أكثر من 25 ألف مستوطن يصلون للخليل لأداء طقوس دينية ودعم مستوطنيها

الجيش الإسرائيلي يغلق الحرم ويعزز من جنوده في المدينة خشية مواجهات

TT

عزز الجيش الإسرائيلي وقوات «حرس الحدود» والشرطة الإسرائيلية من انتشارهم في مدينة الخليل، بشكل غير مسبوق، استعدادا لمواجهات كبيرة محتملة مع آلاف المستوطنين الذين سيصلون إلى المدينة لأداء طقوس دينية يهودية تقليدية في الحرم الإبراهيمي الذي اغلق في وجه المسلمين امس. ويتوقع أن يصل الى «الحي اليهودي» في البلدة القديمة، في قلب الخليل، حوالي 25 الف مستوطن. الا ان اكثر ما يثير قلق الجيش الاسرائيلي ان آلافا منهم، سيبقون في المدينة لدعم مستوطنين، يستولون على منزل «الرجبي» المتنازع عليه مع الفلسطينيين، والذي كانت محكمة العدل العليا قد قضت بضرورة إخلائه الأحد الماضي، إلا ان المستوطنين رفضوا تنفيذ الأوامر ودعوا الى مواجهة الشرطة. وتقدر مصادر أمنية إسرائيلية ان مواجهات قاسية ستتفجر مع المستوطنين الذي صعدوا مؤخرا من هجماتهم ضد العرب والشرطة الإسرائيلية احتجاجا على قرار اخلاء المنزل. وتخشى الشرطة الإسرائيلية من إقدام عناصر متطرفة على تحريض الحشود ضدها. ووصف مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عملية الاخلاء المتوقعة بالامتحان الكبير والحقيقي. وأضافوا «إذا لم تنجح الشرطة والجيش في مهمة الإخلاء فسيكون للفشل تداعيات بعيدة المدى».

وكان وزير الأمن الداخلي آفي ديختر، أوعز الى الجهات الأمنية المختصة بتنفيذ قرار محكمة العدل العليا بإخلاء سكان المنزل المتنازع عليه في الخليل وأكد أن تطبيق القانون في إسرائيل ليس بمثابة توصية وإنما مهمة. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن كافة الأحياء المحيطة بمستوطنة «كريات أربع» مناطق عسكرية مغلقة، ومنع الدخول إليها بما في ذلك صحافيين ومتضامنين أجانب وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس، أوامر عسكرية بالاستيلاء على أربعة منازل بمدينة الخليل وتحويلها الى ثكنات عسكرية، والحد من حرية وحركة أصحاب 50 منزلا آخر بالقرب من منزل الرجبي القريب من الحرم الابراهيمي ومستوطنة «كريات أربع»، شرق المدينة.

وقال مواطنون يقيمون في حي «وادي النصارى»، إنهم تسلموا أوامر عسكرية بالاستيلاء على منازلهم لمدة أربعة أيام «لأغراض عسكرية» بحسب ما جاء في هذه الأوامر. وأشاروا الى أن قوات الاحتلال استولت فور تسليم الأوامر على أسطح منازلهم وشرفاتها وبعض الغرف فيها وأجبرتهم على المكوث داخل غرفة واحدة أو في الطوابق السفلى.

وجدد المستوطنون وانصارهم، اعتداءاتهم وهجماتهم ضد فلسطينيين وممتلكاتهم في العديد من أحياء شرق المدينة القريبة من مستوطنة «كريات أربع»، وعلى امتداد الطريق المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي.

وقالت مصادر في مديرية الأوقاف الإسلامية وسدنة الحرم الإبراهيمي، «إن قوات الاحتلال أغلقت أبواب الحرم في وجه المواطنين من أهالي المدينة، اليوم (امس) كما ستواصل إغلاقه غداً (اليوم)، وذلك بموجب أوامر عسكرية تستند إلى توصيات لجنة إسرائيلية تشكلت عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي في شباط من العام 1994 وقامت بتقسيم الحرم، وأوصت بفتحة أمام المتوطنين في الأعياد اليهودية».