المعالم الأولى لإدارة أوباما تؤكد نهجا وسطيا في اختيار الشخصيات.. والخبرة أولا

غيتنر في وزارة الخزانة لمواجهة الأزمة وتعيين هيلاري «على السكة»

TT

بدأت معالم إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المقبلة تتضح اكثر فأكثر، خصوصا على مستوى اثنين من الترشيحات الأبرز. حيث بات تعيين المنافسة السابقة لأوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون لتولي وزارة الخارجية «على السكة»، كما نقل عن مستشارين ومقربين، في حين تتجه الترجيحات الى تأكيد اختيار تيموثي غيتنر رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي) في نيويورك لمنصب وزير الخزانة، حيث يتوقع الاعلان عنه غدا الاثنين، ما سيجعله مسؤولا عن ادارة الاقتصاد الاميركي في هذه الفترة البالغة الصعوبة.

ويرجح هذين الخيارين في حال تأكدهما ان يكون أوباما بات ميالا الى اعتماد سياسة وسطية لحزبه معتمدا الى حد كبير على مسؤولين براغماتيين عوضا عن الايديولوجيين، مع اخذه في الاعتبار بالدرجة الاولى الخبرة.

ونقلت واشنطن بوست عن ديفيد جي روثكوبف، المسؤول السابق لدى ادارة كلينتون، ان خبر ترجيح تعيين هيلاري وغاينتر «يعلمنا امرا مهما عن اوباما، فهو في حين انه يريد ان يدخل افكارا جديدة الى اللعبة، الا انه يعمل من وسط عالم السياسة الخارجية الاميركية». ويعتبر تيموثي غيتنر هذا الموظف الكبير البالغ من العمر 47 عاما على اطلاع واسع بكل مفاصل وزارة الخزانة، وقد عمل فيها بين 1988 و2001 ولقيت ترجيحات تعيينه أصداء إيجابية في وول ستريت التي سجلت على الأثر انتعاشا بنسبة 5،6%. واشير في اوساط وول ستريت الى ان غيتنر يعرف بدقة كيفية عمل الاسواق من خلال مهامه في نيويورك، كما افاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة اخرى، علم في اوساط اوباما ان تعيين هيلاري كلينتون في منصب وزيرة الخارجية «على السكة» وسيعلن بعد عطلة عيد الشكر في نهاية الاسبوع المقبل.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن احد المقربين من السيدة الاميركية الاولى سابقا انها «جاهزة» لتولي الحقيبة، مضيفا ان اللقاء الاول بينها وبين أوباما في شيكاغو كان «عاما جدا» لدرجة انها احتاجت الى الوقت للتفكير في كيفية الاندماج بفريق عمل أوباما، إلا ان اتصالا هاتفيا يوم الخميس سمح لها بأن تشعر بأنها «باتت مرتاحة» لفكرة العمل في الفريق نفسه. وقد كسر مكتب السناتور كلينتون الصمت حول الامر لتأكيد المحادثات بين الجانبين، الا انه أكد ان اي نتيجة لهذه المحادثات لم تتضح بعد. وقال المتحدث باسم كلينتون، فيليب رينز «لانزال في مرحلة المفاوضات التي هي على السكة الى حد كبير»، مشددا على ان «أي تقارير تتجاوز ذلك هي سابقة لأوانها»، بحسب المصدر نفسه.

واذا ما اصبحت السيدة الاميركية الاولى سابقا وجه اميركا الجديد في العالم، فسوف تضيف محطة جديدة الى مسار عائلة كلينتون في السلطة وتعطي وزنا كبيرا الى ادارة اوباما، ولو ان البعض يخشون ان تدخل اليها بعضا من الاسلوب التآمري الذي يطبع أروقة البيت الأبيض.

ويبدو ان آخر العقبات التي كانت تعترض تعيينها قد أزيلت بعدما عرض زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لزوم الشفافية بشأن نشاطاته الدولية واخضاعها لتدقيق للتحقق من مراعاتها الاصول الاخلاقية وكشف اسماء المانحين لمؤسسته لتجنب تضارب المصالح. ويقول العديد من اعضاء الفريق الانتقالي لأوباما ان هيلاري كلينتون اكدت انها ستكون عنصرا وفيا ضمن فريق اوباما الا انها ممتعضة من فكرة التخلي عن مقعدها في مجلس الشيوخ وما يمنحه لها من حرية حركة.

وقد نقلت نيويورك تايمز عن مقربين من هيلاري انها قررت ان تتخلى عن مقعدها في مجلس الشيوخ مقابل توليها منصب وزيرة الخارجية. وأثار ترجيح تعيينها سرور العديد في المعسكر الديمقراطي الذين اشادوا برغبة اوباما في الاستفادة من خبرتها الدبلوماسية ووضع أضغان الحملة الانتخابية بعيدا، لكن ذلك اغضب مؤيدين كثيرين لأوباما يريدون ان تكون مرحلة ولايته مناسبة للتغيير. وقال مستشاران مقربان من هيلاري انها تريد تأكيدات من انها في حال تعيينها سوف تتمكن من التواصل مباشرة مع اوباما من دون المرور عبر مستشاره للأمن القومي، كما انها تريد ان يكون لديها سلطة اختيار فريقها في وزارة الخارجية وخصوصا في ظل العلاقة السيئة بينها وبين فريق اوباما للسياسة الخارجية خلال الحملة الانتخابية. ومن المرجح جدا بحسب تقارير الاعلام الاميركي ان يحتفظ وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس بمنصبه. كما ان أوباما يفكر بتعيين الجنرال جيمس جونز القائد السابق للناتو مستشارا للامن القومي فضلا عن تعيين لورانس سامرز وزير الخزانة السابق مستشارا رفيع المستوى للاقتصاد في البيت الابيض.

وتبدو بعض التعيينات محسومة، مثل تعيين زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل وزيرا للصحة والخدمات الاجتماعية وجانيت نابوليتانو حاكمة أريزونا وزيرة للامن الداخلي وإريك هولدن العضو السابق في ادارة كلينتون وزيرا للعدل.