القوات العراقية والأميركية تشدد الإجراءات على الحدود مع إيران.. لكنها تبقى صداعا أمنيا

مسؤول أمني في معبر المنذرية: لا نلمس أي تعاون من الجانب الإيراني

TT

المنذرية ـ رويترز: سواء كان الخطر قادما من حدود سورية حيث يتسلل متشددون من «القاعدة» او من حدود ايران حيث تهرب ميليشيات الاسلحة والقنابل، فالحقيقة هي ان حدود العراق المخترقة تشكل صداعا أمنيا.

وتقول القوات الأميركية والعراقية انها تعزز تدريجيا الحراسة على حدود العراق حتى توقف عمليات تسلل المتشددين وتهريب السلاح مستفيدة من المكاسب الامنية التي تحققت بشكل عام في انحاء أخرى من البلاد. وقال البريجادير جنرال كيث ووكر قائد قوات اميركية تعمل مع القوات العراقية لوكالة رويترز «حتى وقت ليس ببعيد لم يكونوا يستطيعون التحدث عن مناطق تمثل مشاكل على الحدود لأن أمن الحدود لم يكن قائما أصلا. لكن الآن وبعد تحسن الأمن في مناطق أخرى بدأنا إعادة توزيع مواردنا على الحدود».

عند نقطة حدود المنذرية الواقعة على الحدود الجبلية الوعرة مع ايران كانت قافلة من الشاحنات المحملة بالوقود تتجه في طريقها الى داخل العراق. على الجانب الايراني تمر القافلة من أمام جدارية يتوسطها وجه الزعيم الايراني الراحل آية الله الخميني الذي كان زعيما لايران طوال ثماني سنوات من الحرب مع العراق في الثمانينيات تحت قيادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

تمر الشاحنات من البوابة ثم تنتظر الى ان يتم فحصها بجهاز يعمل بالأشعة السينية مثبت في شاحنة صغيرة بيضاء. وقال الضابط العراقي خالد سلمان المسؤول عن الأمن في نقطة الدخول الحدودية «نفتش عن أسلحة ومتفجرات وأيضا عن مخدرات. لدينا ثلاثة أجهزة للأشعة السينية لفحص الشاحنات. ويقف على كل شاشة فردان. الأمر يستغرق نحو ساعة».

ويعبر من هذه النقطة يوميا ما لا يقل عن 2000 شخص غالبيتهم ايرانيون يقصدون مزارات شيعية مقدسة في العراق. عند البوابة كان عدد كبير من الزوار غالبيتهم نساء يرتدين عباءات سوداء ينتظرون اشارة العبور. وتفتش الشرطة العراقية امتعتهم بينما يفحص آخرون جوازات سفرهم. ويقارن المسؤولون العراقيون بياناتهم هذه بقاعدة بيانات للمجرمين المشتبه بهم. وقال علي خسروي، 74 عاما، عن هذه الاجراءات «انها تستغرق وقتا طويلا، لكني لا أبالي فأنا متلهف على زيارة أضرحة الائمة. هذه زيارتي الاولى منذ خمس سنوات. كان العراق خطرا جدا من قبل».

وتقع المنذرية على أطراف محافظة ديالى التي تعيش فيها طوائف وأعراق مختلفة. وهي بؤرة صغيرة تجسد المواجع الامنية الكثيرة التي تواجه العراق. فأعضاء «القاعدة» نشطون في المنطقة؛ ففي سبتمبر (ايلول) قتل هجوم بقنبلة في خانقين على بعد عشرة كيلومترات ثمانية اشخاص. كما كانت خانقين مسرحا لمواجهة بين القوات الكردية وقوات الامن العراقية في اغسطس (آب). لكن أكثر ما يزعج مسؤولي الأمن على الحدود هي الميليشيات الشيعية التي يقولون انها تهرب السلاح والمقاتلين من ايران. واتهم المسؤولون الاميركيون إيران طويلا بتمويل وتدريب وحدات ميليشيا شيعية صغيرة تهاجم القوات الأميركية والقوات العراقية. وتنفي طهران التهمة لكن المسؤولين الأميركيين يقولون انهم يعثرون كثيرا على اسلحة ايرانية في الشحنات المضبوطة. وقال سلمان، الضابط العراقي، «صراحة لا أرى أي تعاون من الجانب الايراني في وقف المجرمين. انهم يدربونهم ويساندونهم ويعطونهم الاسلحة.. وعلينا نحن ان نوقفهم». وصرح سلمان بأنه في الاسبوع الماضي أمسك حراس الحدود اثنين يحاولان الدخول. وتقول ايران انها لا تدعم الميليشيات العراقية وان الجيش الاميركي يستغلها ككبش فداء لتبرير فشله في إعادة الأمن الى العراق.

ويقول جون مانسيل، وهو مسؤول من وزارة الأمن الداخلي الاميركية يعمل على تأمين الحدود في المنذرية، إن المسؤولين الايرانيين يوقفون أحيانا المرور ثم يفتحون البوابات بعد تكون طوابير طويلة. وان هذا يخلق حالة من الارتباك. ويضيف «انهم يحاولون تسهيل مرور الناس خلال أوقات الفوضى هذه. وحينها يأتي دور المسهلين من هذا الجانب حتى يهرب الناس من التفتيش».

ويقول ووكر انه خلال الأشهر القليلة الماضية طبق نظام تفتيش أكثر صرامة على المعابر الحدودية، مما جعل تهريب السلاح من نقاط العبور الرسمية أكثر صعوبة. ويلجأ المتشددون الى عبور الحدود من مناطق نائية.