباله نظيره الفرنسي في بيروت أمس (إ.ب .أ)
TT

بدأ امس رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون زيارة رسمية الى لبنان تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانيين ويوقع والوزراء المرافقين اتفاقات تعاون مع الجانب اللبناني.

وتوجه فيون مباشرة من المطار الى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. ولم يدل بأي تصريح عقب اللقاء. ثم انتقل الى مقر السفارة الفرنسية حيث التقى أفراد الجالية الفرنسية. والتقى لاحقا رئيس مجلس النواب نبيه بري، فرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الحكومية حيث عقدت المحادثات الرسمية بين الجانبين وتلاها توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين البلدين.

ومن المقرر ان يلتقي فيون والسنيورة عند التاسعة من صباح اليوم في السرايا الحكومية رجال الاعمال اللبنانيين والفرنسيين، قبل ان ينتقل الوفد الفرنسي الى الجنوب لتفقد القوة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية ثم يغادر بيروت.

ورحب وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي بزيارة رئيس الوزراء الفرنسي والوفد المرافق، واصفا اياها بـ «زيارة صداقة ودعم تندرج في السياق الطبيعي والتاريخي للعلاقات بين البلدين».

ورأى النائب سمير فرنجية (قوى 14 اذار) «ان زيارة رئيس الحكومة الفرنسية مهمة للبنان ومهمة لتبيان التعديل الحاصل في الموقف الفرنسي بعد الاتصالات التي قاموا بها في سورية».

ولفت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا الى «ان الزيارات التي يقوم بها مسؤولون اجانب الى لبنان تؤكد الثقة بلبنان الدولة والمؤسسات وبالخطوات التي انجزت منذ انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. كذلك تؤكد استمرار الاهتمام الدولي بلبنان وعدم التراجع عن دعم السيادة والحرية والاستقلال ودور الدولة ومؤسساتها. وهذه كلها مؤشرات ايجابية يجب على لبنان ان يستفيد منها لترسيخ الخطوات التي انجزت واستكمال ما تبقى والذهاب نحو انتخابات نيابية في اجواء ديمقراطية سلمية من دون اي مؤثرات اخرى».

من جهة اخرى، رد امس مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند خلال زيارته الى لبنان اول من امس حول اعتبار بلاده الجناح العسكري للحزب منظمة ارهابية. وقال: «ان هذه التصريحات تكرار لتصريحات بريطانية سابقة. لكن ما نتذكره في هذا الصدد ان الحكومة البريطانية قامت بخرق القانون البريطاني والدولي حين فتحت مطاراتها المدنية امام طائرات كانت تنقل عتادا عسكريا وصواريخ وقنابل عنقودية الى اسرائيل التي استخدمتها في الفتك بالمدنيين اللبنانيين في العدوان الاميركي – الاسرائيلي - البريطاني على لبنان في يوليو (تموز) واغسطس (آب) 2006». مشيرا الى «ان من حق اولياء الضحايا اللبنانيين ان يتقدموا بشكوى لمقاضاة الحكومة البريطانية على ارهاب الدولة الذي مارسته». واضاف: «الجناح العسكري لحزب الله هو حركة مقاومة وطنية لإزالة الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة العدوان الاسرائيلي. ونحن نفتخر باننا مقاومون ولدينا جناح عسكري اسمه المقاومة».

وفي اعقاب لقائه مع رئيس الحكومة الفرنسية أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن لبنان ملتزم تنفيذ الاصلاحات والمشاريع التنموية لتحقيق الانماء المتوازن بما فيها الاصلاحات التي التزم بها في «باريس 3»، وقال إنه يتابع الجهود لبسط سلطة الدولة على كافة أراضيها من خلال استكمال تطبيق القرار 1701، مشيرا إلى سعي الدولة إلى تسليح الجيش اللبناني الذي يحفظ أمن المواطنين.

وأشار السنيورة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون في السراي الحكومي الى أهمية المباحثات التي جمعت الجانبين، لافتا الى أنها تناولت أهمية تمسك لبنان باتفاق الطائف والسير في اتفاق الدوحة، منوها بمساعدة فرنسا بإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية وفي بذل الجهود من خلال مشاركتها في قوات «اليونيفيل»، داعيا إياها الى إنصاف دور لبنان من خلال دورها الفاعل في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مؤكدا أن «الاتفاقات والمعاهدات التي وقعناهتا اليوم دليل اضافي على عمق هذه العلاقات وعزمنا وتصميمنا على دفعها الى الأمام».

من جهته اكد فيون ان فرنسا تتابع تنفيذ الالتزامات السورية تجاه لبنان، وان تبادل السفراء سيكون مؤشرا مهما لإظهار صدقية الحكومة السورية، وهذا سيمهد لفتح ملفات أخرى وأكثر صعوبة كملف المعتقلين وترسيم الحدود، بالنسبة للمحكمة الدولية، فرنسا حريصة على قيامها وهي تساهم بتمويلها».

وقال ان وجود رجال الأعمال معي برهان على الثقة بإمكانية القيام بأعمال في لبنان، وهذا الوقت مناسب لاكتساب مواقع جديدة مع هذه الأزمة العالمية، الأزمة هي فرصة جديدة لاكتساب مواقع جديدة في الشركات اللبنانية، والنمو اللبناني سيبلغ 6% بينما بعض الدول الأوروبية ستكون -5%، ونلاحظ أيضاً ان المصارف لم تتأثر بالأزمة المالية وهذه إشارة إلى متانة الاقتصاد هنا».

ورأى ان: «الوضع في الشرق الأوسط معقد لذلك نحن هنا لنؤمن الشروط المؤاتية للسلام، الحكومة اللبنانية احترمت التزاماتها والحوار قائم في لبنان والحوار قائم مع سورية وهذا موضوع صعب ونحن ننتظر النتائج وضمن هذه الشروط والظروف أنا متفائل بإنجاز الانتخابات النيابية، وإن فرنسا والاتحاد الأوروبي يسعيان لتسريع عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، وكل الشروط مجتمعة مع التزام الاتحاد الأوروبي والإدارة الجديدة نأمل أن تتقدم الأمور، نعم أنا متفائل وأثق بالشعب اللبناني». وقال رئيس وزراء فرنسا إن التزامنا إلى جانب لبنان عملي وملموس وقد وقعنا الان على ملحق لاتفاق باريس بدفع 125 مليون يورو وهو دليل على ثقة فرنسا بك يا دولة الرئيس واضاف: أود ان أشكر السنيورة ولقاؤنا اليوم هو دليل على عمق العلاقة التي تربطنا، كنت أتيت سابقا إلى بيروت ويمكنني أن أقول اليوم إن أشواطا قد قطعت اليوم وأهم شيء أن الحوار قد استؤنف.