كابل: مقتل 14 متمردا في معارك وغيتس يدعو لتغيير الاستراتيجية

خطة لإرسال 20 ألف جندي إلى أفغانستان خلال 18 شهرا

TT

أعلن التحالف الدولي في افغانستان امس مقتل 14 متمردا خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية في افغانستان خلال عمليتين لقوات الأمن الافغانية والتحالف الدولي في جنوب البلاد وغربها.

وتمت العملية الاولى اول من امس في اقليم نهر سورك في ولاية هلمند معقل المتمردين في جنوب افغانستان. وجاء في بيان للتحالف، «ان القوات الافغانية وقوات التحالف كانا يقومان بدورية مشتركة حين هاجمهما متمردون مسلحون. وردت القوة المشتركة على الهجوم وقتلت عشرة متمردين في حين اصيب جندي افغاني بجروح». وفي عملية ثانية صباح اول من امس كانت فرق كوماندوز افغانية وقوات للتحالف تقوم بتفتيش مبان في قرية دولة اباد في ولاية فرح (غرب) حين استهدفتها نيران المتمردين. واضاف التحالف في بيان ثان «ردت القوات على مصادر النيران وأقامت طوقا امنيا بهدف حماية 30 طفلا و25 امراة و34 شخصا من غير المقاتلين كانوا في الناحية. وقتل اربعة متمردين قال الاهالي انهم من عناصر طالبان».

من جهة اخرى بدأ الجيش الاميركي تحقيقا في مقتل مدني اثناء دورية للقوات الافغانية والتحالف اطلقت النار على سيارة رفضت التوقف في ولاية خوست. وتنفذ حركة طالبان تمردا داميا منذ ان أطيح بها من السلطة في نهاية 2001 من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة. وتضاعفت حدة اعمال العنف منذ نحو عامين رغم انتشار 70 الف جندي ضمن قوتين متعددتي الجنسيات احداهما بقيادة الحلف الاطلسي والاخرى بقيادة اميركية.

الى ذلك قتل عسكري فرنسي واصيب اخر بجروح بالغة في افغانستان في انفجار لغم صباح امس على مسافة عشرة كيلومترات جنوب كابل، على ما أعلنت هيئة اركان الجيوش الفرنسية في باريس لوكالة الصحافة الفرنسية. واوضح الضابط كريستوف برازوك من قيادة الاركان ان «الانفجار وقع قرب معسكر دارولامان جنوب كابل خلال عملية استطلاع راجلة». واضاف ان الجنديين «الخبيرين في ازالة الألغام كانا يتوغلان في منطقة تؤدي الى ميادين رماية» حين وقع الانفجار. والجنديان ينتميان الى فريق مدربين فرنسي مدمج ضمن الكتيبة 201 التابعة للجيش الافغاني المنتشرة في منطقة كابل. واضاف المصدر ذاته انه «تم إجلاء العسكري الجريح بمروحية فرنسية الى وحدة طبية جراحية في معسكر وايرهاوس في ضاحية كابل حيث اجريت له على الفور عملية جراحية». وأكد ان «حياته ليست في خطر». وبوفاة الجندي يصل الى 25 عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا منذ بداية التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في افغانستان في اكتوبر (تشرين الاول) 2001. وقتل عشرة جنود فرنسيين في هجوم تبنته حركة طالبان في 18 اغسطس (آب). وخصصت فرنسا 3300 جندي فرنسي للعمليات في افغانستان بينهم 2600 منتشرين في افغانستان، بحسب قيادة اركان الجيوش الفرنسية. ويتوزع هؤلاء العسكريين على قوتين دوليتين منتشرتين في افغانستان، هما القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) بقيادة الحلف الاطلسي، وقوة عملية «الحرية الدائمة» التي تقودها الولايات المتحدة.

