لاهاي: ضباط وجنود سودانيون يشهدون ضد الرئيس البشير في قضية دارفور

مقاتلات سودانية تقصف مركبتين للاتحاد الأوروبي بشرق تشاد

الأمم المتحدة تنشر صورة لأسرة من جنوب السودان بعد عودتها من معسكر للاجئين في أوغندا إلى مدينتها نملي التابعة لحكومة الجنوب (أ.ف.ب)
TT

وصل إلى لاهاي ضباط وجنود من الجيش السوداني بمساعدة من المحكمة الجنائية الدولية، للمثول أمامها كشهود في القضايا التي ستنظر فيها المحكمة ضد بعض مسؤولي الحكومة السودانية، وقادة حركات التمرد في إقليم دارفور.

ورفضت المحكمة الجنائية في لاهاي، ان توضح لـ«الشرق الأوسط» ان هؤلاء الضباط والجنود يعملون حاليا مع الحكومة أو سابقون كان يعملون معها، وقالت ان رفضها اعطاء أية معلومات إضافية لضمان سلامتهم.

وقالت مصادر لإذاعة هولندا العالمية، إن المجموعة تضم بضع عشرات من المواطنين السودانيين، بمن فيهم ضباط كبار وجنود، يعتقد أنهم شاركوا في عمليات عسكرية في دارفور وتلقوا أوامر بقصف المدنيين. وامتنع مسؤولو المحكمة الجنائية الدولية عن التعليق على الأمر، وقالوا إن أي تعليق على موضوع مثل هذا ينتهك التزام المحكمة الصارم بحماية الشهود والضحايا في القضايا التي تنظر أمامها. واصطحب بعض الشهود والضحايا أفراد أسرهم معهم خشية إجراءات انتقامية قد تتخذها الحكومة السودانية ضدهم. من جهة أخرى، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الجوية السودانية قصفت قبل اسبوعين، مركبتين تابعتين للقوات الأوروبية، التي تعمل على حماية النازحين التشاديين ولاجئي دارفور في مناطق بشرق تشاد، لكن لم يوقع القصف خسائر في الاوراح، في وقت بدأ وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير زيارة امس الى انجامينا التقى خلالها الرئيس التشادي ادريس دبي، وتوجه الى معسكرات اللاجئين، وتفقد القوات الاوروبية التي ستنتهي فترة عملها في مارس (آذار) القادم، لتتحول المهمة الى قوات الامم المتحدة.

من جهته قال وزير الإعلام التشادي والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد حسين لـ«الشرق الأوسط» ان حكومته تنتظر تقريراً من قيادة القوات الاوروبية، وستقرر بعدها اتخاذ موقف ان كانت الطائرات السودانية، قد عبرت الأجواء التشادية عن قصد أم عن طريق الخطأ، واضاف «نحن لا نعرف حتى الآن ما جرى ولا نريد ان نعلق قبل وصول التقرير من قيادة القوات الاوروبية، للتأكد ان كان القصف داخل الاراضي التشادية ام لا»، مشيراً الى عودة العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسودان، لم يمض عليها أسبوعان، وان حكومته تحاول أن تحل مثل تلك القضايا عبر الطرق الدبلوماسية.

وتعمل القوة الاوروبية في حماية معسكرات النازحين التشاديين واللاجئين السودانيين في شرق تشاد والحدود مع افريقيا الوسطى، وقوام تلك القوات يصل الى نحو 4 آلاف جندي تشكل القوات الفرنسية الجزء الأكبر منها، وتشارك في إعادة التعمير وحفر الآبار، الى جانب الاستطلاعات العسكرية في شرق تشاد.

يذكر ان جندياً فرنسياً تابع للقوة الأوروبية، كان قد لقي حتفه، بعد ان فقده بدارفور في الحدود السودانية التشادية في مارس (آذار) الماضي، بعد دخول سيارته وبرفقته جندي آخر عن طريق الخطأ الأراضي السودانية، فبعد اطلاق النار عليه اصيب خلالها الجندي الآخر الذي نقل الى افريقيا الوسطى، وفقد الجندي الفرنسي في دارفور، وعثر عليه ميتاً، وتم إرساله عن طريق الخرطوم الى باريس.

الى ذلك وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى العاصمة التشادية انجامينا امس، واجرى لقاء مع الرئيس التشادي ادريس دبي ووزير خارجيته موسى فكي، وعدد من المسؤولين، وقال مسؤول الاعلام العربي في القصر الرئاسي بانجامينا جبريل محمد آدم، ان كوشنير بحث الاوضاع في المنطقة، وتفقد القوة الاوروبية بشرق البلاد، والتي يتوقع ان تنتهي فترة عملها في مارس من العام المقبل لتتبع الى الامم المتحدة مباشرة، بدلاً عن الاتحاد الاوروبي، الى جانب التنسيق مع انجامينا حول قمة الاتحاد الافريقي، التي ستعقد في الشهر المقبل بالعاصمة الاثيوبية اديس أبابا، لكنه لم يتناول الاوضاع بين السودان وتشاد، مشيراً الى وجود خلاف بين بلاده والامم المتحدة، في عدد القوات التي سيتم نشرها في ابريل (نيسان) المقبل لتحل محل القوة الأوروبية.