السعودية تنفي عرضها منح اللجوء السياسي لزعيم طالبان

مصادر مطلعة: شروط الملا عمر الصعبة حجر عثرة أمام المفاوضات

TT

نفت المملكة العربية السعودية مساء أمس، ما تناقلته وكالات أنباء عالمية أول من أمس، عن تقدمها بعرض اللجوء السياسي لزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر. وجاء هذا النفي، على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، وأفاد بأنه ينفى هذا الخبر جملة وتفصيلا.

وكانت مجلة «دير شبيغل» الالمانية، قد زعمت أمس، أن السعودية عرضت اللجوء السياسي على زعيم طالبان الملا محمد عمر. وقالت المجلة نقلا عن مصادر حكومية في كابل، ان العرض دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الافغاني حميد كرزاي.

وقال مسؤول في الحكومة الافغانية يوم الاربعاء الماضي، إن من المتوقع أن يلتقي ممثلو الحكومة الافغانية واعضاء سابقون في طالبان، في وقت قريب في السعودية لاجراء جولة ثانية من المحادثات. ويشتبه بأن الملا عمر مختف في المناطق الجبلية على امتداد الحدود الافغانية ـ الباكستانية.

وكانت مصادر مقربة من ملف المفاوضات بين حكومة كابل وحركة طالبان، قالت لـ«الشرق الأوسط» ان «الملا عمر يعتبر المعارض الرئيسي للتسوية». واضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموقف، أن الملا عمر هو «القائد الأساسي المرفوض بسبب أيديولوجيته المتطرفة، وشروطه الصعبة». وكان الجناح المتشدد في «طالبان» قد اشترط لأية مفاوضات انسحاب القوات الأجنبية، التي يصل عديدها في أفغانستان الى حوالى 70 ألف رجل. ويقود الملا عمر، الهارب منذ 2001، حركة «طالبان» المتشددة التي حكمت أفغانستان من 1996 حتى نهاية 2001، وعرضت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله.

وعرضت الحكومة الأميركية 10 ملايين دولار، مقابل أية معلومات تؤدي إلى القبض على الملا عمر. وكانت مصادر افغانية قد كشفت الاسبوع الماضي لـ«الشرق الأوسط» عن حصول تقدم على صعيد التحضير لجولة ثالثة من المباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان المعارضة خلال موسم الحج، مشيرة إلى احتمال أن تشهد الاجتماعات مشاركة مباشرة لممثل عن الملا عمر. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن قيوم كرزاي شقيق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، التقى بمسؤولين خليجيين للمساعدة على التحضير لجولة مفاوضات مقبلة ستعقد في مدينة مكة المكرمة.