اتهامات للنواب العراقيين بـ«التهرب» من مسؤولية مناقشة الاتفاقية الأمنية

ممثل آية الله السيستاني منتقدا من ذهب منهم للحج: سيحاسبهم الله والشعب والتاريخ

أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يتظاهرون ضد الاتفاقية الأمنية في ساحة الفردوس ببغداد أمس (إ ب أ )
TT

انتقدت المرجعية الشيعية في النجف، وأعضاء في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، امس، سفر بعض البرلمانيين الى الحج، معتبرين ذلك «تهربا من أداء مسؤولياتهم ازاء شعبهم الذي انتخبهم».

ففي كربلاء انتقد ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني امس بعض أعضاء مجلس النواب بسبب سفرهم لأداء مناسك الحج في الوقت الذي يناقش فيه مجلسهم الاتفاقية الامنية، معتبرا ذلك تهربا من تحمل المسؤولية. في حين أبدى حامد الخفاف المتحدث الرسمي باسم السيستاني وصهر المرجع الشيعي، عدم معرفته في هذا الموضوع، وقال لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بيروت، حيث يقيم «ليس لدي تعليق على هذا الخبر لانني لا اعرف عنه أي شيء».

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة بالصحن الحسيني، إن «سفر بعض النواب لأداء مناسك الحج في مثل هذه الظروف التي تتم فيها مناقشة الاتفاقية الامنية يعتبر تهربا من المسؤولية وتجنبا لطرح اي رأي حولها». مبينا أن امام مجلس النواب «مسؤولية كبرى وهي مسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية وسيحاسبهم الله والشعب والتاريخ إذا لم يبينوا رأيهم في هذه الاتفاقية»، وأضاف قائلا «صدر عن مكتب المرجعية بيان أوضح فيه سماحته (السيستاني) رأيه إزاء اتفاقية انسحاب القوات الأجنبية من العراق» وذكر أن «موقف سماحته أكد على وجود ثلاثة ثوابت وطنية لا بد من رعايتها من قبل جميع المسؤولين وهي، رعاية المصالح العليا للشعب العراقي، واستعادة السيادة الكاملة في جميع الميادين، وعدم جعل العراق منطلقا لضرب دول الجوار». وأشار إلى أن هذه الثوابت «أبلغها سماحته لجميع المسؤولين الذين زاروه في مقره بمدينة النجف». كما انتقد الكربلائي موقف بعض وسائل الإعلام التي لا تتثبت من صحة الخبر، موضحا أن هذه الوسائل «نشرت خبرا يقول إن سماحته ابلغ المسؤولين انه وافق على الاتفاقية».

واستدرك الكربلائي ان «هذا الخبر غير صحيح وهو خبر ملفق، إذ نشرته وسائل الاعلام على انه اخذ عن مصدر مقرب من المرجعية». مشددا «ان مثل هذه الأخبار لا يعول عليها لأن البيان لا يكون صحيحا إذا لم يكن عليه ختم سماحته أو ختم مكتبه». وقال عزة الشابندر، عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية التي يترأسها اياد علاوي «هناك برلمانيون أساسيون تركوا البرلمان وغادروا الى الحج ومنهم رؤساء لجان في البرلمان»، مشيرا الى ان «ذلك يعد وبوضوح تهربا من المسؤولية خلال مناقشة الاتفاقية العراقية الاميركية سواء وافقوا ام رفضوا». وأعرب الشابندر عن رأيه بضرورة ان «يوافق البرلمان على الاتفاقية»، موضحا موقفه المغاير لموقف القائمة العراقية التي ينتمي اليها، والتي أكدت عدم موافقتها على الاتفاقية، وقال «هناك موقف سياسي للقائمة عبرت عنه من خلال بيانها الذي صدر قبل يومين والرافض للاتفاقية، وأنا سأعبر عن موقفي الوطني خلال التصويت على الاتفاقية في البرلمان وسأوافق عليها، وقد بينت موقفي للقائمة العراقية وللرأي العام خلال مؤتمر صحافي». وأضاف الشابندر قائلا «أنا ما ازال عضوا في العراقية وتصويتي على الاتفاقية التي تقف قائمتي ضدها لا يعني خروجي عن العراقية»، واصفا موقف السيستاني بـ«الوطني والحريص على أمور الشعب».

ودافع عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية، عن النواب الذين غادروا أو سيغادرون الى الحج، وبينهم ما بين عشرة الى 12 برلمانيا من جبهته، من أصل 18 برلمانيا سيتوجهون الى الحج، وقال «نحن أخبرنا أعضاء جبهتنا من البرلمانيين بان السفر يكون في 26 الحالي». واعتبر السياسي الكردي المستقل محمود عثمان، عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني «العمل حاليا في المجلس أهم بكثير من الحج»، مشيرا الى ان «هؤلاء النواب يمثلون الشعب العراقي ومن واجبهم خدمة الشعب». وأضاف عثمان قائلا «حتى المرجعية الشيعية تؤكد ذلك والواجب الديني يأمرهم بخدمة بلدهم لاسيما وان غالبيتهم قد حج لأكثر من ثلاث مرات، ويمكن لهم ان يؤجلوا ذهابهم الى الحج هذا العام الى العام القادم». وقال عثمان «أنا أعتبر ذلك تهربا من المسؤولية الملقاة على عاتقهم من قبل من انتخبهم، فنحن الآن نمر بمرحلة مصيرية، وموضوع الاتفاقية العراقية الأميركية أهم بكثير من الذهاب الآن الى الحج».

وحول سير عملية قراءة الاتفاقية في البرلمان، قال عثمان «ربما ننتهي من قراءتها نهاية الاسبوع، وإذا تعمدت بعض الجهات بالإطالة ووضع العراقيل فقد يمتد الوقت حتى ما بعد العيد».

من جهته، قال منتصر الإمارة، رئيس اتحاد البرلمانيين العراقيين، ان «المرجعية الدينية تنتقد النواب الذين يذهبون الى الحج كل عام وهم لا يهتمون بذلك، بل ان الشعب نفسه ينتقدهم، ويجب ان يوجه السؤال الى البرلماني نفسه عن سبب تركه واجباته والتوجه الى الحج»، مشيرا الى ان «غالبية من هؤلاء النواب حج لأكثر من خمس وعشر مرات، وهذا بتصوري مرآة للظهور امام الناس باعتباره حج لعدة مرات». يذكر أن الحكومة العراقية قد خصصت طائرة خاصة لنقل اعضاء مجلس النواب الى الحج يوم الاربعاء المقبل.