ليبيا: التحقيق مع وزيرين بتهمة إساءة مخاطبة القذافي في اجتماع عام

الوزيران اتهما بمقاطعة الزعيم الليبي خلال الحديث ومناداته باسمه المجرد

TT

شكلت حركة اللجان الثورية في ليبيا، لجاناً للتحقيق مع مسؤولين في الحكومة بتهمة إساءة الأدب مع الزعيم الليبي معمر القذافي ومخاطبته بشكل غير لائق في اجتماع عام. وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن حركة اللجان الثورية استدعت وزيرين للتحقيق معهما بشأن مقاطعة أحدهم للقذافي وتبسط الثاني في مخاطبته خلال الاجتماع الموسع الذي عقده القذافي الأسبوع الماضي مع كبار مسؤولي الحكومة والبرلمان لمناقشة أفكاره بشأن توزيع ثورة عائدات النفط مباشرة على المواطنين أو إلغاء الحكومة الليبية.

ويواجه الطيب الصافي أمين (وزير) اللجنة الشعبية العامة للاقتصاد والتجارة والاستثمار سابقا، والذي يشغل منذ يناير (كانون الثاني) 2007 موقع أمين شؤون الاتحادات والنقابات والروابط المهنية بمؤتمر الشعب العام (البرلمان)، اتهامات بخروجه عن اللياقة وآداب الحديث لدى مخاطبته القذافي أثناء الاجتماع المذكور.

وقالت صحيفة «قورينا» المحسوبة على سيف الإسلام، نجل القذافي، إن بعض المثابات الثورية بمنطقة تاجوراء بمدينة طرابلس، ?طلبت التحقيق مع الصافي،? ?بسبب إصراره على مناداة القذافي بعبارة? «?يا أخ معمر?» لأكثر من عشر مرات?، مشيرة إلى أن الليبيين وخاصة أعضاء حركة اللجان الثورية التي? ?يعد الصافي? ?من نشطائها، لم يعتادوا هذا الأمر?.

وكشفت النقاب عن أن مثابات أخرى من منطقتي? ?بني? ?وليد وطرابلس تعمل لتقديم توصية مماثلة تطلب التحقيق مع عمران بوكراع أمين اللجنة الشعبية العامة للطاقة وأحد أعضاء حركة اللجان القدامى والبارزين، فيما اعتبره البعض خروجاً? ?عن الأدب عندما أصر على مقاطعة القذافي أكثر من مرة وبشكل اعتبره البعض? ?غير لائق مردداً? ?عبارة? «?افهم?.. ?افهم?!».? وكان القذافي قد عقد اجتماعين متتاليين مع كبار مساعديه بثا لاحقا على شاشات التلفزيون الرسمي وظهرت خلالهما معارضة واسعة لأفكاره، وهو ما اعتبرته مصادر غربية ومعارضون ليبيون بمثابة تمهيد وتهيئة للتراجع عن تنفيذ تلك الأفكار.

وتعد هذه المرة الأولى التي يخضع فيها مسؤولون ليبيون لمساءلات رسمية بشأن طريقة مخاطبة القذافي في اجتماعاته العلنية، علما أن اللقب الرسمي للعقيد القذافي هو الأخ قائد الثورة. واعتادت ليبيا بين حين وآخر لفت وسائل الإعلام الأجنبية، إلى عدم مخاطبة القذافي الذي لا يشغل ظاهريا أي منصب رسمي أو تنفيذي في الدولة، بعبارات الرئيس أو العقيد الليبي.

من جهة أخرى ناقش أمس القذافي الذي يستعد للقيام الشهر المقبل بزيارة إلى لندن، لحضور مؤتمر دولي حول الطاقة والنفط، الأزمة المالية العالمية، مع الأمير أندرو، دوق يورك في بريطانيا. واعتبر القذافي أن احتكار الطبقة الرأسمالية لثروة المجتمع وحرمان الغالبية وهي ملايين الفقراء من حقهم في هذه الثروة هو السبب الحقيقي لهذه الأزمة، مشدداً على أن حل هذه الأزمة لا يتم عن طريق القطاع العام ولا القطاع الخاص وإنما بتوزيع الثروة بشكل عادل على كل المواطنين.

وقالت وكالة الأنباء الليبية إن الأمير أندرو اقترح إقامة ندوة يلتقي فيها القذافي مع كبار المحللين الاقتصاديين الاستراتيجيين في السياسة الدولية، لكنها لم تحدد مكانها أو توقيتها، فيما أوضحت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» أنها ستقام على هامش زيارة القذافي المرتقبة إلى لندن.

من جهة أخرى، ابتدع القذافي مصطلح «الساتو»، الذي قال إنه عبارة عن حلف جديد يتمنى تشكيله من دول الاتحاد الأفريقي وقارة أميركا الجنوبية لمواجهة حلف شمال الأطلسي المعروف باسم الناتو. وقال القذافي خلال حفل العشاء الذي أقامه ترحيبا بكريستينا فيرنانديز كرشنير رئيسة جمهورية الأرجنتين الزائرة إلى طرابلس: نحن نلح في قمتنا القادمة المشتركة بين أميركا اللاتينية وأفريقيا أن نرسي دعائم «الساتو» في موازاة «الناتو». ورأى القذافي معنى «الساتو» هو التعاون والتحالف بين أميركا اللاتينية وأفريقيا، معتبرا أنه مثلما حلف الناتو موجود في شمال الأطلسي، يكون الساتو في جنوب الأطلسي.

وتجاهلت رئيسة الأرجنتين التي وصلت إلى ليبيا بعد زيارة مماثلة إلى مصر والجزائر في بداية تدشين علاقات بلادها مع العالم العربي، ملاحظات القذافي، لكنها قالت إنها تتفق مع رؤيته فيما يتعلق بالتوازن الدولي وتصحيح مفاهيم السياسة والعلاقات الدولية، مشيرة إلى أن التحالف الجنوبي الذي يسعى إليه القذافي ليس الهدف منه أن يواجه أحدا، بل على العكس تماما فإنه سيكون مصدرا للتوازن الذي يحتاجه العالم، على حد تعبيرها.