خاطفو ناقلة النفط السعودية: أي تدخل عسكري سيكون كارثة للجميع.. والإسلاميون يتعهدون بطردهم

مسؤولة في الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: نعمل من أجل استخدام أساطيل دول أخرى لمراقبة ساحل الصومال

مجموعة من الصيادين الصوماليين يصلحون قاربهم على شاطئ حمراوين (أ ب)
TT

أعلن القراصنة الذين خطفوا ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار» في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) انهم سيردون على اي تدخل عسكري لتحرير الناقلة. وفيما تعهد المتمردون الاسلاميون في الصومال أمس بمحاربة القراصنة وطردهم من المنطقة، أكدت مسؤولة في الخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسط» ان واشنطن تعمل من أجل استخدام اساطيل دول أخرى لمراقبة ساحل الصومال.

وقال احد القراصنة من قرية هرارديري الساحلية انهم سيردون على اي تدخل عسكري لتحرير الناقلة.

واوضح عبدياري معلم في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، «آمل ان يتحلى صاحب ناقلة النفط بما يكفي من الحكمة وان لا يأذن باللجوء الى الخيار العسكري لان ذلك سيكون بمثابة كارثة على الجميع. اننا هنا للدفاع عن الناقلة اذا تعرضنا لهجوم».

وقدم معلم نفسه على انه احد القراصنة الموجودين على اليابسة مكلف جمع مسلحين لحماية المنطقة فيما تتواصل المفاوضات مع مالكي الناقلة الذين امهلوا عشرة ايام لجمع فدية قيمتها 25 مليون دولار يطالب بها القراصنة للافراج عن الناقلة المخطوفة. وقال متحدثا عن القراصنة الذين على متن السفينة «ان نواياهم واضحة. تحادثت معهم قبل بضع دقائق واكدوا لي انهم لن يدمروا السفينة ولن يلحقوا اذى بالطاقم. يأملون فقط في الحصول على مطلبهم». وبحسب هذا القرصان، فان المفاوضات جارية بين مالكي الناقلة والقراصنة غير انها لم تحرز تقدما حتى الان. واضاف «انهم يتلقون اتصالات هاتفية من اناس بعضهم يقدم نفسه على انه وسيط وآخرون كوكلاء لاصحاب الناقلة. ولم يتم التوصل الى اي شيء حتى الان». ونفت السعودية نفيا قاطعا انها تقوم باي مفاوضات مع الخاطفين، باعتبارهم ارهابيين. الى ذلك رفضت امس مسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية، ردا على سؤال من «الشرق الاوسط»، ان تعلق على خبر بان المقاتلين الاسلاميين في الصومال يتجهون نحو الميناء الذي نقل اليه قراصنة ناقلة النفط السعودية «سايروس ستار» بهدف تحريرها. كما رفضت ايضا، الحديث عن اي تعاون اميركي مع هؤلاء الاسلاميين الذين تضعهم واشنطن في «قائمة الارهاب» الاميركية.

وقالت المسؤولة ان الولايات المتحدة تعمل «مع الدول والجهات المسؤولة» لضمان حرية الملاحة قرب الصومال. وان توجيهات صدرت الى الوفد الاميركي في الامم المتحدة بالعمل مع الدول الاعضاء في مجلس الامن لاصدار قرار باستخدام اساطيل من «دول مسؤولة وملتزمة بالشرعية الدولية»، لحماية خطوط الملاحة في المنطقة.

وعندما سئلت عن تحركات قطع الاسطول الاميركي في المنطقة، قالت انها من شأن وزارة الدفاع الاميركية.

وكان مجلس الامن اصدر، اول من امس، قرارا بمقاطعة كل من يساهم في العنف وعدم الاستقرار في الصومال. وصدر القرار باجماع الخمس عشرة دولة الاعضاء في المجلس. ولم يحدد دولة او منظمة او فردا لوضعه في قائمة المقاطعة. وفوض لجنة المقاطعة التابعة للمجلس لدراسة ذلك. وفي نفس اليوم، دعا مندوب الاتحاد الافريقي في الامم المتحدة الى ارسال قوات دولية الى الصومال لتحقيق الاستقرار على الارض بهدف منع نشاطات قراصنة البحر. لكن، لا يتوقع ان يوافق مجلس الامن على ذلك لأنه، حسب قول مراقبين في الامم المتحدة، تواجه القوات التي ارسلها مجلس الامن الى السودان والكونغو مشاكل معقدة تجعل المجلس يتردد في ارسال قوات الى بلد الوضع فيه اكثر تعقيدا من السودان والكونغو. هذا بالاضافة الى تجربة سنة 1993 في الصومال، عندم قتل الصوماليون 18 من قوات المارينز الاميركيين كانت ارسلت الى هناك للمساعدة في توفير الحماية لمنظمات الاغاثة وفي تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وعارض الاقتراح الافريقي ايضا مندوب بريطانيا في الامم المتحدة، وقال: «يجب الا يفوض مجلس الامن قوات لتنفيذ عملية نحن نعتقد انها لن تقدر عليها». لكن، في نفس الوقت، يستمر مجلس الامن في بحث امكانية ارسال قوات دولية، ليست ارضية الى الصومال، ولكن بحرية الى القرب من ساحل الصومال، بهدف حماية خطوط الملاحة العالمية.

وحسب تصريح المسؤولة في الخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسط»، يناقش مجلس الامن اقتراحا اميركيا بتمديد قرار مجلس الامن الذي صدر في يونيو (حزيران)، والذي اعطي سفن الدول الاعضاء حق دخول المياه الاقليمية الصومالية لمطاردة القراصنة. وقالت متحدثة باسم الوفد الاميركي في الامم المتحدة قالت، ان الاقتراح الاميركي يعالج الجوانب القانونية، بالاضافة الى الجوانب العسكرية، وهي عن القبض على القراصنة، واعتقالهم، وتسلميهم، ومحاكمتهم.

ونقلت وكالة رويتر من مقديشو، على لسان مسؤول من المقاتلين الصوماليين الاسلاميين، انهم تعهدوا بالهجوم على القراصنة الذين خطفوا ناقلة النفط السعودية، وانقاذ الناقلة وبحارتها. وقال المسؤول: «أعددنا قواتنا لتأديب الذين خطفوا سفينة اسلامية. وستكون اول خطوة هي فصل الخاطفين الذين على ظهر السفينة من زملائهم على الساحل، وذلك بقطع الماء والطعام والاتصالات معهم». لكن، كما قالت الوكالة، تحرك جناح آخر من الاسلاميين نحو ناقلة النفط السعودية بهدف اقتسام الفدية مع الخاطفين.

من جهته قال شيخ عبد الرحمن عيسى ادو المتحدث باسم المتمردين الاسلاميين لوكالة الانباء الالمانية ان قواتهم تسيطر على هاراديري «ومن المستحيل على القراصنة الاختباء هناك.. ولا توجد أي خطط لشن هجوم الان، ولكننا اذا رصدناهم سوف نقاتلهم». واضاف عبد الرحمن «اننا نعارض بشدة القراصنة جميعا.. ففى عهدنا لا وجود للقراصنة فى مياهنا، سوف نحاربهم عندما تتاح لنا فرصة ذلك».