من جهة اخرى حث وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اول من امس حلف شمال الاطلسي على تعديل استراتيجيته العسكرية لمحاربة طالبان في جنوب افغانستان، ولكن يبدو انه لم يحقق تقدما يذكر في هذا الصدد. وقال مسؤولو دفاع اميركيون إن غيتس يريد من قوات حلف شمال الاطلسي في الجنوب التخلي عن الاستراتيجية الراهنة التي تتمثل في قتال طالبان في إقليم تلو الآخر واستخدام بدلا منها هيكل قيادي واسع فيما يتوقع المخططون العسكريون الاميركي تجمع حشد كبير للقوات في المنطقة العام القادم. وتضم الاقاليم الخمسة التي تشملها القيادة الاقليمية ـ الجنوبية التابعة لحلف شمال الاطلسي واحدا من جبهات القتال الرئيسية في الحرب. ويقول خبراء ان المسلحين الذين تمولهم تجارة الافيون في افغانستان، التي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار يمتد نفوذها الان الى عدة اقاليم حدودية. وبحث غيتس الاستراتيجية اول من امس في اقليم نوفا سكوتيا الكندي مع نظرائه من كندا والدنمارك وبريطانيا وهولندا واستراليا واستونيا ورومانيا التي تمثل قواتها نحو 90 في المائة من القوات البالغ قوامها 18 الف جندي في الجنوب. ولكن حلفاء شمال الاطلسي لم يبدوا اهتماما يذكر باجراء تغيير في الاستراتيجية العسكرية ويشددون بدلا من ذلك على جهود تعزيز العلاقات مع الزعماء المدنيين وزيادة التنمية. وقال جون هوتون وزير الدفاع البريطاني: «اننا سعداء جدا بترتيبات القيادة والتحكم». وقال وزير الدفاع الهولندي ايميرت فان ميديلكوب: «ان من الامور الاكثر تشويقا الى حد بعيد العمل على المستوى المدني في السنوات المقبلة ثم على المستوى الاقليمي. وللولايات المتحدة نحو 3500 جندي في جنوب افغانستان. لكن القادة طلبوا قوة اضافية يزيد قوامها على عشرة الاف جندي للجنوب وهو طلب في انتظار الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ليتخذ قرارا بشأنه عندما يتولى منصبه يوم 20 يناير (كانون الثاني). وقال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جيف موريل للصحافيين: «مساهمات القوات الاميركية في المستقبل ستكون تابعة للقيادة الاقليمية-الجنوب تنشرها بالطريقة التي تراها مناسبة. وحتى الان حاول حلف شمال الاطلسي محاربة المسلحين في الجنوب من خلال تخصيص مسؤوليات امنية لقطاعات اقليمية مختلفة لمختلف الدول. ويقول مسؤولون، انه من خلال تشجيع الحلفاء على التخلي عن السلطة للقادة الذين لهم سلطة اقليمية فان حلف شمال الاطلسي يمكن ان يصبح أكثر فاعلية في وقف تدفق المقاتلين والاسلحة والاموال. وقال مسؤول دفاع اميركي تحدث بشرط عدم نشر اسمه: «العدو الذي نتعامل معه في افغانستان لا يحترم الحدود». وزادت اعمال العنف في افغانستان الى مستويات لم تشهدها من قبل منذ الغزو الذي قادته اميركا في عام 2001 واطاح بحركة طالبان التي كانت تحكم افغانستان مما دفع القادة الى طلب مزيد من القوات. ويدرس مسؤولون بوزارة الدفاع الاميركية خطة لإرسال اكثر من 20 الف جندي الى افغانستان خلال ما بين الاثني عشر والثمانية عشر شهرا المقبلة للمساعدة في حماية الانتخابات وانهاء العنف المتزايد من جانب حركة طالبان. وقال غيتس انه ناقش وكبار القادة ارسال خمسة ألوية الى افغانستان من بينها اربعة ألوية من القوات البرية المقاتلة بالاضافة الى لواء طيران قال مسؤول بوزارة الدفاع انه سيتكون بشكل اساسي من قوات مساندة. ويتألف لواء الجيش المقاتل من نحو 3500 جندي. واضاف ان ارسال معظم القوات قد يحدث قبل ان تجري افغانستان انتخابات بحلول الخريف المقبل. ويوجد الان نحو 70 الف جندي غربي في افغانستان من بينهم 32 الف جندي اميركي منهم 14500 تحت قيادة حلف شمال الاطلسي و17500 تحت قيادة اميركية. وزادت اعمال العنف في افغانستان الى مستويات لم تشهدها من قبل منذ الغزو الذي قادته اميركا في عام 2001 واطاح بحركة طالبان التي كانت تحكم افغانستان. ومن المقرر بالفعل وصول لواء من الجيش الى شرق افغانستان في يناير (كانون الثاني) لبدء تدريب القوات الافغانية. ومن المرجح اتجاه معظم القوات المتبقية التي قد تبدأ في الوصول في الربيع المقبل الى جنوب افغانستان حيث يزرع الخشخاش وحيث يقول القادة ان قوة حلف شمال الاطلسي المؤلفة من 18 الف جندي اصغر من ان تواجه تمرد طالبان. وقال غيتس ان السبيل هو كيفية وقف اتجاهات العامين الماضيين او نحو ذلك فيما يتعلق بارتفاع اعمال العنف وخلق مناخ امني افضل يمكن فيه للتنمية الاقتصادية والمدنية ان تمضي قدما. واضاف اننا بوضوح سنرسل مزيدا من القوات واعتقد ان احتمالات ان نكون قادرين على جعل هذه الانتخابات تنجح قوية.